Page 106 - مجلة الدراسات القضائية

‫الالتزام بال�ضمان أ�و بالتغطية والالتزام‬ ‫فالكفيل يلتزم ب�ضمان الم�دي�ن المكفول‪،‬‬ ‫معهد التدريب الق�ضائي‬
‫ب�ال�دف�ع �أو ب�ال�ت���س�وي�ة ا��س�ت�خ�دم أ�ولا في‬ ‫��س�واء فيما يتعلق ب�ال�دي�ون الح�ال�ي�ة �أو‬
‫نطاق عقد الكفالة لتف�سير التزام الكفيل‬ ‫ال��دي��ون ال�ت�ي لم ت�ن���ش� أ� ب�ع�د‪ ،‬وال�ت�زام�ه‬
‫بالن�سبة لهذه ا ألخيرة هو مجرد ا�ستعداد‬
‫بالديون التي لم تن�ش�أ بعد‪.‬‬ ‫ل�ي�غ�ط�ي�ه�ا اذا ه�ي ظ�ه�رت إ�لى ال�وج�ود‪،‬‬
‫ف����إذا م�ا ن���ش� أ�ت ه��ذه ال��دي��ون وتح�ق�ق�ت‬
‫‪ -14‬وب�ن�ق�ل ه��ذا ال�ت���ص�ور إ�لى عقد‬ ‫��ش�روط م���س�ئ�ول�ي�ة ال�ك�ف�ي�ل ع�ن�ه�ا‪ ،‬ال�ت�زم‬
‫ال�ت��أم�ني(((‪ ،‬يلتزم الم� ؤ�م�ن ب�ضمان الم�ؤمن‬ ‫ه�ذا ا ألخي�ر بدفعها مثلها مثل ال�دي�ون‬
‫ل�ه �ضد الخطر الم��ؤم�ن منه‪ ،‬والمن�صو�ص‬ ‫ال�ت�ي ك�ان�ت م�وج�ودة وق�ت إ�ب��رام الكفالة‬
‫ع�ل�ي�ه في ال�ع�ق�د‪ ،‬وفي ح�ال�ة تح�ق�ق ه�ذا‬ ‫وتحققت م�سئولية الكفيل عنها‪ .‬غير أ�ن‬
‫الخطر بالقيام ب�أداء معين للم ؤ�من له أ�و‬ ‫هذا التحليل لم يظل مق�صورا في ا إلطار‬
‫الم�ستفيد‪ ،‬من�صو�ص عليه �أي�ضا في العقد‪.‬‬ ‫ال���ض�ي�ق‪ ،‬ب�ل ح��اول ال�ب�ع���ض �أن ي�ضيف‪،‬‬
‫ف�ال�ت�زام الم� ؤ�م�ن ب�ال���ض�م�ان ي�ب�د أ� بمجرد‬ ‫في داخ�ل التق�سيمات المعروفة للالتزام‪:‬‬
‫إ�ب��رام ال�ع�ق�د وب�الا��س�ت�ن�اد �إلى ال�وظ�ائ�ف‬ ‫�إع�ط�اء‪ ،‬ع�م�ل‪ ،‬وام�ت�ن�اع ع�ن ع�م�ل‪ ،‬نوعا‬
‫التي يحققها هذا العقد قبل �أو بعد تحقق‬ ‫رابعا ‪ :‬الالتزام بال�ضمان(((‪ .‬فالتمييز بين‬
‫الخطر الم ؤ�من منه‪ .‬وينق�سم التزام الم�ؤمن‬
‫تبعا ل�ذل�ك �إلى ال�ت�زام�ه ك���ض�ام�ن‪ ،‬قبل‬ ‫‪1- N. KANAYAMA, « De l’obligation de‬‬
‫وقوع الخطر‪ ،‬والتزامه كمدين‪ ،‬بعد وقوع‬
‫الخطر‪ .‬ا ألول يولد بمجرد إ�ب�رام العقد‪،‬‬ ‫»‪« couverture » à la prestation de « garantir ‬‬

‫‪V. MAZEAUD, L'obligation de couverture, op.‬‬ ‫?‪- Donner, faire, ne pas faire…et garantir » ‬‬
‫‪.cit., n°263, p.390 et s‬‬
‫‪Mélanges Ch. MOULY, Litec, 1998, T.2, p.375,‬‬
‫ب�ل أ�ن�ن�ا �سوف ن�ستخدم ه�ذه الفكرة أ�ي�ضا في هذا‬
‫البحث عند عر�ضنا ل�ضرورة الالتزام بالتغطية في‬ ‫‪spécialement, p. Du même auteur, « Donner‬‬
‫عقد الت أ�مين‪ ،‬باعتباره عقد �ضمان‪ ،‬يقدم ال�ضمان‬
‫‪et garantir – un siècle après ou une autre‬‬
‫وب�شكل أ��صلي ولا �شيء غير ال�ضمان‪.‬‬
‫‪-2‬من الغريب أ�ن الأ�ستاذ مولي ا�ستند في تمييزه بين‬ ‫‪histoire », Etudes J. GHESTIN, LGDJ, 2001, p.473.‬‬
‫الال�ت�زام بالتغطية والال�ت�زام ب�ال�دف�ع على وج�ود‬
‫ال�ت�زام بالتغطية يقع على ع�ات�ق الم� ؤ�م�ن‪ ،‬واعتبر‬ ‫وه�ي مح�اول�ة م�ن الم��ؤل�ف لإب��راز الإل�ت�زام بال�ضمان‬
‫ذل�ك م�سلمة أ�و �أم�ر م�سلم ب�ه‪ .‬غ�ري �أن الحقيقة‬ ‫كالتزام متميز بجوار ا ألن�واع المعروفة‪ ،‬ويتركز هذا‬
‫�أن ه�ذا الال�ت�زام غير مجمع عليه من الفقهاء في‬ ‫الإج�ت�ه�اد على إ�خ��راج الإل�ت�زام بال�ضمان م�ن نطاق‬
‫الوقت الحالي فما بالنا عندما كتب ا أل�ستاذ مولي‬ ‫ا إلل�ت�زام بعمل وج�ع�ل�ه ن�وع�ا م�ستقلا‪ .‬وي�خ�دم ه�ذا‬
‫الت�صور �إهتمامنا ببلورة الإلتزام بالتغطية‪ ،‬والذي ‪-‬‬
‫هذا الكلام في �سنة ‪.1979‬‬ ‫يراه هذا الم�ؤلف‪� -‬أنه قد تطور �إلى أ�ن �أ�صبح التزاما‬
‫ت"طعوقردلاهلذتهغ اطليفةكرذةا‪،‬تا�اسلتنخظدامم‬ ‫بال�ضمان‪ .‬وفي‬ ‫م�ستقلا‬
‫ح�دي�ث�ا تعبير‬ ‫االمل��ب�سعت�ق��لض"‬
‫‪Le contrat de couverture à régime‬‬

‫‪ ،indépendant‬وعر�ض الت�أمين كنموذج لهذا العقد‪،‬‬
‫وف�ي�ه يتم ت�ق�ديم ال�ضمان فقط كتقدمة وح�ي�دة في‬
‫العقد‪ :‬انظر في ذلك‪:‬‬

‫‪114‬‬

‫ت�صور حديث لالتزام الم�ؤمن في عقد الت�أمين مع درا�سة تطبيقية على الت أ�مين ا إلجباري من الم�س�ؤلية المدنية عن حوادث ال�سيارات‬