Page 171 - مجلة الدراسات القضائية
P. 171

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫وقال ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم ‪�ِ ( : -‬إ َّن الهَّ َ‬                     ‫بالإ�ضافة �إلى أ�ن الإ�لاسم نبذ كل أ��شكال‬
                                   ‫َر ِفي ٌق ُي ِح ُّب ال ِّر ْف َق َو ُي ْع ِطى َعلَى ال ِّر ْف ِق َما‬  ‫و�أن�واع العنف والإي��ذاء‪ ،‬وحظيت جريمة‬
                                   ‫ل َا ُي ْع ِطى َعلَى ا ْل ُع ْن ِف َو َم�ا ل َا ُي ْع ِطى َعلَى‬       ‫العنف والاع�ت�داء على الآخ�ري�ن مو�ضع‬
                                   ‫َما �ِس َوا ُه)‪ (((،‬كما ورد عن النبي �صلى الله‬                        ‫اه�ت�م�ام ال�شريعة الإ��س�لام�ي�ة ال�ت�ي نهت‬
                                   ‫عليه و�سلم أ�نه قال‪�( :‬إذا قاتل أ�حدكم �أخاه‬                          ‫وحذرت من العنف وبينت ا آلثار الوخيمة‬
                                   ‫فليجتنب الوجه)‪ (((،‬إ�ذا كان الإن�سان ينازع‬                            ‫على ذلك‪ ،‬وفي ذلك جاءت ا آليات الكريمة‬
                                   ‫�إن�سانا أ�خر تحت أ�ي �سبب‪ ،‬لا يبيح له أ�ن‬                            ‫وا ألحاديث ال�شريفة تو�ضح ذلك‪ ،‬ومنها‪:‬‬
                                                                                                         ‫في القر آ�ن الكريم قال تعالى‪َ }:‬يا �أَ ُّي َها‬
                                                   ‫ي�ضربه على وجهه‪.‬‬                                      ‫ا َّل ِذي َن �آ َم ُنوا ل َا َي�ْس َخ ْر َق ْو ٌم ِّمن َق ْو ٍم َع�َسى‬
                                                                                                         ‫أَ�ن َي ُكو ُنوا َخيرْ اً ِّم ْن ُه ْم َول َا ِن�َسا ٌء ِّمن ِّن�َسا ٍء‬
                                   ‫ح�ف�ظ الا��س�لام ك�رام�ة الم��ر�أة والطفل‬                             ‫َع���َس�ى َ�أن َي� ُك� َّن َخ�ْي�رْ اً ِّم� ْن� ُه� َّن َول َا َت� ْل� ِم� ُزوا‬
                                   ‫ونبذ كل �أنواع العنف �ضدهم‪ ،‬حيث ق�ضى‬                                  ‫أ�َ ْن ُف�َس ُك ْم َول َا َت َنا َب ُزوا ِبالَأ ْل َقا ِب ِب ْئ� َس الا�ْس ُم‬
                                   ‫ا إل��سل�ام ع�ل�ى ج�ريم�ة و أ�د ال�ب�ن�ات‪ ،‬تلك‬                        ‫ال ُف�ُسو ُق َب ْع َد ا إِلي َما ِن َو َمن لمَّ ْ َي ُت ْب َف أ�ُ ْو َل ِئ َك‬
                                   ‫ال�ع�ادة ال�ت�ي ��س�ادت في الع�صر الج�اه�ل�ي‪،‬‬                         ‫ُه� ُم ال َّظالمِ ُون{ (الح�ج�رات‪ ،)11:‬وفي هذه‬
                                   ‫لخ�شية العرب آ�نذاك على �شرف القبيلة أ�و‬                              ‫ا آلي�ة الكريمة دع�وة �إلى ع�دم الا�ستهزاء‬
                                   ‫العائلة‪ ،‬هذا الظلم الفادح الذي كان ينزل‬                               ‫بالآخرين وع�دم ال�سخرية بهم‪ ،‬وه�ذا ما‬
                                   ‫بالمر أ�ة والطفل ب�سبب �ضعفهم‪ ،‬فقد فر�ض‬
                                   ‫ا إل��س�لام للمر�أة والطفل �أح�ك�ام و�شرائع‬                                      ‫ي�سمى بالاعتداء اللفظي‪.‬‬
                                   ‫تحذر من التعر�ض والإ�ساءة إ�ليهم و إ�هانة‬
                                                                                                         ‫وفي الحديث ال�شريف قوله ‪� -‬صلى الله‬
                                                          ‫كرامتهم‪.‬‬                                       ‫عليه و�سلم ‪ -‬في خطبة حجة الوداع‪َ } :‬ف إ�ِ َّن‬
                                                                                                         ‫ِد َما َء ُك ْم َو َ�أ ْم َوا َل ُك ْم َو َ�أ ْع َرا�َض ُك ْم َب ْي َن ُك ْم َح َرا ٌم‬
                                   ‫وفي ال�ب�اب ال�ث�ال�ث تم درا���س��ة �أ��س�ب�اب‬                        ‫َك ُح ْر َم ِة َي ْو ِم ُك ْم َه� َذا‪ ،‬فيِ �َش ْه ِر ُك ْم َه� َذا‪ ،‬فيِ‬
                                   ‫ج�رائ�م ال�ع�ن�ف ا أل��س�ري و أ�ن�واع�ه و�آث��اره‬                     ‫َبلَ ِد ُك ْم َه�� َذا{‪ (((،‬هنا بين ‪ -‬عليه ال�صلاة‬
                                   ‫وط��رق الم�ع�الج�ة‪ ،‬ت�ت�ع�دد وت�ت�ن�وع أ���س�ب�اب‬                     ‫وال�����س�ل�ام ‪ -‬ح�رم�ة ال��دم��اء وا ألم����وال‬
                                   ‫العنف ا أل��س�ري وذل�ك تبعا لتنوع ثقافة‬                               ‫والأعرا�ض‪ ،‬أ�ي نهى عن �سفك دماً حراماً‪،‬‬
                                   ‫المجتمعات‪ ،‬وت�وج�د أ���س�ب�اب ك�ث�رية تدفع‬                            ‫وان�ت�ه�اك الأع��را���ض‪ ،‬ون�ه�ب م��ال ال�غ�ي‪،‬‬

                                   ‫‪-2‬الراوي‪ :‬عائ�شة أ�م الم�ؤمنين‪ ،‬المحدث‪ :‬م�سلم‪� ،‬صحيح‬                 ‫‪-1‬الراوي‪ :‬عمر بن العا�ص‪ ،‬المحدث‪ :‬ابن حزم‪ ،‬حجة‬
                                      ‫م�سلم ‪،‬حديث رقم ‪ ،2593‬وقال حديث �صحيح‪.‬‬                                 ‫الوداع ‪،‬حديث رقم ‪،204‬وقال حديث �صحيح‪.‬‬

                                   ‫‪-3‬ال��راوي‪� :‬أب�وه�ري�رة‪ ،‬المحدث‪�:‬أحمد �شاكر‪ ،‬م�سند‬
                                    ‫�أحمد‪،‬حديث رقم ‪ ،16/188‬وقال حديث �صحيح‪.‬‬

‫‪169‬‬

         ‫ملخ�صات الكتب القانونية‬
   166   167   168   169   170   171   172   173   174   175   176