Page 83 - مجلة الدراسات القضائية
P. 83

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫وعلى ه�ذا ا أل�سا�س ف��إن جوهر الد�ستور‬              ‫ه�ذه الح�ري�ات وحمايتها في د�ستور دول�ة‬
                                   ‫تحديد �شكل ال�دول�ة ون�ظ�ام الحكم فيها‬                          ‫ا إلمارات العربية المتحدة‪.‬‬
                                   ‫وب�ي�ان �سلطاتها ال�ع�ام�ة واخت�صا�صاتها‬
                                   ‫و أ�خ�ي�راَ تنظيم وك�ف�ال�ة ح�ق�وق الم�واط�ن‬                   ‫المبحث الثاني‬
                                   ‫وحرياته‪ .‬حيث �أن أ�غلب د�ساتير ال�دول‬                ‫حماية الحرية ال�شخ�صية و�ضماناتها‬
                                   ‫وعلى اختلاف أ�يديولوجياتها قد عملت‬
                                   ‫على أ�ن تت�ضمن ال�ع�دي�د م�ن الن�صو�ص‬                      ‫في الد�ستور الإماراتي‪.‬‬
                                   ‫ح��ول ه��ذه الح��ق��وق والح��ري��ات ‪،‬وب�ع�د‬
                                   ‫�إق�راره�ا ل�ه�ذه الح�ري�ات ت��أت�ي ال�ق�وان�ني‬      ‫��س�اه�م�ت الح��رك��ات ال�د��س�ت�وري�ة ال�ت�ي‬
                                   ‫ب�شكلها ال�صحيح لتخدم الد�ساتير وذلك‬                 ‫ظ�ه�رت في �أوائ���ل ال�ق�رن ال�ث�ام�ن ع�شر‪،‬‬
                                   ‫ع��ن ط��ري��ق ت�ع�ري�ف�ه�ا ل�ت�ل�ك الح��ري��ات‬       ‫والتي ارتكزت على �أفكار القانون الطبيعي‬
                                                                                        ‫وال�ع�ق�د الاج�ت�م�اع�ي وح�ق�وق الإن���س�ان‪،‬‬
                                                        ‫والحقوق‪(((.‬‬                     ‫ع�ل�ى ال��رب��ط ب�ي�ن ال�د��س�ت�ور والأن�ظ�م�ة‬
                                   ‫أ�م�ا �ضماناتها ما هي إ�لا مجرد قواعد‬                ‫ال�ديم�ق�راط�ي�ة ال�ت�ي ت�رك�ز ع�ل�ى رع�اي�ة‬
                                   ‫في الد�ستور مو�ضوعها تنظيم الممار�سة‬                 ‫الح�ق�وق والح�ري�ات ال�ف�ردي�ة‪ .‬وق�د ت��أث�ر‬
                                   ‫الح�رة لان�شطة الأف��راد؛ أ�ي �أن�ه�ا �إر��س�اء‬      ‫ال�ف�ق�ه ال�د��س�ت�وري التقليدي بالد�ستور‬
                                   ‫ق�ان�وني لح�ري�ات ف�ردي�ة غ�ر��ض�ه تنبيه‬             ‫الأم�ري�ك�ي ل�ع�ام ‪ 1787‬ال��ذي ُو��ض�ع على‬
                                   ‫ك��ل م��ن ال���س�ل�ط�ة ال�ت���ش�ري�ع�ي�ة ال�ع�ادي�ة‬
                                   ‫وال���س�ل�ط�ة ال�ت�ن�ف�ي�ذي�ة إ�لى وج��وب ع�دم‬                ‫�أ�سا�س المذهب الفردي الحر‪.‬‬
                                   ‫الم�سا�س ب�ه�ا‪ (((.‬لذلك لا ب�د للد�ستور �أن‬
                                                                                        ‫كما ا�ستند الفقه في الربط بين الد�ستور‬
                                   ‫والقانون الد�ستوري‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪،1992،‬‬      ‫وا ألن�ظ�م�ة ال�ديم�ق�راط�ي�ة ع�ل�ى الإع�ل�ان‬
                                                                  ‫�ص‪.387‬‬                ‫الفرن�سي لحقوق ا إلن�سان والمواطن الذي‬
                                                                                        ‫ظهر إ�بان الثورة الفرن�سية �سنة ‪� .1789‬إذ‬
                                   ‫‪2- Fred Dmiller,Jr Nature,Justice,and‬‬               ‫ن�صت الم�ادة ال�ساد�سة ع�شر منه على أ�ن‪:‬‬
                                     ‫‪rights in aristutles politics,‬‬                     ‫(كل مجتمع لا تقرر فيه �ضمانات لحقوق‬
                                     ‫‪publlished,in the united states by-2‬‬               ‫ا ألفراد ولا ي�سود فيه مبد أ� الف�صل ما بين‬
                                     ‫‪oxford university press inc, New‬‬                   ‫ال�سلطات‪ ،‬هو مجتمع لي�س له د�ستور)‪(((.‬‬
                                     ‫‪yourk, first published 1995,p81‬‬
                                                                                        ‫‪-1‬د‪ .‬هاني علي الطهراوي‪ ،‬النظم ال�سيا�سية والقانون‬
                                   ‫‪-3‬د‪.‬نعيم عطية‪ ،‬في النظرية العامة للحريات الفردية‪،‬‬   ‫الد�ستوري‪،‬ط‪،1‬دار الثقافة للن�شر والتوزيع‪،‬عمان‪-‬‬
                                   ‫ال�دار القومية للطباعة وال�ن���ش�ر‪،‬ال�ق�اه�رة‪،1965،‬‬
                                   ‫�ص ‪ .156‬انظر اي�ضاً‪ :‬البروف�سور آ�ي�سمن‪� ،‬أ�صول‬                          ‫الأردن‪� ، 2008 ،‬ص‪.295‬‬
                                   ‫الحقوق الد�ستورية‪ ،‬ترجمة محمد ع�ادل زعيتر‪،‬‬           ‫انظر اي�ضا‪ :‬د‪ .‬عبدالغني ب�سيوني‪ ،‬النظم ال�سيا�سية‬

‫‪81‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬محمد عبدالله أ�حمد ال�شوابكة‬
   78   79   80   81   82   83   84   85   86   87   88