Page 175 - مجلة الدراسات القضائية
P. 175

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫باختلاف الف�صل‪ ،‬ونرى أ�ن الإن�سان يت�أثر‬           ‫أ�م�ا الام�ت�ن�اع ع�ن �أداء النفقة إ�ن أ�داء‬
                                   ‫ب�ال�ط�ق���س ب���ص�ورة ت�خ�ت�ل�ف م�ن �شخ�ص‬         ‫ال�ن�ف�ق�ة م�ن واج�ب�ات ال��زوج ع�ل�ى زوج�ت�ه‬
                                   ‫لآخر‪ ،‬ومن ذلك يمكن القول ب أ�ن جرائم‬               ‫و أ�بنائه‪ ،‬و�سرعان ما ي�سبب الخلافات بين‬
                                   ‫العنف تحكمها عدة عوامل تتفاعل فيما‬                 ‫ا ألزواج امتناع الزوج عن ا إلنفاق لزوجته‬
                                   ‫ب�ي�ن�ه�ا ح�ت�ى ت�ن�ت�ج ال�ع�ن�ف فل�ا ي�ك�ف�ي أ�ن‬  ‫و�أبنائه ا�ستنادا إ�لى حجج وهمية لا وجود‬
                                   ‫تكون الظروف المناخية وحدها ب�أن تدفع‬               ‫لها‪ ،‬ومن ثم ي�صل ا ألمر بهم �إلى الاعتداء‬
                                                                                      ‫اللفظي والج�سدي إ�لى أ�ن تنتهي بالطلاق‪،‬‬
                                       ‫ال�شخ�ص �إلى ارتكاب جرائم العنف‪.‬‬               ‫�إلا �أن�ه رغ�م ذل�ك يمتنع ال��زوج ع�ن أ�داء‬
                                                                                      ‫النفقة ألطفاله بعد �أن طلق زوجته رغم‬
                                   ‫وت�ت�ل�خ���ص �أ��س�ب�اب ال�ع�ن�ف الأ��س�ري في‬      ‫قدرة الزوج وي�ساره‪ ،‬مما ي�سبب ذلك أ�ثراً‬
                                   ‫دول�ة الام��ارات م�ا ب�ين الأ��س�ب�اب الذاتية‬      ‫�سلبياً في نف�س ا ألطفال و كثيرا ما ينعك�س‬
                                   ‫والاج�ت�م�اع�ي�ة والاق�ت���ص�ادي�ة والثقافية‬
                                   ‫وال�ظ�روف الم�ن�اخ�ي�ة وال�ع�وام�ل ال�وراث�ي�ة‬                ‫عنف ا ألطفال تجاه الآباء‪.‬‬
                                   ‫ت�ت�داخ�ل ف�ي�م�ا بينهما وت�ت�ف�اع�ل وتحقق‬
                                   ‫بذلك جرائم العنف فلا يمكن القول أ�ن‬                ‫راب�ع�ا‪ :‬ا أل��س�ب�اب ال�ث�ق�اف�ي�ة‪ :‬ال�ق�ن�وات‬
                                   ‫هناك �سبب رئي�س مبا�شر لارتكاب جريمة‬               ‫الف�ضائية من حيث ت�أثير ا أل�شياء المرئية‬
                                                                                      ‫على الم�شاهد‪ ،‬فالم�شاهد عندما يرى وي�سمع‬
                                                            ‫العنف‪.‬‬                    ‫ما يعر�ض على ال�شا�شة يتفاعل مع الم�شاهد‬
                                                                                      ‫ويت�أثر بما يدور من حوار‪ ،‬كذلك أ��صبحت‬
                                   ‫و أ�م�ا أ�ن�واع جرائم العنف ا أل�سري فقد‬           ‫الأجهزة الحديثة في متناول يد كل فرد في‬
                                   ‫�أجمعت ال�درا��س�ات على الأ��ش�ك�ال التالية‬        ‫المجتمع �إلا �أن هناك دائما ثغرات يت�سلل‬
                                   ‫للعنف‪ ،‬العنف الج�سدي والعنف الجن�سي‬                ‫عبرها من ي�سيء ا�ستخدام تلك التقنية‬
                                   ‫والعنف النف�سي والعنف اللفظي‪ ،‬ولكن‬
                                   ‫يختلف تعريف ك�ل منهم م�ن ع�الم إ�لى‬                               ‫فيقلل من أ�هميتها ‪.‬‬
                                   ‫�أخر ومن مجتمع إ�لى آ�خر‪ ،‬ويختلف ح�سب‬
                                   ‫ال�ضحية �أي يختلف العنف الممار�س �ضد‬               ‫خام�سا‪ :‬ا أل�سباب المناخية لقد أ�ثبتت‬
                                   ‫ال�زوج�ة ع�ن العنف الممار�س �ضد ا ألب�ن�اء‬         ‫ال�درا��س�ات وج��ود ع�لاق�ة بي�ن ال�ظ�روف‬
                                   ‫وك�ذل�ك العك�س‪ ،‬يختلف العنف الممار�س‬               ‫المناخية وا إلج��رام‪ ،‬حيث نلاحظ �أن�ه في‬
                                   ‫من الزوجة وا ألبناء �ضد الزوج‪ ،‬وت�صنيف‬             ‫ك�ل ف���ص�ل م�ن ف���ص�ل ال���س�ن�ة ي�ظ�ه�ر ن�وع‬
                                                                                      ‫معين م�ن الاج��رام �أي يختلف الجريمة‬
                                     ‫العنف في الت�شريع ا إلماراتي يتمثل في‬

‫‪173‬‬

         ‫ملخ�صات الكتب القانونية‬
   170   171   172   173   174   175   176   177   178   179   180