Page 110 - مجلة الدراسات القضائية
P. 110

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫�أولى من ذل�ك؛ حيث لا يتم ذلك �إلا بعد‬                                 ‫وه�و ذل�ك العقار الم�ضاد لرف�ض الج�سم‬
                                   ‫إ�خ�ب�ار الطبيب ال�ع�دل الثقة ب��أن الع�ضو‬                             ‫للع�ضو المزروع تطورت معها عمليات نقل‬
                                   ‫المنقول ل�ن ي�ضر الم�ت�ربع‪ ،‬لأن ال�ضرر لا‬
                                   ‫ي�زال ب�ضرر آ�خ�ر‪ ،‬و أ�ن يكون المنقول �إليه‬                                            ‫وزراعة الأع�ضاء(((‪.‬‬
                                   ‫في ح�اج�ة ت�صل إ�لى مرتبة ال���ض�رورة �أو‬
                                   ‫الحاجة ال�شديدة‪ ،‬و أ�لا يكون على �سبيل‬                                 ‫ثاني ًا ‪ -:‬مناق�شة �أدلة المجيزين ‪ .‬نوق�شت‬
                                                                                                          ‫أ�دل��ة من �أج��از نقل وزراع��ة الأع�ضاء بما‬
                                                           ‫البيع((( ‪.‬‬
                                                                                                                                         ‫يلي‪-:‬‬
                                   ‫‪ -2‬ونوق�ش الا�ستدلال بقوله } َو ُي ؤ�ْ ِث ُرو َن‬
                                   ‫َعلَى أ�َ ْن ُف�ِس ِه ْم َو َل ْو َكا َن ِب ِه ْم َخ�َصا َ�ص ٌة{ ب�أن‬  ‫م�ن�اق���ش�ة أ�دل���ة ال��ك��ت��اب‪ -1 :‬ن�وق���ش‬
                                   ‫ب�ذل ج�زء م�ن ال�ب�دن و إ�ي�ث�ار إ�ن���س�ان آ�خ�ر‬                      ‫الا��س�ت�دلال ب�ق�ول�ه ت�ع�الى } َو اَل َت� ْق� ُت� ُل�وا‬
                                   ‫به؛ إ�نم�ا هو ت�صرف من الإن�سان فيما لا‬                                ‫َ�أ ْن ُف�َس ُك ْم ِإ� َّن الهَّ َ َكا َن ِب ُكــ ْم َر ِحي ًما{ وقولــــه‬
                                   ‫يملك ‪ ،‬وافتيات على أ�مانة الله لديه بغير‬                               ‫} َو اَل ُت ْل ُقوا ِب� أ�َ ْي� ِدي� ُك� ْم �إِلىَ ال َّت ْه ُل َك ِة{ ب�أنه‬
                                   ‫مبرر ‪ ،‬والله �سبحانه �أمر بحفظ ا ألمانات‪،‬‬                              ‫ل�ي���س م���س�ل�م�اً �أن ولاي��ة ا إلن�����س��ان على‬
                                   ‫و أ�عظمها أ�مانة النف�س والدماء(((‪ ،‬ويجاب‬                              ‫ج���س�ده ت�ت�ي�ح ل�ه ح�ري�ة ال�ت�ربع ‪ ،‬لأن��ه لا‬
                                   ‫عن ه�ذه المناق�شة ب أ�نه يجوز الإي�ث�ار من‬                             ‫يم�ل�ك ج���س�ده‪ ،‬وال�ت�ربع ف�رع ع�ن الم�ل�ك ‪،‬‬
                                   ‫الم�سلم �إذا ك�ان محله حقاً خال�صاً له ‪ ،‬أ�و‬                           ‫ك�م�ا �أن��ه ي�شبه الان�ت�ح�ار ب� إ�ي�راد النف�س‬
                                   ‫ك�ان هناك �سبب آ�خ�ر يجتمع م�ع الإي�ث�ار‬                               ‫م��وارد ال�ت�ه�ل�ك�ة(((‪ ،‬وي�ج�اب ع�ن ذل�ك ب��أن‬
                                   ‫ل�ي���س�وغ ن�ق�ل ح��ق الله ت��ع��الى‪ ،‬ف�ت�ك�ون‬                         ‫هذه الحجة بذاتها يرد عليها ما يرد على‬
                                   ‫قاعدة الإيثار خا�ضعة لقاعدة عدم جواز‬                                   ‫عمليات �إنقاذ الغريق �أو الحريق �أو �صاحب‬
                                   ‫الت�صرف بحق الله تعالى �إلا �إذا كان ذلك‬                               ‫الهدم ؛ حيث يعر�ض نف�سه للتهلكة يرجو‬
                                   ‫�إح�ي�ا ًء �أو إ�ن��ق��اذاً لح�ق �أع�ظ�م لله ت�ع�الى‪،‬‬                  ‫نج�اة غ�ريه ونج�اة نف�سه ‪ ،‬ب�ل إ�ن التبرع‬
                                   ‫وج�سم الإن�سان يتعلق به حق الله تعالى‬
                                   ‫وحق العبد‪ ،‬ف�إن آ�ثر الإن�سان بحقه المتعلق‬                             ‫‪-1‬راج�ع د‪ /‬ميرفت من�صور ح�سن ‪ -‬ال�سابق �ص‪270‬‬
                                                                                                                                         ‫هام�ش‪.‬‬
                                   ‫‪-3‬د‪� /‬أ�سامة عبدال�سميع ‪ -‬نقل وزراعة الأع�ضاء بين‬
                                   ‫الحظر والإباحة ‪.‬ط ‪ .‬دار الجامعة الجديدة ‪2006‬م‬                          ‫‪-2‬راجع د‪ /‬محمد عبدالرحمن ال�ضويني ‪ -‬الق�ضايا‬
                                                                                                          ‫الفقهية المعا�صرة ‪ .‬الجزء الثاني �أ�سا�س الت�صرف‬
                                                          ‫�ص‪ 90‬وما بعدها ‪.‬‬                                ‫في الج�سم ا آلدمي �ص‪ 275‬ط‪ .‬جامعية ‪2001‬م ‪ ،‬د‪/‬‬
                                   ‫‪-4‬راجع أ�‪ /‬عبدالله بن عبدالرحمن الب�سام ‪ -‬ال�سابق‬                     ‫ح�سن �لاصح ال�صغير ‪� -‬لاصحية المبيع للانتفاع‬
                                                                                                          ‫ب�ه في الفقه ا إل��س�لام�ي ��ص‪ 227‬ر�سالة ماج�ستير‬
                                                                  ‫�ص‪. 37‬‬                                  ‫مقدمة لكلية ال�شريعة والقانون بالقاهرة ‪1996‬م‬
                                                                                                          ‫‪ ،‬د‪ /‬ع�ب�دالم�ط�ل�ب ع�ب�دال�رازق ح�م�دان ‪ -‬ال�سابق‬
                                                                                                          ‫�ص‪ ،112‬د‪ /‬محمد �إبراهيم �سعد ‪ -‬ال�سابق �ص‪. 85‬‬

‫‪109‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬رم�ضان عبدالله ال�صاوي‬
   105   106   107   108   109   110   111   112   113   114   115