Page 172 - مجلة الدراسات القضائية
P. 172

‫ه�ي م��واد ن�ب�ات�ي�ه �أو ك�ي�م�ي�ائ�ي�ة م�صنعة‬                                 ‫ا إلن���س�ان إ�لى ا�ستخدام العنف ولا يمكن‬             ‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬
‫�أو غ�ري م�صنعة أ�و م�رك�ب�ة ك�ال�ه�ريوي�ن‪،‬‬                                     ‫ال��ق��ول ب��� أ�ن ه�ن�اك ��س�ب�ب رئ�ي���س واح��د‬
‫والكوكايين والح�شي�ش وغيرها‪ ،‬ت�ؤثر على‬                                          ‫لا�ستخدام العنف‪ ،‬وتختلف هذه الأ�سباب‬
‫العقل والج�سم‪ ،‬فت�صيب ج�سم المتعاطي‬                                             ‫م�ن ن�اح�ي�ة دواف�ع�ه�ا وال�ظ�روف المحيطة‬
‫بالخمول والك�سل‪ ،‬وت�ضعف ن�شاطه ومن‬                                              ‫ب��ه‪ ،‬ول�ق�د أ����ش��ارت ع��دة درا���س��ات �سابقة‬
‫ث�م ي�صل �إلى مرحلة ا إلدم��ان بحيث �إن�ه‬                                       ‫عن تنوع �أ�سباب العنف ا أل��س�ري �سواء في‬
‫لوامتنع عنها قليل ًا �ساء مزاجه وي�صبح‬                                          ‫المجتمعات العربية �أو الغربية‪ ،‬وقد تكون‬
‫عنيفا في التعامل مع زوجته و أ�بنائه‪ ،‬قال‬                                        ‫هذه الأ�سباب تت�شابه فيما بينها نوعا ما‪،‬‬
‫تعالى } َي�ا �أَ ُّي َها ا َّل ِذي َن �آ َم� ُن�واْ �ِإ ّمَ َن�ا الخْ َ ْم ُر‬   ‫ولا ن�ستطيع القول ب أ�نها مت�شابهة ت�شابه‬
‫َوالمْ َ� ْي���ِس� ُر َوا َألن��َ�ص�ا ُب َوا َأل ْزل َا ُم ِر ْج��� ٌس ِّم� ْن‬  ‫تام؛ وذلك ألن حياة المجتمعات ا إل�لاسمية‬
‫َع َم ِل ال�َّش ْي َطا ِن َفا ْج َت ِن ُبو ُه َل َع َّل ُك ْم ُت ْف ِل ُحو َن{‬  ‫ت�خ�ت�ل�ف تم�ام�ا ع�ن الم�ج�ت�م�ع�ات ال�غ�رب�ي�ة‬
                                                                                ‫ال�غ�ري إ���س�لام�ي�ة في �أح�ك�ام�ه�ا وقوانينها‪،‬‬
                    ‫(المائدة‪.)90 :‬‬                                              ‫وكذلك يختلف في كيفية معالجتها وحجم‬
                                                                                ‫انت�شارها‪ ،‬و�سوف ن�سلط ال�ضوء هنا على‬
‫و أ�ي�ضا الم�صاب بمر�ض نف�سي أ�و عقلي‬                                           ‫أ��سباب العنف الأ��س�ري في دول�ة الام�ارات‬
‫إ�ن المر�ض النف�سي ناتج عن أ��سباب عديده‬
‫ومنها الخ�ب�رات الم� ؤ�لم�ة ال�ت�ي تعر�ض لها‬                                                            ‫كالتالي‪:‬‬
‫الفرد في ما�ضي حياته وخا�صة في طفولته‬
‫المبكرة وبالتالي ي�ؤثر على نف�سه وي�سبب‬                                         ‫أ�ولا‪ :‬الأ�سباب الذاتية ترجع ا أل�سباب‬
‫له ا�ضطرابات نف�سية وعقلية وانحرافات‬                                            ‫ال�ذات�ي�ة إ�لى �شخ�صية م�رت�ك�ب ال�ع�ن�ف‪،‬‬
‫أ�خ�لاق�ي�ة و��س�ل�وك ع��دواني ي�ساهم ذل�ك‬                                      ‫ك��� أ�ن ي��ك��ون ل��دي��ه خ�ل�ل في ال���ش�خ���ص�ي�ة‬
‫�إلى ارتكاب ال�شخ�ص جريمة العنف داخل‬                                            ‫ناتجة عن �ضعف ال�وازع الديني‪ ،‬تعاطي‬
‫�إطار ا أل�سرة‪ ،‬ويعتقد مرتكب العنف داخل‬                                         ‫م�رت�ك�ب ال�ع�ن�ف الم���س�ك�رات والم�خ�درات �إن‬
‫الأ�سرة ب أ�ن هذا الأمر طبيعي لأنه لا يعلم‬                                      ‫ال�رج�ل ع�ن�دم�ا ي�ك�ون في ح�ال�ة ��س�ك�ر لا‬
‫ب إ��صاباته النف�سية وخ�برات�ه الم��ؤلم�ة التي‬                                  ‫ي��درك م�ا ي�ف�ع�ل وي�ف�ق�د الان���س�ان وع�ي�ه‬
                                                                                ‫و��ص�واب�ه‪ ،‬في�صبح العقل غ�ري متزن مما‬
            ‫انعك�ست على �شخ�صيته‪.‬‬                                               ‫ي� ؤ�دي الى قيام الإن���س�ان ب�ارت�ك�اب العنف‬
                                                                                ‫وال�ف�واح���ش والم��ن��ك��رات‪ ،‬ام��ا الم��خ��درات‬
‫وم�ن م�سببات الم�ر��ض النف�سي �أي���ض�ا‬
‫كث�رة ال���ض�غ�وط�ات ع�ل�ى ال��زوج وب�ال�ت�الي‬

                                                                                                    ‫‪170‬‬

                                                                                ‫ملخ�صات الكتب القانونية‬
   167   168   169   170   171   172   173   174   175   176   177