Page 169 - مجلة الدراسات القضائية
P. 169
معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية �أن القانون الإم�ارات�ي م�ستمد من أ�حكام بن�صو�ص قانونية ،وبالتالي ف��إن العنف
ال���ش�ري�ع�ة ا إل��س�لام�ي�ة ،وو��ض�ع ع�ق�وب�ات بكل �صوره و أ�نواعه جريمة يعاقب عليها
رادعة تتطابق مع واقع المجتمع ا إلماراتي،
�صحيح �أنها عر�ضة للتعديل ولكن ذلك ما القانون.
يوافق م�صلحة الفرد والمجتمع ،فقد نظم
الأحكام والحقوق التي جاءت بها ال�شريعة و أ�ما مفهوم جريمة العنف ا أل�سري هي
الإ�لاسمية الخا�صة با أل�سرة ،كما أ�ن قانون �أفعال غير م�شروعة ترتكب �ضمن �إط�ار
دول�ة الإم��ارات نبذ جميع أ��شكال العنف ا أل��س�رة فت�سبب أ���ض�راراً بدنية أ�و نف�سية
بين الزوجين ،و�أقام د�ستورها على قواعد أ�و جن�سية� ،أي أ�ن جرائم العنف ا أل�سري
اح�ترام حرية وكرامة الإن�سان .وو�ضعت هي كل اعتداء �سواء اعتداء مادي كالقتل
ن�صو�ص قانونية وم�ب�ادئ ق�ضائية تردع أ�و الم���س�ا��س ب���س�لام�ة الج���س�م ب�ال���ض�رب
الج�اني ع�ن ارت�ك�اب ج�ريم�ة ال�ع�ن�ف �ضد والاع�ت�داء الجن�سي ،أ�و الاع�ت�داء المعنوي
أ�حد أ�فراد الأ�سرة ،وخلق مجتمع �آمن خا ٍل ك��الاع��ت��داء ال�ل�ف�ظ�ي ب�ال���س�ب وال�ق�ذف
والتهديد �ضد �أح�د �أف��راد ا أل��س�رة ،ومن
من الجريمة والعنف �ضد ا أل�سرة. ثم يعاقب القانون مرتكب جريمة العنف
الأ��س�ري بعقوبة ق�د ن���ص عليها ،وذل�ك
وت�ن�اول ال�ب�اب ال�ث�اني ��ض�ح�اي�ا ج�رائ�م إ�ع�م�الا بم�ب�د�أ ال���ش�رع�ي�ة لا ج�ريم�ة ولا
ال��ع��ن��ف الأ����س���ري وم��وق��ف ال���ش�ري�ع�ة
الإ�لاسمية من ال�ضحايا ،حيث تبين من عقوبة إ�لا بناء على قانون.
جميع ال�درا��س�ات ال�سابقة ال�ت�ي تجريها
ال���دول ال�ع�رب�ي�ة وال���دول ال�غ�رب�ي�ة على وم�ن ن�اح�ي�ة ال�ف�رق م�ا ب�ين الت�شريع
ظاهرة العنف ا أل�سري في مجتمعاتهم أ�ن الا��س�لام�ي الخ�ا��ص بنظام ا أل��س�رة وبين
ال�زوج هو المعتدي الأول ،ويكون مت�سبب ال��ق��ان��ون ال��غ��رب��ي م��ن ح�ي�ث ال�ت�غ�ي�ري
العنف الأ�سري هو الذي يظهر فيه القوي والتبديل ،ف��إن الت�شريع ا إل�لاسمي ثابت
�سلطته وقوته على ال�ضعيف؛ لت�سخيره غير قابل للتبديل والتحريف �صالح لكل
في تحقيق أ�ه�داف�ه و أ�غ�را��ض�ه الخ�ا��ص�ة، زمان ومكان ،والقانون الغربي الذي و�ضعه
م�ستخد ًما بذلك كل و�سائل العنف �سوا ًء ا إلن�سان لا يتطابق مع الواقع الذي يمر به
ك�ان م�ادي�اً �أو م�ع�ن�وي�اً ،وب�ال�ت�الي �ضحايا المجتمع الغربي ،و�أم�ا القانون الإماراتي
ال�ذي هو �أي�ضا من و�ضع الإن�سان إ�لا أ�نه
يختلف تماما عن القانون الغربي وذلك
167
ملخ�صات الكتب القانونية