Page 122 - مجلة الدراسات القضائية
P. 122

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫ال�ضرر هو الأذى ال�ذي ي�صيب ال�شخ�ص‬                   ‫ي���س� أ�ل م�دن�ي�ا ع�ن الخ�ط��أ الم�رت�ك�ب من‬
                                   ‫في ح�ق أ�و م�صلحة م���ش�روع�ة‪ ،‬وي�ستوي‬                ‫ج�ان�ب�ه(‪ ،)1‬م�ع الأخ��ذ ب�عي�ن الاع�ت�ب�ار ب��أن‬
                                   ‫�أن ي�ك�ون ال���ض�رر م��ادي دون �أن يم�س‬              ‫التزام الطبيب المعالج يختلف عن التزام‬
                                   ‫ال�ذم�ة الم�ال�ي�ة ل�ل�م�ت���ض�رر ��س�واء �أ��ص�اب‬    ‫طبيب البنك‪ ،‬حيث يرتكز التزام الأخير‬
                                   ‫ج�سد م�ستقبل التقنية مبا�شرة عند �أخذ‬                 ‫على اتخاذ العديد من الإجراءات ال�شكلية‬
                                   ‫�أو زراع��ة الخ�الي�ا الج�ذع�ي�ة‪� ،‬أو �أ��ص�اب‬        ‫والمو�ضوعية ال�الزم�ة والتي تتطلب منه‬
                                   ‫الخلايا الجذعية ذاتها عند تح�ضيرها �أو‬                ‫تحقيق نتيجة معينة فلا يكفي فقط بذل‬
                                   ‫حفظها أ�و تخزينها �أو نقلها‪ ،‬وقد يم�س‬
                                   ‫ال�ذم�ة الم�ال�ي�ة م�ن خل�ال تكاليف حفظ‬                             ‫العناية المهنية المعتادة‪.‬‬
                                   ‫الخل�اي�ا أ�و تح�م�ل م���ص�اري�ف وت�ك�ال�ي�ف‬
                                   ‫إ�جراء الفحو�صات الطبية‪ .‬كما ي�ستوي أ�ن‬               ‫ثانيا‪ :‬ال�ضرر‪ :‬عرفت بع�ض الت�شريعات‬
                                   ‫يكون ال�ضرر الذي �أ�صاب م�ستقبل التقنية‬               ‫ال�ضرر في الخلايا الجذعية ب أ�نه‪« :‬الوفاه‬
                                   ‫�أدب�ي(‪ ،)3‬كالت�شويه ب أ�ع�ضاء الج�سم �إذا ما‬         ‫�أوالعجزالكلي�أوالعجزالجزئيوا أل�ضرار‬
                                   ‫تم �أخذ الخلايا الجذعية من متبرع ولم‬                  ‫المعنوية الناجمة عن �أي منهما وتكاليف‬
                                   ‫يتم �إعطاء م�ستقبل التقنية مثبط مناعة‪،‬‬                ‫ال��ع�ل�اج ال�ط�ب�ي ال�ت�ي ت�ل�ح�ق ب�الم�ت���ض�رر‬
                                   ‫وق�د يمتد ال�ضرر ا ألدب�ي �إلى ا ألزواج أ�و‬           ‫ومدة التعطيل والخ�سائر وا أل�ضرار التي‬
                                   ‫ا ألق�ارب إ�ذا ما ترتب على تقنية الخلايا‬              ‫يلحقها المت�ضرر بممتلكات ال�غ�ري وتلف‬
                                   ‫الجذعية وف�اة م�ستقبل ال�ع�الج و�أن كان‬               ‫الخلايا الجذعية كليا أ�و جزئيا المخزنة‬
                                   ‫احتمالية الوفاة ن�ادرة(‪ ،)4‬فال�ضرر ا ألدبي‬            ‫لدى البنك �سواء عند تخزينها أ�و نقلها‬
                                   ‫لا ي���ص�ي�ب ال�ذم�ة الم�ال�ي�ة و إ�نم��ا ي�صيب‬
                                   ‫المت�ضرر بالآلام وال�شعور بالحزن والم�سا�س‬                                ‫�أو �صرفها"(‪.)2‬‬

                                   ‫‪-3‬توجهالق�ضاءا إلماراتيقبولالتعوي�ضعنال�ضرر‬          ‫وم�ن خ�الل الن�ص ال�سالف الذكر ف إ�ن‬
                                   ‫ا ألدب�ي ال�ذي ي�صيب المت�ضرر ك أ�ثر للفعل ال�ضار‬
                                   ‫بكافة �صوره‪ ،‬وكذلك ال�ضرر ا ألدب�ي الذي ي�صيب‬         ‫‪-1‬زي�ن�ة غ��انم‪ ،‬م�رج�ع ��س�ب�ق ذك��ره‪���� ،‬ص‪ ،178‬م�ن�ذر‬
                                   ‫الأزواج والأق���ارب (مج�م�وع�ة الأح�ك�ام ال���ص�ادرة‬  ‫الف�ضل‪ ،‬م�رج�ع �سبق ذك�ره‪�� ،‬ص‪ 129‬وم�ا بعدها‪.‬‬
                                   ‫ع�ن المحكمة الاتح�ادي�ة ال�ع�ل�ي�ا‪�� ،‬س ‪،1997/19‬ع‪1‬‬    ‫مح�م�د ه���ش�ام ال�ق�ا��س�م‪ ،‬الم���س� ؤ�ول�ي�ة ال�ط�ب�ي�ة من‬
                                   ‫الم�ب�د أ�‪�� ،2‬ص‪ .14‬الطعن رق�م‪ 401‬ل�سنة‪ 17‬ق�ضائية‬     ‫ال�وج�ه�ة الم�دن�ي�ة‪ ،‬ب�ح�ث م�ن���ش�ور ج�ام�ع�ة الح�ق�وق‬
                                   ‫في ‪� ،1997/7/14‬س‪،1997/19‬ع‪ ،2‬المبد�أ‪� ،97‬ص‪.626‬‬         ‫وال�شريعة‪ ،‬العدد‪ ،2‬ال�سنة ‪ ،5‬الكويت‪� ،1981 ،‬ص‪53‬‬
                                   ‫‪-4‬الم�ادة ‪ 297‬من قانون المعاملات المدنية الاتح�ادي‪.‬‬  ‫وم�ا ب�ع�ده�ا‪ .‬الطعنان رق�م�ا ‪ 773 ، 665‬ل�سنة ‪،27‬‬
                                                                                         ‫مجموعة الأحكام الق�ضائية ال�صادرة عن المحكمة‬
                                                              ‫مرجع �سابق‪.‬‬                ‫الاتح�ادي�ة العليا في الم���س� ؤ�ول�ي�ة الطبية‪ ،‬الطبعة‬

                                                                                                             ‫الأولى ‪� ،2011‬ص ‪.215‬‬
                                                                                         ‫‪-2‬المادة ‪ 2‬من تعليمات الت�أمين على الخلايا الجذعية‬

                                                                                                             ‫الأردني‪ .‬مرجع �سابق‪.‬‬

‫‪121‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬عبدالله امحمد خلف الطراونة‬
   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126   127