Page 74 - مجلة الدراسات القضائية
P. 74

‫ت�سليما كافيا‪ ،‬أ�و عن ترجيح لبع�ض الآراء‬           ‫وهذا ما قد يفهم منه أ�ن واجبات الطبيب‬                  ‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬
‫أ�و النظريات الم�ت�داول�ة ب�ني زم�الء المهنة‬       ‫ت�ن�ح���ص�ر في واج���ب واح���د ه��و م�راع�اة‬
                                                   ‫ا أل��ص�ول الطبية ال�ت�ي ا�ستقرت و��ص�ارت‬
                ‫على البع�ض الآخر‪.‬‬                  ‫م�سلمة وم�ع�روف�ة ب�ني الم�شتغلين بالمهن‬

‫و�أم���ا واج���ب الم��ب��ادرة إ�لى إ�ع��م��ال ما‬            ‫الطبية وعدم الخروج عليها‪.‬‬
‫تقت�ضيه حالة المري�ض من أ���ص�ول المهنة‬
‫الم�ستقرة‪ ،‬فيظهر �أثره في مجال الفح�ص‬              ‫وال�واق�ع �أن واج�ب�ات الطبيب إ�ذا كانت‬
‫ا ألولي وال�ت���ش�خ�ي���ص‪ ،‬مح��ال اخ�ت�ي�ار‬        ‫ت���ص�ب في ال�ن�ه�اي�ة في الأ���ص��ول ال�ف�ن�ي�ة‬
‫ال�ع�الج‪ ،‬وفي مج�ال م�ب�ا��ش�رت�ه ومتابعته‬         ‫الم�سلمة في الم�ه�ن�ة في الأع��م الأغ�ل�ب من‬
‫ع�ل�ى ال�����س��واء(‪ .)41‬فالطبيب ي���س��أل عن‬      ‫الح��الات‪ ،‬إ�لا أ�ن�ه�ا أ�و��س�ع م�ن أ�ن يحيط‬
‫الغلط في الت�شخي�ص إ�ذا ك�ان نا�شئ�أ عن‬            ‫بها �أو ب�صورها واج�ب ع�دم الخ�روج على‬
‫ا�ستخدام الو�سائل التي �صار ا�ستخدامها‬             ‫هذه ا أل��ص�ول(‪ .)39‬فالطبيب في الحقيقة‬
‫�أ���صل�ا م���س�ل�م�ا في م�ث�ل ح�ال�ة الم�ري���ض‪،‬‬  ‫يتحمل مجموعة من الواجبات المختلفة‪،‬‬
‫ك�ق�ي�ا��س ال���ض�غ�ط والأ���ش��ع��ة وال�ف�ح���ص‬   ‫يم�ك�ن رده��ا إ�لى ث�الث�ة رئ�ي���س�ي�ة‪ :‬العلم‬
‫الميكرو�سكوبي ور��س�م القلب وا�ستخدام‬              ‫ب� أ���ص�ول الم�ه�ن�ة‪ ،‬والم��ب��ادرة �إلى �إع�م�ال ما‬
‫الم�ن�اظ�ير والم�وج�ات ف�وق ال���ص�وت�ي�ة‪ ،‬كما‬     ‫تقت�ضيه ح�ال�ة الم�ري���ض منها‪ ،‬والحيطة‬
‫ي�س�أل ع�ن الغلط في الت�شخي�ص إ�ذا كان‬             ‫والح��ذر في ت�ط�ب�ي�ق�ه�ا‪ .‬وه��ذه ال�واج�ب�ات‬
‫قد انفر�ض بالت�شخي�ص دون الرجوع �إلى‬               ‫تتجاوز احيانا حدود مراعاة أ��صول المهنة‬
‫طبيب متخ�ص�ص في الوقت التي ت�ستدعي‬
‫الح�ال�ة ال��رج��وع إ�لى م�ت�خ���ص���ص‪ .‬وه�و‬                            ‫الم�ستقرة(‪.)40‬‬
‫ي�س أ�ل عن ال�تراخ�ي في إ�ج�راء ما تتطلبه‬
‫حالة المري�ض‪ .‬كالمبادرة إ�لى الأم�ر بنقله‬          ‫�أم�ا واج�ب العلم ب أ��صول المهنة‪،‬فيظهر‬
‫إ�لى الم�ست�شفى �أو �إج�راء عملية جراحية‬           ‫ع��ادة في مج��ال ال�ت���ش�خ�ي���ص وفي مج�ال‬
‫�ضرورية له في الوقت المنا�سب‪،‬كما ي�س أ�ل‬           ‫اختيار العلاج ‪ .‬فالطبيب ي�س أ�ل عن الغلط‬
‫ع�ن الغلط في اختيار ال�ع�الج �إذا ك�ان قد‬          ‫في الت�شخي�ص أ�و ال�ع�الج إ�ذا م�ا ك�ان هذا‬
‫اخ�ت�ار ع�الج�ا م�ه�ج�ورا تج��اوزه ال�ت�ق�دم‬       ‫الغلط نا�شئا عن الجهل با أل�صول العلمية‬
‫العلمي‪� ،‬أو لم يكن ق�د راع�ى في اختياره‬            ‫الم�ستقرة في المهنة ولا ي�س أ�ل عنه �إذا كان‬
                                                   ‫نا�شئا عن جهل ببع�ض ا آلراء والنظريات‬
                                                   ‫العلمية التي لم ت�ستقر بعد أ��صولا م�سلمة‬

                                                                                    ‫‪74‬‬

                                                   ‫الم�س ؤ�ولية المدنية ل ألطباء في الت�شريع الإماراتي‬
   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78   79