Page 67 - مجلة الدراسات القضائية
P. 67
معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية و�إنما جرى على تحليل العملية العلاجية م�س ؤ�وليته العقدية قيام الم�ضرور ب إ�ثبات
ال�ت�ي يم�ار��س�ه�ا ال�ط�ب�ي�ب إ�لى عنا�صرها ت�ق���ص�يره في ب��ذل ال�ع�ن�اي�ة الم�ف�رو��ض�ة
ا ألول��ي��ة ،وال�ن�ظ�ر إ�لى ك�ل ع�ن���ص�ر منها عليه( .)14وقد خل�ص الفقه من ذلك �إلى
ع�ل�ى ح��دة في ��ض�وء ال�ن�ت�ي�ج�ة الج�زئ�ي�ة �أن إ�لتزام الطبيب التعاقدي قبل المري�ض
المحددة المرتجاة من ورائ�ه ،ومدى إ�مكان هو مج�رد إ�ل�ت�زام ببذل عناية ،لا تترتب
�سيطرة م�ن ي�ت�ولاه عليها م�ن خ�الل ما م�ع�ه م���س��ؤول�ي�ة ال�ط�ب�ي�ب ع�م�ا ي�صيب
يفر�ضه عليه ه�ذا العن�صر من واجبات، الم�ري���ض م�ن ��ض�رر خ�ل�ال ت�ن�ف�ي�ذه� ،إلا
وق�د �أدى ب�ه ه�ذا الم�سلك التحليلي �إلى بقيام المري�ض ب�إثبات ع�دم قيام الطبيب
اكت�شاف �أن العملية العلاجية تت�ضمن في بالتنفيذ م�ن ا أل��ص�ل �أو إ�ث�ب�ات ع�دم بذل
الواقع �إلتزامين مختلفين في الماهية -لا ال�ع�ن�اي�ة ال�واج�ب�ة في ال�ت�ن�ف�ي�ذ ،وه��و ما
�إلتزاما واحدا -يقعان على من يتولاهما، ي�ساوي تماما إ�ثبات الخط أ� وفقا لقواعد
أ�حدهما هو الإلتزام ببذل العناية الواجبة الم�س�ؤولية التق�يرصية( ،)15ومعنى ذلك أ�ن
في الت�صدي ل�ع�الج الم�ري���ض ،والآخ��ر هو الم�س ؤ�ولية العقدية لا تقدم للمري�ض مزية
الإل��ت��زام ب���ض�م�ان ��س�الم�ة الم�ري���ض من في مجال ا إلثبات لا تكفلها له الم�س�ؤولية
ال�ن�ت�ائ�ج غي�ر الم�ت�وق�ع�ة ل�ل�ت�دخ�ل الطبي ال�ت�ق���ص�يري�ة .ف�ف�ي م���س��ؤول�ي�ة الطبيب
ب أ��شكاله المختلفة .وه�ذا ا إلل�ت�زام الأخير م�س ؤ�ولية تق�يرصية عن خط أ�ه ال�شخ�صي
-ب�ضمان ال�لاسمة -هو �إلتزام بتحقيق لابد من إ�ثبات هذا الخط أ� ،وكذلك الأمر
ن�ت�ي�ج�ة ت�ق�وم م���س��ؤول�ي�ة م�ن ي�ق�ع عليه
بمجرد عدم تحقق النتيجة المرجوة ،وهي في الم�س�ؤولية العقدية.
ال�لاسمة من عواقب العمل الطبي،دون
حاجة من �إلى قيام المري�ض ب�إثبات �إخلال ب -إ�ل��ت��زام ال�ط�ب�ي�ب ب���ض�م�ان �سلامة
م�ن�ه ب�واج�ب�ه ،ولا يحله م�ن م�س�ؤوليته المري�ض:
�سوى أ�ن يتمكن من �إثبات أ�ن عدم تحقق
النتيحة المرجوة يرجع إ�لى �سبب �أجنبي �إن الق�ضاء و�إن لم يجعل تحقيق ال�شفاء
عنه كخط أ� المري�ض ذاته �أو خط�أ �شخ�صي التزاما على الطبيب � ،إلا أ�نه لم يجر على
من الغير �أجنبي عنه كخط�أ المري�ض ذاته تج�م�ي�ع واج�ب�ات ال�ط�ب�ي�ب إ�زاء مري�ضه
في إ�ل�ت�زام واح�د والاك�ت�ف�اء بت�صنيف هذا
ا إلل�ت�زام �ضمن ا إلل�ت�زام�ات ببذل عناية،
67
الم�ست�شارة /زهرة محمد مبارك المن�صوري