Page 173 - مجلة الدراسات القضائية
P. 173

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫الاج�ت�م�اع�ي�ة ف�ه�ي لم ت���أت ع�ب�ث�ا و إ�نم��ا‬     ‫ي�ت�ح�ول ال��زوج إ�لى إ�ن���س�ان ع���ص�ب�ي غير‬
                                   ‫نتيجة ظروف معينة �أحاطت به‪ ،‬وتختلف‬                    ‫م�درك لانفعالاته تج�اه زوج�ت�ه و أ�ب�ن�ائ�ه‪،‬‬
                                   ‫ال�ع�ادات والتقاليد م�ن مجتمع إ�لى آ�خ�ر‬              ‫ويم�ك�ن ت�خ�ف�ي�ف ال���ض�غ�وط�ات النف�سية‬
                                   ‫ومن بيئة �إلى �أخ�رى‪ ،‬حيث يكت�سب منها‬                 ‫ح�ت�ى لا ي�ت�ح�ول �إلى م�ر��ض وي�ت�ف�اق�م‬
                                   ‫ال�شخ�ص ال���ص�ف�ات ال�ت�ي ق�د ت�ك�ون منها‬            ‫حالة ال�شخ�ص ال�صحية وذل�ك بال�صلاة‬
                                   ‫ال�ع�ن�ف في ال�ت�ع�ام�ل‪ ،‬وي��رج��ع ذل��ك �إلى‬         ‫وذك��ر الله ع�زوج�ل ألن ال���ص�لاة مبعث‬
                                   ‫الاع�ت�ق�اد الخ�اط�ئ ال�ذي يت�صوره ال�زوج‬             ‫الراحة والطم أ�نينة‪ ،‬قال �صلى الله عليه‬
                                   ‫ب�أن الرجولة تتحقق بالعنف تجاه الزوجة‬                 ‫و�سلم‪�(:‬أرحنا بها يا ب�لال )‪ ،‬و أ�ي�ضا قال‬
                                   ‫والأب��ن��اء‪ ،‬ث�م ي�ت�ن�اق�ل الآب��اء �إلى الأب�ن�اء‬  ‫ت�ع�الى‪}:‬ا َّل� ِذي� َن �آ َم� ُن�وا َو َت ْط َم ِئ ُّن ُق ُلو ُب ُه ْم‬
                                   ‫هذه العادات والتقاليد ومن ثم تتوارثها‬                 ‫ِب ِذ ْك ِر الهَّ ِ أَ� َال ِب ِذ ْك ِر الهَّ ِ َت ْط َم ِئ ُّن ا ْل ُق ُلو ُب{‬
                                   ‫الأجيال جيل بعد جيل دون ت�صحيح ذلك‬                    ‫(الرعد‪ ،)28:‬ولقد حققت دولة الإمارات‬
                                   ‫الاع�ت�ق�اد الخ�اط�ئ‪ ،‬وت�صبح ه�ذه ال�ع�ادات‬           ‫العربية المتحدة نج�ا ًح�ا ك�ب�رياً في مجال‬
                                   ‫قانون ال�زوج في حياته الزوجية التي لم‬
                                                                                           ‫الت�شخي�ص وعلاج ا ألمرا�ض النف�سية‪.‬‬
                                        ‫يج ِن منها �سوى التفكك والدمار‪.‬‬
                                                                                         ‫ك�م�ا �أن ال�ع�ن�ف ق��د ي�ك�ون ن��اتج ع�ن‬
                                   ‫�أي�ضا الق�سوة في التن�شئة والتربية �إن‬               ‫عامل وراث�ي حيث تنتقل بع�ض ال�صفات‬
                                   ‫�أ�سلوب ا أل��س�رة في ممار�سة �سلوك العنف‬             ‫الإج�رام�ي�ة م�ن ا آلب��اء �إلى ا ألب�ن�اء ولكن‬
                                   ‫في تربية الأبناء من الأ�سباب الم ؤ�دية �إلى‬           ‫لا يمكن �أن يعتبر ذل�ك في حد ذات�ه �سببا‬
                                   ‫العنف‪ ،‬ويتمثل ذل�ك في العقاب العنيف‬                   ‫رئي�سا لارتكاب جريمة العنف‪ ،‬ولا يمكن‬
                                   ‫ال��ذي ي�وق�ع�ه ال�وال�دن ع�ل�ى الأب�ن�اء مما‬         ‫القول في كل الأح�وال أ�ن العنف ناتج عن‬
                                   ‫ي�� ؤ�دي �إلى ردة ف�ع�ل عك�سية م�ن الأب�ن�اء‬          ‫ال�وراث�ة أ�ي ه�و ل�ي���س ��س�ب�ب ج�وه�ري في‬
                                   ‫�ضد الآب�اء‪� ،‬أو أ�ن يظهر غ�ضب الأبناء في‬             ‫ارت�ك�اب جريمة العنف و إ�نم�ا يرتبط مع‬
                                   ‫التعامل م�ع ال�غ�ري ب�ح�دة وع�ن�ف‪ ،‬كذلك‬               ‫ذلك عدة عوامل وظروف البيئة المحيطة‬
                                   ‫�ضعف ل�غ�ة الح��وار ب�ين ال�زوج�ين ي� ؤ�دي‬
                                   ‫�إلى ت�ف�اق�م الم���ش�ك�ل�ة ب���ش�ك�ل أ�ك�ب�ر‪ ،‬حيث‬                                ‫به‪.‬‬
                                   ‫ترتفع ا أل�صوات والنظرات الحادة فيخرج‬
                                   ‫ال�زوج من نطاقه فيكون في حالة غ�ضب‬                    ‫ثانيا‪ :‬ا أل�سباب الاجتماعية‪ :‬العادات‬
                                                                                         ‫وال�ت�ق�ال�ي�د تعتبر ال�ع�ادات وال�ت�ق�ال�ي�د في‬
                                                                                         ‫الم�ج�ت�م�ع نم�ط م�ن ال���س�ل�وك في الح�ي�اة‬

‫‪171‬‬

         ‫ملخ�صات الكتب القانونية‬
   168   169   170   171   172   173   174   175   176   177   178