Page 78 - مجلة الدراسات القضائية
P. 78
ال�ط�ب ي�ل�ق�ي ب�ظ�ل�ه ب���ش�ك�ل م�ت�زاي�د على وع�ل�ى ذل��ك ي�ك�ون ال�ط�ب�ي�ب م���س��ؤولا معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية
رواب�ط التبعية التقليدية بين الم�شاركين ت�ق���صي�را ع��ن �أع��م��ال م���س�اع�دي�ه م�ن
في عمل طبي واحد ،فالمهنة الطبية ت�شهد ممر�ضي وفنيين و أ�طباء وغيرهم ،لأن له
في ال�واق�ع ظاهرتين مختلفتي الإتج�اه: �سلطة في الرقابة والإ�شراف عليهم ,حتى
ظ��اه��رة ال�ت�خ���ص���ص وظ��اه��رة ال�ع�م�ل لو كانت هذه ال�سلطة مجرد �سلطة �إدارية
الجماعي أ�و العمل �ضمن فريق متكامل. لا ت�شمل الجانب الفني من عمل الم�ساعد،
وب�الم�ث�ل ف�الم���س�ت���ش�ف�ى ال���ذي ي�ع�م�ل فيه
ف��أم�ا ظ�اه�رة التخ�ص�ص ف�م�ن �ش أ�نها الطبيب يكون م�س ؤ�ولا عن أ�خطائه ،دون
أ�ن ت��� ؤ�دي إ�لى ت�ف�ك�ي�ك رواب���ط التبعية حاجة �إلى �إث�ب�ات خط أ� في جانبها ,لمجرد
ال�ت�ق�ل�ي�دي�ة ،ح�ي�ث ي���س�ت�ق�ل ك��ل بم�ج�ال أ�ن لها �سلطة في الرقابة وا إل�شراف عليه،
تخ�ص�صه ب�شكل متزايد ،لي�س فقط من على الرغم من هذه ال�سطلة تقت�صر على
الناحية الفنية ،و�إنما كذلك من الناحية الرقابة وا إل�شراف الإداري ،ولا تمتد إ�لى
ا إلداري����ة ،وه��ذا م�ا ن���ش�ه�ده ع�ل�ى �سبيل الم�ج�ال ال�ف�ن�ي .وه�ذه ال�سلطة م�صدرها
الم�ث�ال في ��ش� أ�ن مج�ال التخدير ،فبعد أ�ن عقد العمل بين الم�ست�شفى وبين الطبيب
ك�ان الج�راح يقوم بالتخدير بنف�سه �صار في حالة الم�ست�شفيات الخا�صة ,وم�صدرها
التخدير منوطا بطبيب متخ�ص�ص يعمل القوانين واللوائح المنظمة لمرفق ال�صحة
تح�ت إ���ش�راف الج��راح .ث�م �أن ال�ت�ط�ور في ال�ع�ام�ة في ح�ال�ة الم���س�ت���ش�ف�ي�ات ال�ت�اب�ع�ة
مجال التخدير يتجه ا آلن نحو ا�ستقلال ل�ل�دول�ة .ب�ل وفي ه��ذه الح�ال�ة الأخ�ي�رة
تكون وزارة ال�صحة م�س�ؤولة بدورها تبعا
طبيب التخدير بمجاله (. )50 لم�س ؤ�ولية الم�ست�شفى ال�ت�اب�ع لها باعتبار
م�ا لها م�ن �سلطة في الرقابة والإ��ش�راف
م���ص�ادق�ا ل�ذل�ك ي�ت�ج�ه ال�ق���ض�اء �إلى
ال�ت�دق�ي�ق في أ�م��ر ق�ي�ام ع�الق�ة التبيعية ا إلداري على الم�ست�شفيات العامة(.)49
ب�ني الج��راح وطبيب ال�ت�خ�دي�ر ،ف�ال يقر
قيام هذه العلاقة �إلا إ�ذا كان الج�راح قد و�إذا ك�ان مناط الم�س ؤ�ولية التق�يرصية
ا�ستقل باختيار طبيب التخدير بنف�سه عن عمل الغير في العمل الطبي و علاقة
دون الح�صول على ر��ض�اء المري�ض (.)51 ال�ت�ب�ع�ي�ة وح��ده��ا ،ع�ل�ى ال�ن�ح�و الم�ت�ق�دم،
بل وذهبت بع�ض الأح�ك�ام أ�بعد من ذلك ف�الم�الح�ظ أ�ن ال�ت�ط�ور الح�دي�ث في مهنة
فق�ضت ب� أ�ن الج�راح لا ي�س أ�ل ع�ن �أخطاء
78
الم�س ؤ�ولية المدنية ل ألطباء في الت�شريع ا إلماراتي