Page 109 - مجلة الدراسات القضائية
P. 109

‫معهد التدريب الق�ضائي‬  ‫م�ه�ن�ي�ا م�ت�خ���ص���ص�ا‪ ،‬ه��و الم�� ؤ�م��ن‪ ،‬ي� أ�خ�ذ‬       ‫الت أ�مين نفقات وم�صروفات طائلة‪.‬‬
                       ‫على عاتقه تغطية خطر م�ا‪ .‬ويمثل هذا‬
                       ‫ال�ضمان الالتزام الرئي�سي لهذا المهني(((‪.‬‬               ‫و أ�خ�ي�را ن�رج�و �أن ن�ك�ون �أم���س�ك�ن�ا ول�و‬
                       ‫وبهذا يتميز ال�ضمان في عقد الت أ�مين عن‬                         ‫جزئيا بهذا الالتزام الم�أمول(((‪.‬‬
                       ‫ال�ضمان في ال�ع�ق�ود الأخ��رى‪ .‬فيوجد في‬
                       ‫بع�ض العقود‪ ،‬مثل البيع وا إليجار‪ ،‬التزام‬                ‫ونتناول التزام الم�ؤمن ب�ضمان أ�و بتغطية‬
                       ‫بال�ضمان‪ ،‬غير أ�ن ال�ضمان في هذه العقود‬                 ‫الخطر من خلال عر�ض �ضرورة الالتزام‬
                       ‫يكون‪ ،‬على عك�س الت�أمين‪ ،‬التزاما تبعيا(((‪.‬‬              ‫ب�ال�ت�غ�ط�ي�ة(الم�ط�ل�ب الأول) و�أح�ك�ام�ه‬

                       ‫والال�ت�زام ال�ت�ب�ع�ي ب�ال���ض�م�ان ي�ترشط‬                               ‫(المطلب الثاني)‪.‬‬
                       ‫فيه �أن يكون ملحقا بالتزام أ�و بالتزامات‬
                       ‫رئي�سية‪ .‬ف�ه�و يم�ث�ل ملحقا ي���ض�اف إ�لى‬                          ‫المطلب الأول‬
                       ‫��ش�يء أ���س�ا��س�ي ولا ي�ح�دد ب�ال�ت�الي جوهر‬            ‫�ضرورة وجود الالتزام بالتغطية في‬
                       ‫الاتفاقات التي ت�شمله‪ .‬فال�ضمان في عقد‬
                       ‫البيع أ�و ا إليجار لا ي�شكل معيارا لتحديد‬                          ‫عقد الت أ�مين‬
                       ‫ماهية وطبيعة ه�ذه ال�ع�ق�ود‪ .‬وب�ن�اء على‬
                       ‫ذلك ي�ستطيع المتعاقدان �أن ي�ستبعداه من‬                 ‫‪ -18‬ت�أتي أ�همية الال�ت�زام بالتغطية في‬
                       ‫العقد دون أ�ن يغير ذلك �شيئا منه‪ ،‬ما لم‬                 ‫عقد الت�أمين من حقيقة أ�ن عقد الت�أمين‬
                       ‫يكن هذا ال�ضمان متعلقا بالنظام العام(((‪.‬‬                ‫من عقود ال�ضمان (الفرع ا ألول)‪ ،‬و أ�ن هذا‬
                                                                               ‫الال�ت�زام ��ض�روري وم�ه�م لتف�سير بع�ض‬
                       ‫�أم���ا في ع�ق�د ال��ت���أم�ي�ن‪ ،‬ف�ج�وه�ر ه�ذا‬          ‫الح�ل�ول ال�ق�ان�ون�ي�ة الم��وج��ودة في ق�ان�ون‬
                       ‫الات�ف�اق نف�سه ه�و ال���ض�م�ان‪� ،‬صحيح أ�ن‬
                       ‫ا ألطراف ي�ستطيعون ا�ستبعاد هذه الحالة‬                              ‫الت�أمين (الفرع الثاني)‪.‬‬

                       ‫‪3- L. MAYAUX, Rép. civ., Dalloz, 1999, n°141: « la‬‬                 ‫الفرع ا ألول‬
                         ‫‪définition retenue pour le contrat d’assurance‬‬              ‫عقد الت�أمين عقد �ضمان‬
                         ‫‪insiste sur la couverture d’un risque qui‬‬
                         ‫‪consiste à nos yeux l’obligation essentielle du‬‬                ‫‪Contrat de garantie‬‬
                         ‫‪contrat ».‬‬
                                                                               ‫‪ -19‬لا ي�شمل مح�ل ع�ق�د ال�ت�ام�ني �إلا‬
                       ‫‪4- G . GOUBEAUX, La règle de l’accessoire en‬‬           ‫��ش�ي�ئ�ا واح��دا ‪ :‬ال���ض�م�ان ولا ��ش�يء بعد‬
                         ‫‪droit privé, LGDJ, 1969, préface de D. TALLON,‬‬        ‫ذل���ك(((‪ .‬وي�ت�ك�ون ه��ذا ال���ض�م�ان م�ن أ�ن‬
                         ‫‪n°144 et s., p.215 et s. ‬‬
                                                                               ‫‪1- C f., cependant, V. NICOLAS, « Contribution‬‬
                       ‫‪5- B . GROSS, La notion d’obligation de garantie‬‬         ‫‪à l’étude du risque dans le contrat‬‬
                         ‫‪dans le doit des contrats, LGDJ, 1964 , n°44 et s.‬‬      ‫‪d’assurance », op. cit., n°14, p.643, où interroge‬‬
                                                                                 ‫‪l’auteur « nous avouons notre difficulté à‬‬
                                                                                 ‫‪comprendre comment une obligation, celle de‬‬
                                                                                 ‫‪garantie, ne pourrait jamais se matérialiser ».‬‬

                                                                               ‫‪2- J. BIGOT (sous la direction de), Traité‬‬
                                                                                 ‫‪de droit des assurances, T.3, Le contrat‬‬
                                                                                 ‫‪d’assurance,LGDJ, 2002, n°50 et s., p.30 et s.‬‬

‫‪117‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬عابد فايد عبد الفتاح فايد‬
   104   105   106   107   108   109   110   111   112   113   114