Page 204 - مجلة الدراسات القضائية
P. 204

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫الأج���ور �أو ت�زوي�ر �إي���ص�الات دف��ع غير‬           ‫الآخ�ري�ن عن طريق الخ�داع �أو التدلي�س‬
                                                      ‫موجودة �أ�صل ًا‪.‬‬                    ‫لتحقيق ف�ائ�دة ي�رج�وه�ا ال���ش�خ���ص من‬
                                                                                          ‫الت أ�ثير على �سعر أ��سهم ال�شركات‪ ،‬وعليه‬
                                             ‫رابع ًا ‪ -‬ت�أييد بيانات كاذبة ‪:‬‬              ‫ف� إ�ن ال�ك�ذب الم�ج�رد لا ي�ك�ون ال�ه�دف منه‬
                                                                                          ‫ال�ت� أ�ث�ير على و��ض�ع الأط��راف الم�ستفيدة‬
                                   ‫إ�ن أ� ّول ال�ت�زام ي�ق�ع ع�ل�ى ع�ات�ق مدقق‬            ‫م�ن ق�وائ�م ال�ب�ي�ان�ات‪ ،‬أ�و لا ي�ك�ون الغاية‬
                                   ‫الح���س�اب�ات ه�ي د ّق��ة و��ش�ف�اف�ي�ة م�راق�ب�ة‬      ‫منه ح�ث ا آلخ�ري�ن على ��ش�راء أ�و بيع �أو‬
                                   ‫ح���س�اب�ات ال���ش�رك�ة وال�وث�ائ�ق الم�ث�ب�ت�ة لها‬    ‫ممار�سة أ�و ا ألحجام عن ممار�سة الحقوق‪،‬‬
                                   ‫م��ن ب�ي�ان�ات وم��وازن��ات وج����داول وك�� ّل‬         ‫لا ي�ج�ع�ل م��دق��ق الح���س�اب�ات م�ق�رتف�اً‬
                                   ‫ال�ك�ت�اب�ات الم�ح�ا��س�ب�ي�ة والم�ال�ي�ة لل�شركة‬      ‫لج�ريم�ة الاح�ت�ي�ال ببيانات وق�وائ�م غير‬
                                   ‫وعليه �أن يرف�ض الم�صادقة على كل بيان‬                  ‫�صحيحة‪ ،‬ألن�ه لا ي�خ�رج في ه�ذه الحالة‬
                                   ‫من ه�ذه البيانات إ�ذ تبينّ له ع�دم دقتها‬               ‫عن كونه مجرد أ�قوال أ�و ادعاءات يتحمل‬
                                   ‫وع��دم م�ط�اب�ق�ت�ه�ا ل�ل أ���ص�ل‪ ،‬ف�� إ�ن ��ص�ادق‬     ‫م�سئوليها من اعتمد عليها" (‪ .)1‬ويمكن‬
                                   ‫عليها رغ�م ذل�ك‪ ،‬ف� إ� ّن�ه ي�ك�ون ق�د ارتكب‬           ‫أ�ن يرتكب الاحتيال عن طريق التلاعب‬
                                   ‫جريمة الم�صادقة على بيانات مز ّيفة وهي‬                 ‫في الدفاتر وال�سجلات بق�صد إ�خفاء عجز‬
                                   ‫جريمة تقوم بمج ّرد توقيعه عليها‪� ،‬إذ هو‬                ‫أ�و اختلا�س �أو بق�صد إ��ساءة ا�ستعمال �أحد‬
                                   ‫بهذا الفعل‪ ،‬ي�ساعد على خ�داع ال�شركاء‬                  ‫الموجودات ومن ا ألمثلة على هذا النوع(‪،)2‬‬
                                   ‫وعملاء ال�شركة لأ ّن ه ؤ�لاء لي�س لهم من‬               ‫�إثبات مدفوعات وهمية في دفاتر ال�شركة‬
                                   ‫رقيب مبا�شر على ح�سن �سير عمل و إ�دارة‬                 ‫�أو الم��ؤ��س���س�ة و��س�ج�الت�ه�ا واخ�ت�ال��س�ه�ا �أو‬
                                   ‫ال�شركة �سوى ه�ذا المدقق باعتباره هيئة‬                 ‫ا��س�ت�ع�م�ال�ه�ا ل�ت�غ�ط�ي�ة اخ�ت�ال��س بخزينة‬
                                                                                          ‫ال�شركة ك�إ�ضافة �أ�سماء وهمية �إلى ك�شف‬
                                                     ‫مراقبة قانون ّية‪.‬‬
                                   ‫وق�د ذه�ب ق�سم كبير من فقه الق�ضاء‬                     ‫‪-1‬للمزيد أ�نظر ‪ :‬د‪ .‬محمد بن نا�صر البجاد‪ ،‬جريمة‬
                                   ‫والفقه الفرن�سي(‪� )3‬إلى �أ ّن مج� ّرد توقيع‬            ‫ال�ت���ص�ري�ح ب�ال�ب�ي�ان�ات غي�ر ال���ص�ح�ي�ح�ة المتعلقة‬
                                   ‫الم�دق�ق على ه�ذه البيانات الم�ز ّي�ف�ة وغير‬           ‫بالأوراق المالية المدرجة في ال�سوق المالية ال�سعودية‬
                                   ‫ال���ص�ح�ي�ح�ة ي�ث�ير م���س��ؤول� ّي�ت�ه الج�ن�ائ�ي�ة‬  ‫(درا�سة تحليلية ) مجلة حقوق البحرين‪ ،‬المجلد‬
                                   ‫ف�ه�ذه ال�واق�ع�ة ح���س�ب ر�أي��ه��م‪ ،‬ه�ي من‬
                                   ‫الج��رائ��م ال���ش�ك�ل�ي�ة ال� ّت�ي ت�ق�وم بم�ج� ّرد‬              ‫الخام�س‪ ،‬العدد‪� ،2008 ،11‬ص‪. 148‬‬
                                                                                          ‫‪-2‬د‪ .‬خ���ال���د �آم���ي���ن ع����ب����دالله‪ ،‬ع���ل���م ت��دق��ي��ق‬
                                   ‫‪3- Paulette Bauvert et Nicole Direct droit des‬‬        ‫الح�سابات‪،‬الناحية النظرية والعلمية‪ ،‬دار وائ�ل‬
                                     ‫‪sociétés auteregroupement, Edition ESKA‬‬
                                     ‫‪1997, Paris 75001, Page119.‬‬                                     ‫للن�شر‪ ،‬ا ألردن‪� ،2007 ،‬ص ‪. 41-43،‬‬

‫‪203‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬عمر عبد المجيد م�صبح‬
   199   200   201   202   203   204   205   206   207   208   209