Page 30 - مجلة الدراسات القضائية
P. 30
معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية ذل��ك ال���ض�ع�ف ك�ب�اع�ث ل�ت�دخ�ل ال�ق���ض�اء العقد ,ولا تعد جز ًءا منه ,حيث انتهت تلك
لحماية الم�ستهلك في ع�ق�ود الا�ستهلاك, الأحكام إ�لى �إعفاء الم�ستهلك من ال�شروط
والذي يكون في موقف �أ�ضعف �إذا ما قورن
بموقف المهني الذي يتعاقد معه .وتتحقق التعاقدية المخلة بالتوازن العقدي.
م�ظ�اه�ر ال���ض�ع�ف ال��ذي ق�د يم���س إ�رادة
المطلب الثاني
الم�ستهلك ,في ثلاثة أ�نواع .وهي: �ضعف يكتنف الم�ستهلك
-1ال�ضعف ال�شخ�صي �أو الذاتي: م�ع ت�ط�ور ال�عل�اق�ات ال�ت�ع�اق�دي�ة ,لم
ي�ع�د م�ن الم�ق�ب�ول ت�رك �إرادة المتعاقدين
يتحقق ال�ضعف ال�ذات�ي �أو ال�شخ�صي دون رق�اب�ة ,ف�لا يم�ك�ن ال�وق�وف بمعزل
في الحالات التي تكون فيها إ�رادة المتعاقد عن العلاقات التعاقدية لمجرد �أن طرفي
غير موجودة �أو معيبة �أو ناق�صة ,بحيث التعاقد قد وافقا على ما ورد بالعقد من
لا تتوافر لديه الفر�صة في تقييم موقفه �شروط ,بل يجب النظر �إلى ما هو �أبعد
ال�ت�ع�اق�دي و آ�ث��ار �إق�دام�ه ع�ل�ى الت�صرف من موافقة الطرفين ,والبحث في مدى
القانوني الذي يرغب في إ�برامه .وي�شمل ا�ستقلالية و�سلامة ا إلرادة ال�ت�ي دفعت
ه�ذا ال�ن�وع م�ن ال�ضعف حالتي ان�ع�دام �صاحبها �إلى التعاقد ,وه�ل اكتنف تلك
التمييز لدى الطرف المتعاقد أ�و نق�صانه
ب�سبب �صغر ال�سن أ�و إ��صابته بعار�ض ا إلرادة بع�ض ال�ضعف.
من عوار�ض الأهلية ,و�أي ً�ضا ي�شمل حالة
تعيب �إرادة المتعاقد لوجود عيب من عيوب ويتحقق ال�ضعف التعاقدي من عدم
الإرادة على ال�رغ�م م�ن اك�ت�م�ال أ�هليته, وج�ود م�ساواة فعلية بين ط�رفي العقد،
ف��الإرادة م�وج�ودة ولكنها لم ت�صدر عن ح�ي�ث ي�ك�ون �أح��د الم�ت�ع�اق�دي�ن في مركز
بينة واختيار وهو ما يتحقق كما في حالة �أ��ض�ع�ف م�ق�ارن�ة ب�ال�ط�رف الأخ���ر ،بما
ينعك�س بال�سلب على �إرادة ذل�ك الطرف
الغلط والتدلي�س والإكراه والغبن. ال�ضعيف وي� ؤ�ث�ر على ق�درت�ه في تقييم
ثان ًيا :ال�ضعف الاقت�صادي: الموقف التعاقدي.
ي�ت�ح�ق�ق ال���ض�ع�ف الاق�ت���ص�ادي ل�دى وك�سبب لوجود ذل�ك ال�ضعف في بع�ض
الم�ت�ع�اق�د كنتيجة ل�ع�دم ت�ع�ادل الم�راك�ز المعاملات التعاقدية ,ظهرت الحاجة إ�لى
الاقت�صادية بين ط�رفي العقد على نحو تدخل الق�ضاء لحماية الطرف ال�ضعيف
في العلاقة التعاقدية ,وق�د تم ا�ستخدام
29
الدكتور /محمد محمد �سادات