Page 68 - مجلة الدراسات القضائية
P. 68

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫ال�صيغة ال�شكلية لي�ست ملزمة فيمكن‬                                  ‫الانعقاد ومدة �سريان العقد(((‪.‬‬
                                   ‫تج�اوزه�ا باتفاق الطرفين ا�ستناداً لمبد�أ‬
                                   ‫الر�ضائية في العقود‪ ،‬إ�ل ّا أ�ن الواقع العملي‬               ‫وب�خ���ص�و��ص ��ش�ك�ل�ي�ة ع�ق�د ال�ت� أ�مي�ن‬
                                   ‫غ�ال�ب�اً م�ا ي���ش�رتط ال�ت�وق�ي�ع ع�ل�ى وثيقة‬             ‫ف�الأ��ص�ل �أن ع�ق�د ال�ت� أ�م�ني ع�ق�د ر�ضائي‬
                                   ‫الت أ�مين وت�سديد جزء من الق�سط ليبد�أ‬                      ‫ولكن قد يكون عقد الت�أمين �شكلياً �إذا علق‬
                                   ‫�سريان الت أ�مين وبهذا يكون عقد الت�أمين‬                    ‫الطرفان تمام العقد على �إم�ضاء وثيقة‬
                                                                                               ‫ال�ت� أ�م�ني‪ ،‬ولا ي�ت�م ال�ع�ق�د �إل ّا ب�ا إلم���ض�اء‪،‬‬
                                                       ‫�شكلياً وعينياً‪.‬‬                        ‫وكذلك قد يكون عقد الت�أمين عقداً عينياً‬
                                                                                               ‫إ�ذا علق ال�ط�رف�ان تم�ام العقد على دفع‬
                                   ‫ولم�ا كانت الكتابة �شرط لإث�ب�ات العقد‬                      ‫الق�سط ا ألول من أ�ق�ساط الت�أمين‪ ،‬وقد‬
                                   ‫إ�ل ّا أ�ن العادة جرت أ�ن تكون الكتابة �شرط‬                 ‫يعلق نفاذ العقد على دفع الق�سط الأول‬
                                   ‫لان�ع�ق�اده‪ ،‬لكونه يتعدى طرفيه للغير‪،‬‬                       ‫م�ن �أق�ساط الت أ�مين على �إم�ضاء وثيقة‬
                                   ‫كما �أن من ال�صعوبة بمكان أ�ن يكون هناك‬                     ‫الت أ�مين ودفع الق�سط ا ألول‪ ،‬فلا يتحمل‬
                                   ‫عقد ت أ�مين �شفوي‪ ،‬و�إن ك�ان لا يوجد ما‬                     ‫الم��ؤم�ن الخ�ط�ر الم� ؤ�م�ن منه �إل ّا م�ن وقت‬
                                   ‫يمنع ذل�ك م�ا دام�ت و�سيلة التعبير عن‬                       ‫ا إلم�ضاء ودف�ع الم�ؤمن له ق�سط الت�أمين‬
                                   ‫ا إلرادة ��س�ل�ي�م�ة لان ال�ط�ب�ي�ع�ة الخ�ا��ص�ة‬            ‫ا ألول‪ ،‬ويترتب على هذا �أن ت�صبح وثيقة‬
                                   ‫التي يتميز بها عقد الت�أمين �أن يت�ضمن‬                      ‫ال�ت� أ�م�ني ��ض�روري�ة لان�ع�ق�اد العقد ولي�س‬
                                   ‫ال�ع�دي�د م�ن ال�ب�ن�ود وال���ش�روط ال�واج�ب‬                ‫إلثباته وكذلك الحال فيما يتعلق بو�صل‬
                                   ‫إ�يرادها بالتف�صيل‪ ،‬ولهذا يتجه الق�ضاء‬                      ‫ق�سط الت أ�مين الم�سدد وعلى هذا الأ�سا�س‬
                                   ‫الفرن�سي �إلى إ��سباغ ال�صيغة ال�شكلية على‬                  ‫يكون عقد الت أ�مين عقداَ �شكلياً وعينياً في‬
                                   ‫ع�ق�ود ال�ت� أ�م�ني وال��ذي ي�ت�ع�ني بموجبها‬
                                   ‫توقيعه من أ�حد طرفيه �أو كلاهما ح�سب‬                                               ‫�آن واحد‪.‬‬

                                                          ‫الاتفاق(((‪.‬‬                          ‫وم�ع ه�ذا ف���إن لعقد ال�ت� أ�م�ني مظهراً‬
                                                                                               ‫خ�ارج�ي�اً إلتم�ام�ه ي� أ�خ�ذ ��ص�ي�غ�ة �شكلية‬
                                              ‫المطلب الرابع‬                                    ‫معينة متمثلة اب�ت�دا ًء من طلب الت�أمين‬
                                          ‫محل العقد في الت�أمين‬                                ‫ث�م بم�ذك�رة ال�ت�غ�ط�ي�ة الم��ؤق�ت�ة وان�ت�ه�اء‬
                                          ‫على الم�صنفات الفكرية‬                                ‫بوثيقة ال�ت� أ�م�ني وملحقها‪ ،‬بيد أ� ّن هذه‬

                                   ‫ي�ه�م�ن�ا ه�ن�ا في مح�ل ال�ع�ق�د ال�ت�ع�ري�ف‬                ‫‪ -1‬د‪.‬ع�ب�دالح�م�ي�د نج�ا��ش�ي ال�زهي�ري‪ ،‬م�رج�ع �سبق‬
                                                                                                                    ‫ذكره‪� ،‬ص ‪.107-106‬‬
                                   ‫‪-2‬د‪ .‬نبيلة إ���س�م�اع�ي�ل ر��سل�ان‪ ،‬م�رج�ع ��س�ب�ق ذك�ره‪،‬‬
                                                                   ‫�ص‪.33‬‬

‫‪67‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬ف�ؤاد ال�شعيبي‬
   63   64   65   66   67   68   69   70   71   72   73