Page 40 - مجلة الدراسات القضائية
P. 40
معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية ب�ق�در م�ن ال���س�ل�ط�ة ،ي�ه�دف �إلى تمكينه �أن فوت على الدولة ا�ستثمار هذا المال لمدة
من تحقيق الم�صلحة العامة ،ويجب على قد تكون طويلة.
الم�وظ�ف أ�لا ي�ستعمل ه��ذه ال���س�ل�ط�ة إ�لا
لتحقيق م�صلحة عامة ،ف إ�ذا ابتغى تحقيق المبحث الثانى
م�صلحة خا�صة ،له �أو لذويه ،ف إ�نه يكون القيود القانونية المفرو�ضة
م�ن�ح�رف�اً ع�ن ج��ادة ال���ص�واب ،م�ستغل ًا على الموظف لمنع ا�ستغلاله لنفوذه
ل�ن�ف�وذه ال�وظ�ي�ف�ى ،وم���س�ت�ح�ق�اً ب�ال�ت�الى
ولكن من الم ؤ��سف أ�ن الموظف العام فى
للعقاب الجنائى والت أ�ديبى. الدول النامية لم ي�ستوعب فكرة أ�نه خادم
لل�شعب ،و أ�نه يعمل لتحقيق ال�صالح العام،
ولذلك و�ضع قانون العاملين المدنيين وب��أن الوظيفة ال�ت�ى ي�شغلها ه�ى تكليف
بالدولة رقم 47ل�سنة ،1978فى المادة ،77 مفرو�ض عليه ،فهو على العك�س من ذلك
فى الفقرات من � 9إلى 15منها ،مجموعة يعتقد �أن الوظيفة العامة هى مجموعة
م��ن ال�ق�ي�ود ع�ل�ى ع�ات�ق الم��وظ��ف ،بغية م�ن ال���س�ل�ط�ات ي�زه�و وي�خ�ت�ال ب�ه�ا ،وه�و
الحيلولة بينه وب�ني ا�ستغلال نفوذه فى ما دف�ع البع�ض منهم إ�لى ا�ستغلال هذه
ال���س�ل�ط�ات ،لتحقيق م��آرب�ه ال�شخ�صية،
غير ما خ�ص�ص له. على ح�ساب الم�صلحة العامة ،وهو ما يعنى
ومن أ�هم هذه الواجبات ما يلى : تر�سيخه للف�ساد ا إلدارى.
أ�ول ًا :ال�زام الموظف العام قانون ًا بالتجرد ومم�ا ي�ساعد على تفاقم ه�ذه الم�شكلة
ويزيد من آ�ث�اره�ا ال�سيئة ذل�ك الغمو�ض
عن الم�صالح ال�شخ�صية والإط���ال���ة ف��ى ا إلج�������راءات وال�ن�ظ�م
والتعليمات إ�لى الح�د ال�ذى �أ��ص�ب�ح فيه
يلتزم الموظف العام ب�أن يتجرد فى عمله الم�واط�ن يعتقد �أن الم�وظ�ف ي�ستطيع أ�ن
عن الم�صالح ال�شخ�صية ،فيكون عمله من يمنح �أو يمنع و�أن ينفذ ف��و ًرا �أو ي�ؤجل
�أج��ل غ�اي�ة واح��دة ه�ى تحقيق الم�صلحة
العامة ،وهى الغاية التى يجب أ�ن تتغياها ذلك(((.
ك�ل �أع�م�ال الإدارة .وه�ذا م�ا ت�ق�رره الم�ادة
1/76من قانون العاملين المدنين بالدولة ف�الم�وظ�ف ي�ت�م�ت�ع ،ك�م�م�ث�ل ل��ل�� إ�دارة،
رقم 47ل�سنة 1978بقولها أ�ن ( الوظائف
العامة تكليف للقائمين بها ،هدفها خدمة -1راج�ع ف�ى ه�ذا المعنى :د .على ال�سلمى "ال�سلوك
التنظيمى" ،مطبعة جامعة القاهرة� ،١٩٨٠ ،ص .٥
المواطنين ،تحقيقا للم�صلحة العامة طبقا
للقوانين واللوائح والنظم المعمول بها.)..
39
الدكتور /حمدى أ�بوالنور ال�سيد