Page 115 - مجلة الدراسات القضائية
P. 115

‫الفقهية التي تبيح عند ال�ضرورة ما حرم في‬                                                ‫دليل المعقول قالوا ‪-1 -:‬التبرع فرع عن‬
                                                                                        ‫الم�ل�ك؛ أ�و التوكيل م�ن الم�ال�ك‪ ،‬وا إلن���س�ان‬
‫غيرها ‪ ،‬فا آليات هي ‪ -:‬قوله تعالى‪ } :‬إ�ِنمَّ َا‬                                         ‫ل�ي���س بم��ال��ك ولا وك��ي��ل ح�ت�ى يم�ك�ن�ه‬
‫َح َّر َم َعلَ ْي ُك ُم المْ َ ْي َت َة َوال َّد َم َولحَ ْ َم الخْ ِ ْن ِزي ِر َو َما‬  ‫الت�صرف في �أع�ضائه ح�ي�اً أ�و ميتاً‪ ,‬لأن�ه‬
‫ُ�أ ِه َّل ِب ِه ِل َغيرْ ِ الهَّ ِ َف َم ِن ا ْ�ض ُط َّر َغيرْ َ َبا ٍغ َو اَل‬
‫َعا ٍد َفلاَ إِ� ْث َم َعلَ ْي ِه إِ� َّن الهَّ َ َغ ُفو ٌر َر ِحي ٌم((({‪،‬‬                       ‫لي�س له إ�لا الانتفاع فقط(((‪.‬‬
‫مخَ ْ َم�َص ٍة َغ�ْيرْ َ‬   ‫فيِ‬  ‫ا ْ�ض ُط َّر‬       ‫وق�ول�ه‪َ }:‬ف� َم� ِن‬
‫َغ ُفو ٌر َر ِح�ي� ٌم{(((‬  ‫َ‬    ‫َف� ِإ� َّن الهَّ‬  ‫ُم َت َجا ِن ٍف ِ إلِ ْث� ٍم‬         ‫‪ -2‬ب�ع�د �إج���راء الم�ري���ض ل�ع�م�ل�ي�ة نقل‬
                                                                                        ‫وزراع����ة الأع�����ض��اء ي�ك�ون مج�ب�راً ع�ل�ى‬
‫وقوله‪َ } :‬و َق� ْد َف َّ�ص َل َل ُك ْم َما َح� َّر َم َعلَ ْي ُك ْم‬                     ‫ت�ن�اول أ�دوي��ة م�ن ��ش��أن�ه�ا خ�ف���ض الم�ن�اع�ة‬       ‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬
‫�ِإ ّاَل َما ا ْ�ض ُط ِر ْرتمُ ْ �إِ َل ْي ِه{((( ‪ ،‬وقوله } ُق ْل َال‬                   ‫ع�ن�د الم�ري���ض ك�ع�ق�ار ال���س�ي�ك�ل�و��س�ربي�ن‬
‫َأ� ِج� ُد فيِ َما �أُو ِح� َي ِإ�ليَ َّ محُ َ َّر ًما َعلَى َطا ِع ٍم‬                  ‫الم�ق�اوم ل�ط�رد الج���س�م للع�ضو ال�غ�ري�ب‪،‬‬
‫َي ْط َع ُم ُه ِ�إ اَّل �َأ ْن َي ُكو َن َم ْي َت ًة َأ� ْو َد ًما َم�ْس ُفو ًحا‬        ‫ومع انخفا�ض المناعة تكون حياة المري�ض‬
‫َأ� ْو لحَ ْ � َم ِخ ْن ِزي ٍر َف ِإ� َّن ُه ِر ْج� ٌس �َأ ْو ِف�ْس ًقا ُ�أ ِه� َّل‬     ‫مهددة دائماً بل قد ي�ؤدي تعاطي مثل هذه‬
‫ِل َغيرْ ِ الهَّ ِ ِب ِه َف َم ِن ا ْ�ض ُط َّر َغيرْ َ َبا ٍغ َو اَل َعا ٍد‬             ‫الأدوي�ة �إلى ط�رد الج�سم للع�ضو الم�زروع‬
‫َف� ِ�إ َّن َر َّب� َك َغ ُفو ٌر َر ِح�ي� ٌم{((( ‪ ،‬فهذه ا آلي�ات‬
‫ال�ك�ريم�ة ا�ستثنت ح�ال�ة ال���ض�رورة التي‬                                                                    ‫جراحياً(((‪.‬‬

