Page 69 - مجلة الدراسات القضائية
P. 69

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫�أول ما ي�شمل اعمالا ذات �صبغة حرفية ‪-‬‬                   ‫ال��دم المتخ�ص�صة‪ ،‬ف�ف�ي جميع الأح��وال‬
                                   ‫إ�ن �صح القول ‪ -‬تخرج عن مفهوم العلاج‬                     ‫يكون الطبيب ملتزما بتحقيق نتيجة قبل‬
                                   ‫بمحلها و�إن كانت أ��صول العلاج تتطلبها‬                   ‫مري�ضه المتعاقد معه‪ ،‬كما يكون الطبيب‬
                                   ‫�إم�ا في مرحلة ت�شخي�ص ال�ع�الج و�إم�ا في‬                ‫المتخ�ص�ص �أو م�رك�ز ال��دم م�ت�ع�اق�دا مع‬
                                                                                            ‫الطبيب المعالج‪ ،‬وم�س�ؤولا قبله م�س ؤ�ولية‬
                                     ‫مرحلة الت�صدي لها بالإجراء المنا�سب‪.‬‬
                                                                                                                ‫تعاقدية (‪. )19‬‬
                                   ‫م�ث�ال ذل��ك ع�ل�ى م�ا ي�ت�ع�ل�ق ب�ا ألع�م�ال‬
                                   ‫الم�خ�ت�ربي�ة‪ ،‬فقد ق�رر الق�ضاء م�س ؤ�ولية‬               ‫وم�ن ذل�ك م�ساءلة الج�راح ع�ن �إ�صابة‬
                                   ‫ال�ط�ب�ي�ب م�ت�ى ث�ب�ت ع��دم ��ص�ح�ة ن�ت�ائ�ج‬            ‫مم�ر��ض�ة م�ن ج�راء �شظية ت�ط�اي�رت من‬
                                   ‫الفحو�ص المختبرية ال�ت�ي �أج�راه�ا‪ ،‬دون‬                  ‫�إب��رة �إن�ك���س�رت في ي���ده(‪ ،)20‬أ�و ع�ن �ضرر‬
                                   ‫ح�اج�ة �إلى �إث��ب��ات ع��دم ب�ذل�ه ال�ع�ن�اي�ة‬          ‫أ���ص�اب الم�ري���ض م�ن ج�راء ان�ف�ج�ار جهاز‬
                                   ‫ال�واج�ب�ة ب���ش� أ�ن�ه�ا(‪، )23‬ت�ا��س�ي���س�ا ع�ل�ى �أن‬  ‫التخدير (‪� ، )21‬أو عن ال�ضرر الذي ي�صيب‬
                                   ‫مبا�شرة ه�ذه الأع�م�ال بما يجب لها من‬                    ‫الم�ري���ض م��ن ج��راء ال���س�ق�وط الم�ف�اج�ئ‬
                                   ‫العناية يو�صل دائما �إلى حقائق محددة لا‬
                                                                                                        ‫لمن�ضدة الت�شخي�ص (‪.)22‬‬
                                                   ‫تحتمل الجدل(‪. )24‬‬
                                                                                            ‫وم�ن الج�وه�ري �أن نلاحظ أ�ن تطبيق‬
                                   ‫ومن ذلك ما ق�ضت به محكمة النق�ض‬                          ‫ف�ك�رة الال�ت�زام بال�لاسمة في ه�ذا الم�سار‬
                                   ‫الفرن�سية (‪ )25‬م�ن الال�ت�زام ال�واق�ع على‬               ‫الأول يلتقي في نتائجه العملية مع تطبيق‬
                                   ‫ع�ات�ق ط�ب�ي�ب الا��س�ن�ان ب�ترك�ي�ب �أ��س�ن�ان‬          ‫فكرة م�س�ؤولية حار�س الأ�شياء المعتمدة في‬
                                   ‫�صناعية منا�سبة لعميله‪ ،‬يخول للعميل‬                      ‫الم�س�ؤولية التق�يرصية‪ ،‬ولكنه يبقى بعد‬
                                   ‫ف���س�خ ال�ع�ق�د ب�سبب ع�دم وف��اء الطبيب‬                ‫ذل�ك اكث�ر تح�دي�دا م�ن�ه�ا‪ ،‬م�ن ح�ي�ث أ�ن�ه‬
                                   ‫بالتزامه حتى لو ك�ان العميل قد رف�ض‬                      ‫يظل مح�صورا في الا��ض�رار غير المتوقعة‬
                                   ‫تحمل طاقم ا أل�سنان المعد له م�دة تكفي‬                   ‫النا�شئة م�ن ا�ستخدام الاج�ه�زة وا آللات‬
                                                                                            ‫الطبية‪ ،‬ولا يمتد إ�لى ا�ضرارها المعهودة‬
                                                       ‫لتعوده عليه ‪.‬‬                        ‫على النحو ال�ذي يمكن �أن تو�صل �إليه‬

                                   ‫ك�ذل�ك ف�ه�ذا الم���س�ار ‪ -‬م���س�ار الاع�م�ال‬               ‫فكرة حرا�سة ال�شئ في بعدها الكامل‪.‬‬
                                   ‫الخ��ارج��ة ع��ن م�ف�ه�وم ال��ع�ل�اج بم�ع�ن�اه‬
                                   ‫الدقيق ‪ -‬ي�شمل اعمالا تخرج عن مفهوم‬                      ‫أ�ما عن الم�سار الثاني ‪ -‬الذي يقع خارج‬
                                   ‫العلاج لي�س بمحلها و�إنما بالغر�ض منها‪.‬‬                  ‫مفهوم المداواة بمعناها الدقيق ‪ -‬في�شمل‬

‫‪69‬‬

         ‫الم�ست�شارة ‪ /‬زهرة محمد مبارك المن�صوري‬
   64   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74