Page 23 - مجلة الدراسات القضائية
P. 23

‫معهد التدريب الق�ضائي‬  ‫الإم���ام الم���اوردى ��ص�ف�ات ال�ع�م�ال عليها‬              ‫يوافوه بالموا�سم‪ ،‬و�إذا اجتمعوا يقول " أ�يها‬
                       ‫بقوله‪" :‬وعامل الخراج‪ ،‬يعتبر فى �صحة‬                         ‫النا�س �إنى لم أ�بعث عمالى عليكم لي�صيبوا‬
                       ‫ولاي�ت�ه الح�ري�ة‪ ،‬وا ألم��ان��ة‪ ،‬ث�م يختلف‬                 ‫من �أب�شاركم‪ ،‬ولا من أ�موالكم‪� ،‬إنما بعثتهم‬
                       ‫حاله باختلاف ولاي�ت�ه‪ ،‬ف��إن ت�ولى َو�ْ�ض� َع‬
                       ‫ال ِخراج اعتبر فيه‪� ،‬أن يكون فقيهاً من �أهل‬                    ‫ليحجزوا بينكم‪ ،‬وليق�سموا فيكم"(((‪.‬‬

                                              ‫الاجتهاد‪.‬‬                            ‫ب�ل إ�ن ال��دول ا إل��س�الم�ي�ة ف�ى ال�وق�ت‬
                       ‫و إ�ن ُولىّ جباي َة الخراج‪� ،‬صحت ولايته‪،‬‬                    ‫الح�ا��ض�ر ت� أ�خ�ر بها الح�ال‪ ،‬حينما بعدت‬
                                                                                   ‫تماما عن تلك الأوامر‪ ،‬و أ��صبحت المنا�صب‬
                               ‫و�إن لم يكن فقيهاً مجتهداً(((‪.‬‬                      ‫العليا‪ ،‬والوظائف الح�سا�سة يتولاها أ�هل‬
                                                                                   ‫ال�ث�ق�ة‪ ،‬دون �أه��ل ال�ع�ل�م‪ ،‬و�أ��ص�ب�ح ه��ؤلاء‬
                       ‫وب�ال�ن���س�ب�ة ل�ل�ع���ش�ور‪ ،‬ي��ق��رر الإم���ام‬            ‫ال�رج�ال ب�ق�رب�ه�م م�ن م�ت�خ�ذى ال�ق�رار‪،‬‬
                       ‫أ�ب�وي�و��س�ف ��ص�ف�ات عمالها ف�ى ن�صيحته‬                   ‫بعيدين ع�ن �أي��ة م���س��أل�ة‪ .‬م�ن ه�ن�ا عظم‬
                       ‫�إلى ه�ارون الر�شيد بقوله‪ " :‬أ�ما الع�شور‪،‬‬
                       ‫فر�أيت أ�ن توليها قوماً من �أه�ل ال�صلاح‬                                ‫البلاء‪ ،‬وعمت الفو�ضى‪.‬‬
                       ‫والدين‪ ،‬وت�أمرهم �أن لا يتعدوا على النا�س‬
                       ‫فيما يعاملونهم‪ ،‬ب�ه ف�ال يظلموهم‪ ،‬ولا‬                       ‫ق�ال ر��س�ول الله �صلى الله عليه و�سلم‪:‬‬
                                                                                   ‫"‪ ...‬أ�لا كلكم راع وكلكم م�سئول عن رعيته‪،‬‬
                          ‫ي�أخذوا‪ ،‬منهم �أكثر مما يجب عليهم‪.‬‬                       ‫ف��ا ألم�ي�ر ال��ذي ع�ل�ى ال�ن�ا��س راع‪ ،‬وه�و‬
                                                                                   ‫م�سئول عن رعيته‪ ،‬والرجل راع على �أهل‬
                       ‫ثم تتفقد بعد �أمرهم‪ ،‬وما يعملون به من‬                       ‫بيته وهو م�سئول عنهم‪ ،‬والمر أ�ة راعية على‬
                       ‫يمر بهم‪ ،‬وهل يجاوزون ما قد أ�م�روا به؟‬                      ‫بيت بعلها وول��ده‪ ،‬وه�ي م�سئولة عنهم‪،‬‬
                       ‫ف��إن كانوا قد فعلوا ذلك عزلت‪ ،‬وعاقبت‪،‬‬                      ‫والعبد راع على م�ال �سيده وه�و م�سئول‬
                       ‫و�أخذتهم بما ي�صح عندك عليهملمظلوم‪�،‬أو‬                      ‫ع�ن�ه‪� ،‬ألا فكلكم راع‪ ،‬وكلكم م�سئول عن‬

                             ‫م أ�خوذ منه‪ ،‬أ�كثر مما يجب عليه‪.‬‬                                            ‫رعيته‪.(((".‬‬

                       ‫و�إن كانوا قد انتهوا‪ ،‬إ�لى ما �أم�روا به‪،‬‬                   ‫وب�ال�ن���س�ب�ة ل�ل�ج�زي�ة والخ����راج‪ :‬ي�ق�رر‬
                       ‫وتجنبوا ظلم الم�سلم‪ ،‬والمعاهد‪ ،‬أ�ثبتهم على‬
                                                                                   ‫‪-1‬د‪ /‬ع�ي���س�ى ع�ب�ده‪ :‬ال�ن�ظ�م الم�ال�ي�ة ف�ى الإ���س�ل�ام ‪-‬‬
                               ‫ذلك ا ألمر‪ ،‬و أ�ح�سنت إ�ليهم(((‪.‬‬                      ‫مطبوعات معهد الدرا�سات ا إل�سلامية ‪1973‬م ‪.‬‬

                       ‫‪ -3‬أ�ب�والح���س�ن ع�ل�ى ب�ن مح�م�د ب�ن ح�ب�ي�ب الم��اوردى‬  ‫‪�-2‬أبوالح�سين م�سلم بن الحجاج بن م�سلم الق�يرشي‬
                       ‫الب�صرى‪ :‬ا ألحكام ال�سلطانية ‪ -‬تحقيق‪�:‬أحمد جاد‬              ‫الني�سابوري‪� :‬صحيح م�سلم ب�شرح النووي ‪ -‬كتاب‬
                       ‫‪ -‬دار الحديث ‪ -‬القاهرة ‪1417‬ه‪2006- -‬م �ص‪.234-‬‬                ‫ا إلمارة‪ ،‬باب رقم ‪ ،5‬ج‪ 3‬برقم ‪ ،1829‬الطبعة الأولى‪،‬‬

                            ‫‪� -4‬أبويو�سف‪ :‬الخراج ‪ -‬مرجع �سابق �ص‪.146-‬‬                       ‫الريان للتراث ‪1407‬ه‪1987 - -‬م �ص‪-‬‬

‫‪31‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬هيثم محمد حرمي �شريف‬
   18   19   20   21   22   23   24   25   26   27   28