Page 81 - مجلة الدراسات القضائية
P. 81

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫الحنيف في عنايته لحرية ال�سكن وحرمته‪.‬‬                          ‫�َأ ِخي ِه َم ْيتاً َف َك ِر ْه ُت ُمو ُه َوا َّت ُقوا الهَّ َ �إِ َّن الهَّ َ‬
                                                                                                                    ‫َت َّوا ٌب َر ِحي ٌم{‪(((.‬‬
                                        ‫الفرع الرابع‪ :‬حرية المرا�سلات‪.‬‬
                                   ‫يق�صد بحرية المرا�سلات فقهاً‪ ،‬المنع من‬                         ‫م��ن الآي���ات ال�ك�ريم�ة ‪ ،‬ن���س�ت�دل على‬
                                   ‫الاط�لاع ال�سري والعلني على الخطابات‬                           ‫�أن البيوت �أو الم�ساكن تعد الم�لاذ الآم�ن‬
                                   ‫والم�ك�الم�ات الهاتفية وال�ربق�ي�ة والح�ف�اظ‬                   ‫ل إلن�سان‪ ،‬ون�ظ�راً لأهميتها و�ضروريتها‬
                                   ‫عليها �سرية‪ ،‬كونها من الحريات الأ�سا�سية‬                       ‫للعي�ش ال�ه�ادئ ف�ي�ه�ا(((‪ ،‬ف�ق�د ع�ن�ي بها‬
                                   ‫ل�ل�إن���س�ان‪ (((.‬وق�د ج�اءت الم��ادة (‪ )12‬من‬                  ‫الإ�سلام واعتبر حرية الم�ساكن وحرمتها‬
                                   ‫الإعل�ان العالمي لحقوق الإن�سان بالن�ص‬                         ‫من الحريات ال�شخ�صية مع الت�أكيد على‬
                                   ‫على ه�ذا الح�ق ب�ال�ق�ول‪� :‬أن�ه (لا يعر�ض‬                      ‫ح�رم�ت�ه�ا م�ن ح�ي�ث ال�ع�دي�د م�ن الم�ب�ادئ‬
                                   ‫أ�حد لتدخل تع�سفي في حياته الخا�صة‪ ،‬أ�و‬                        ‫ال�ت�ي ار��س�ت�ه�ا ال���ش�ري�ع�ة ا إل��س�لام�ي�ة من‬
                                   ‫في �ش�ؤون �أ�سرته‪� ،‬أو م�سكنه‪� ،‬أو مرا�سلاته‪،‬‬                  ‫خ�ل�ال الآي���ات ال�ك�ريم�ة ال�ت�ي ذك�رن�اه�ا‪،‬‬
                                   ‫أ�و لح�م�لات ع�ل�ى ��ش�رف�ه و�سمعته‪ ،‬ولكل‬                      ‫كعدم دخ�ول بيوت الغير ب�دون ا�ستئذان‬
                                   ‫�شخ�ص الح�ق في �أن يحميه القانون من‬                            ‫أ��صحابها أ�و بعد الا�ستئنا�س وطرح ال�سلام‬
                                                                                                  ‫على أ�هلها‪ ،‬كما �أن من حق �صاحب المنزل‬
                                       ‫مثل هذا التدخل‪ ،‬أ�و تلك الحملات‪.‬‬                           ‫أ�ن يمنع أ�ي ك�ان م�ن دخ�ول منزله ولأي‬
                                                                                                  ‫�سبب ك�ان‪ ،‬باعتباره حرماً آ�م�ن�اً من غير‬
                                   ‫كما �أن العهد ال�دولي للحقوق المدنية‬                           ‫الم�م�ك�ن ا�ستباحته إ�لا بعلمه وم�واف�ق�ت�ه‪،‬‬
                                   ‫وال�سيا�سية ل إلن�سان قد ن�ص على �أنه‪(:‬لا‬                      ‫�إ�ضافة إ�لى ذلك ‪�،‬أي�ضاً منع التج�س�س على‬
                                   ‫ي�ج�وز ال�ت�دخ�ل ب���ش�ك�ل ت�ع���س�ف�ي أ�و غير‬                 ‫بيوت الآخرين‪(((.‬هكذا الدين ا إل�سلامي‬
                                   ‫ق�ان�وني في خ���ص�و��ص�ي�ات �أح��د �أو ا��س�رت�ه‬
                                   ‫أ�و م�را��سل�ات�ه‪ (((.)..‬وك�ذل�ك الات�ف�اق�ي�ة‬                                ‫‪ -1‬آ�ية ‪ ،12 ،‬من �سورة الحجرات‪.‬‬
                                   ‫الأوروب��ي��ة لح�ق�وق الإن���س�ان ال�ت�ي ن�صت‬                  ‫‪-2‬د‪ .‬م�صطفى ابراهيم الزلمي‪ ،‬حق الحرية في القر آ�ن‬

                                   ‫بيوتاً غير بيوتكم حتى ت�ست�أن�سوا وت�سلموا{ وما‬                   ‫الكريم ‪،‬جامعة النهرين‪،‬العراق‪� ،2005،‬ص‪.21‬‬
                                   ‫�سلمت‪ ،‬ف�رتك�ه ع�م�ر ألن�ه وج�ده ع�ل�ى ح�ق‪ .‬نقل ًا‬             ‫‪ -3‬إ�ن عمر بن الخطاب ر�ضي الله عنه‪ ،‬ت�سلق دار رجل‬
                                   ‫عن د‪ -‬طارق �صديق‪،‬حماية الحرية‪ ،‬مرجع �سابق‪،‬‬                     ‫فر آ�ه على حالة مكروهة ف�أنكر عليه فقال‪ :‬يا أ�مير‬
                                                                                                  ‫الم� ؤ�م�ن�ني إ�ن كنت أ�ن�ا ق�د ع�صيت الله م�ا م�ن وجه‬
                                                                  ‫�ص‪.109‬‬                          ‫واحد ف أ�نت قد ع�صيته من ثلاثة �أوجه فقال وما‬
                                   ‫‪-4‬د‪ .‬زاي��د ع�ل�ي زاي��د ال��غ��واري‪ ،‬ح�ق�وق ا إلن���س�ان في‬  ‫ه�ي؟ ف�ق�ال‪ :‬ق�ال الله تعالى }ولا تج�س�سوا{وقد‬
                                                                                                  ‫تج�س�ست‪ ،‬وقال تعالى‪}:‬و آ�توا البيوت من أ�بوابها{‬
                                     ‫الإ�سلام والمواثيق الدولية‪ ،‬ط‪� ،2012 ،1‬ص‪.266‬‬                 ‫وقد ت�سورت من ال�سطح ‪ ،‬وقال تعالى‪} :‬لا تدخلوا‬
                                                                  ‫‪ -5‬المادة‪،17‬‬

‫‪79‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬محمد عبدالله �أحمد ال�شوابكة‬
   76   77   78   79   80   81   82   83   84   85   86