‫ج�از فيها رف�ع ا إلث��م والح��رج ‪ ،‬ولا �شك‬                                              ‫الاتجاه الثاني‪ -:‬يرى جواز نقل وزراعة‬
                                                                                        ‫الأع�ضاء((( وقد ا�ستدل هذا الفريق بقاعدة‬
‫أ�ن ع�م�ل�ي�ات زرع ا ألع���ض�اء ال�ه�ام�ة التي‬
                                                                                                           ‫ال�ضرورة‪ ،‬والقيا�س‪.‬‬
‫يحتاجها الإن���س�ان ل�ل إ�ب�ق�اء ع�ل�ى حياته‬
‫ت�دخ�ل �ضمن ح�الات ال���ض�رورة‪ ،‬و�أم�ا عن‬                                               ‫�أولا‪ -:‬دليل قاعدة ال�ضرورة ‪ -‬ا�ستدل‬
‫الأحاديث التي دلت على الرخ�ص العلاجية‬                                                   ‫هذا الفريق با آليات وا ألحاديث والقواعد‬

‫في حالات ال�ضرورة فمنها ‪ -:‬ما رواه �أن�س‬                                                        ‫ط‪.‬المكتب الثقافي القاهرة أ�ولى ‪2001‬م‪.‬‬
‫ب�ن م�ال�ك ق�ال ‪":‬رخ�ص ر��س�ول الله ‪‬‬                                                   ‫‪-1‬راج�ع د‪ /‬أ�ح�م�د ع�ب�دال�ك�ريم �لاسمة ‪ -‬حكم نقل‬
                                                                                        ‫الأع���ض�اء الب�شرية في الفقه ا إل��س�لام�ي ��ص‪، 258‬‬
‫للزبير بن العوام وعبدالرحمن بن عوف‬                                                      ‫ال�شيخ ‪/‬محمد متولي ال�شعراوي ‪ -‬من الألف �إلى‬

‫في لب�س الحرير لحكة كانت بهما ‪� ،‬أو وجع‬                                                                          ‫الياء �ص‪83 ،82‬‬
                                                                                        ‫‪-2‬د‪�� /‬ص�ف�وت ح���س�ن ل�ط�ف�ي ‪� -‬أ��س�ب�اب تح��ريم نقل‬
    ‫‪� -4‬سورة البقرة ‪ :‬آ�ية ‪. 173‬‬                                                        ‫وزراع�ة ا ألع���ض�اء ا آلدم�ي�ة ��ص‪ 35‬وم�ا بعدها دون‬
  ‫‪� -5‬سورة المائدة ‪ :‬من الآية ‪. 3‬‬
‫‪� -6‬سورة ا ألنعام ‪ :‬من الآية ‪. 119‬‬                                                                                ‫طبعة وتاريخ‪.‬‬
‫‪� -7‬سورة ا ألنعام ‪ :‬من ا آلية ‪. 145‬‬                                                     ‫‪-3‬ت�ق�دم ذك�ره�م عند م�س أ�لة ان�ت�ف�اع الح�ي ب أ�ع�ضاء‬

                                                                                                                        ‫الحي‪.‬‬

                                                                                                                           ‫‪114‬‬

                                                                                        ‫نقل وزراعة الأع�ضاء بين الطب و الفقه والقانون‬
   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119   120