Page 37 - مجلة الدراسات القضائية
P. 37

‫المطلب الثالث‬                                   ‫ول��ذل��ك ن���رى �أن����ه م��ن الم��ه��م ج��داً‬                   ‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬
       ‫العوامل الاجتماعية‬                                 ‫تحقيق الر�ضا الوظيفى ل�دى الموظفين‬
                                                          ‫ال�ع�م�وم�ي�ني(((‪ ،‬وال��ذى يتحقق ب�ع�وام�ل‬
‫لا��ش�ك أ�ن ل�ل�ع�وام�ل الاج�ت�م�اع�ي�ة دوراً‬             ‫مختلفة من �أهمها تقرير روات�ب مجزية‬
‫كبيراً فى تف�شى ظاهرة ا�ستغلال النفوذ‬                     ‫ل�ه�م‪ ،‬ت�ك�اف�ئ م�ا ي�ق�وم�ون ب�ه م�ن ع�م�ل‪،‬‬
‫الوظيفى‪ ،‬وتتمثل أ�هم هذه العوامل فيما‬                     ‫وتكفى متطلباتهم المعي�شية‪ ،‬وت�ساعدهم‬
                                                          ‫على العي�ش بما يحفظ كرامتهم‪ ،‬وذلك‬
                          ‫يلى ‪:‬‬                           ‫تجنباً لقيامهم ب��أع�م�ال غ�ري م�شروعة‪،‬‬
                                                          ‫كا�ستغلال ن�ف�وذه�م ال�وظ�ي�ف�ى‪ ،‬لتحقيق‬
‫(‪ )1‬انت�شار بع�ض القيم الفا�سدة فى المجتمع‬                ‫م�ك�ا��س�ب م�ادي�ة ت���س�اع�ده�م ع�ل�ى تحمل‬

‫ي�شير مفهوم القيم �إلى ك�ل �صفة ذات‬                                         ‫ا ألعباء المعي�شية‪.‬‬
‫أ�همية‪ ،‬لاعتبارات اجتماعية أ�و �أخلاقية‬
‫أ�و نف�سية أ�و جمالية‪ .‬فالقيم عبارة عن‬                    ‫‪ -1‬ي�ق���ص�د ب�ال�ر��ض�ا ال�وظ�ي�ف�ى مج��م��وع الم���ش�اع�ر‬
‫ت�صور مجرد وعام لل�سلوك‪ ،‬ي�شعر أ�ع�ضاء‬                    ‫الوجدانية التي ي�شعر بها ال�ف�رد نحو العمل ال�ذى‬
‫الج�م�اع�ة الاج�ت�م�اع�ي�ة ن�ح�وه ب�ارت�ب�اط‬              ‫ي�شغله ح�ال�ي�ا‪ ،‬وه��ذه الم���ش�اع�ر ق�د ت�ك�ون إ�ي�ج�اب�ي�ة �أو‬
‫انفعالى �شديد‪ ،‬ويتيح لهم م�ستوى للحكم‬                     ‫�سلبية‪ ،‬وه�ى تعبر ع�ن ا إل��ش�ب�اع ال�ذى يت�صور الفرد‬
                                                          ‫أ�نه يحققه من عمله‪ ،‬فكلما كان ت�صور الفرد أ�ن عمله‬
     ‫على الأفعال والأهداف الخا�صة(((‪.‬‬                     ‫يحقق له إ��شباعاً كبيراً لحاجاته كلما كانت م�شاعره‬

‫وقد انت�شرت فى العقود ا ألخيرة بع�ض‬                                   ‫نحو عمله إ�يجابية‪ ،‬والعك�س �صحيح‪.‬‬
‫ال�ق�ي�م الاج�ت�م�اع�ي�ة ال�ف�ا��س�دة ب�ني أ�ف��راد‬       ‫راجع‪ :‬إ�ينا�س ف�ؤاد نواوى " الر�ضا الوظيفى وعلاقته‬
‫المجتمع‪ ،‬كالفهلوة وال�شطارة واقتنا�ص‬                      ‫ب��الال��ت��زام ال�ت�ن�ظ�ي�م�ى ل��دى الم���ش�رف�ني ال�رتب�وي�ني‬
‫الفر�ص‪ ،‬مما كان له �أكبر الأثر فى تف�شى‬                   ‫والم�شرفات التربويات ب�إدارة التربية والتعليم بمدينة‬
                                                          ‫مكة المكرمة "‪ ،‬ر�سالة ماج�ستير‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة‬
     ‫ظاهرة ا�ستغلال النفوذ الوظيفى‪.‬‬
                                                                      ‫أ�م القرى‪1428 ،‬هـ ‪ 1429 -‬هـ‪� ،‬ص ‪.42‬‬
‫ف�الم�وظ�ف�ون ال�ع�م�وم�ي�ون ه�م م�ن بين‬                  ‫وي�ع�رف�ه ال�ب�ع���ض الآخ��ر ب��أن�ه ( ع�ب�ارة ع�ن م�شاعر‬
‫أ�ف��راد ه�ذا المجتمع‪ ،‬وي�ت��أث�ر بع�ضهم بلا‬              ‫العاملين تجاه أ�عمالهم‪ ،‬وينتج عن إ�دراكهم لما تقدمه‬
‫��ش�ك بم�ث�ل ه��ذه ا ألف��ك��ار‪ ،‬ف�ي�ع�م�ل على‬            ‫ال�وظ�ي�ف�ة ل�ه�م‪ ،‬ولم��ا ي�ن�ب�غ�ى �أن ي�ح���ص�ل�وا ع�ل�ي�ه من‬
‫ا�ستغلال �سلطته الوظيفية‪ ،‬لزيادة ك�سبه‬                    ‫وظائفهم‪ ،‬وعليه كلما قلت الفجوة ب�ني ا إلدراك�ي�ني‬
‫�أو ال�ت�ق�رب إ�لى أ���ش�خ�ا��ص ل�دي�ه م�صالح‬
                                                                              ‫كلما زاد ر�ضاء العاملين )‪.‬‬
‫‪ -2‬أ�ح��م��د مج��دى "�أزمة القيم"‪ ،‬م�ق�ال م�ن���ش�ور‬      ‫نقل ًا عن‪ :‬م�صطفى �شاوي�ش " �إدارة الم�وارد الب�شرية‬
‫ب�صحيفة الأه���رام ال�رق�م�ى ع�ل�ى ��ش�ب�ك�ة الانت�رن�ت‪،‬‬  ‫‪� -‬إدارة الأفراد" ‪ ،‬ط ‪ ،٣‬ع�م�ان‪ ،‬دار ال���ش�روق‪،٢٠٠٤،‬‬

            ‫الم�صدر‪ :‬الديمقراطية ‪ ،‬يناير‪.2003 ،‬‬                                            ‫�ص‪.110‬‬

                                                ‫‪36‬‬

‫ا�ستغلال النفوذ الوظيفى في م�صر و�سبل مواجهته من منظور قانونى‬
   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42