Page 35 - مجلة الدراسات القضائية
P. 35

‫ف�ى ال�ت�ع�ي�ني �سي�سلك ه��ذه ال���س�ب�ل غير‬              ‫(‪ )2‬تعيين الموظف وفق معايير خاطئة‬             ‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬
‫ال�ق�ان�ون�ي�ة‪ ،‬و��ص�ول ًا �إلى مبتغاه‪ ،‬وه�و ما‬
                                                      ‫ي�ع�ت�بر الم��وظ��ف ج���زءاً لا ي�ت�ج�ز�أ من‬
      ‫يعنى ات�ساع نطاق هذه الظاهرة‪.‬‬                   ‫الم ؤ��س�سة ا إلداري��ة‪ ،‬وت�ساهم ك�ف�اءت�ه‪ ،‬بلا‬
                                                      ‫�شك‪ ،‬فى نجاح الم ؤ��س�سة الإدارية‪ ،‬وبالتالى‬
‫وقد عنيت ال�شريعة ا إل�سلامية ب�ضرورة‬                 ‫ف� إ�ن تعيين ه��ؤلاء الموظفين يجب �أن يتم‬
‫اختيار الموظف �صاحب الكفاءة دون غيره‪،‬‬                 ‫وفقاً لمعايير مو�ضوعية �أ�سا�سها الكفاءة‬
‫وت�وع�دت م�ن يخالف ذل�ك ب�أ�شد العذاب‬                 ‫والقدرة على الم�ساهمة فى نجاح الم�ؤ�س�سة‬
‫ي�وم ال�ق�ي�ام�ة‪ .‬ون�ذك�ر ف�ى ه�ذا ال���ش� أ�ن ما‬
‫رواه يزيد بن �أب�ى �سفيان حين ق�ال‪ :‬قال‬                                       ‫الإدارية‪.‬‬
‫لى �أب��و ب�ك�ر ال���ص�دي�ق‪ ،‬حي�ن ب�ع�ث�ن�ى �إلى‬
‫ال�شام‪ :‬يا يزيد إ�ن لك ق�راب�ة‪ ،‬ع�سيت �أن‬             ‫ف��ال��روح الم�ع�ن�وي�ة ل�ل�م�وظ�ف�ني وم�دى‬
‫ت ؤ�ثرهم ب�ا إلم�ارة‪ ،‬وذل�ك �أك�ثر م�ا أ�خ�اف‬         ‫�إن�ت�اج�ه�م يتعلقان �إلى ح�د ك�ب�ري بم�دى‬
‫عليك ب�ع�دم�ا ق�ال ر��س�ول الله �صلى الله‬             ‫تكيفهم وان���س�ج�ام�ه�م م�ع الج�م�اع�ة ذات‬
‫عليه و�سلم (م�ن ولى م�ن أ�م�ر الم�سلمين‬               ‫الطابع المهنى والاجتماعى التى ت�شكل ما‬
‫�شيئاً‪ ،‬ف� أ� َّم�ر عليهم �أح�داً مح�اب�اة‪ ،‬فعليه‬     ‫يطلقعليها�سمالمكتبالوظيفى‪،‬ف إ�ذاكانت‬
‫لعنة الله‪ ،‬لا يقبل الله م�ن�ه ��ص�رف�اً‪ ،‬ولا‬          ‫الإط��ارات العليا للتنظيم ا إلدارى قليلة‬
                                                      ‫الح�سا�سية والاه�ت�م�ام بالن�سبة لموا�ضيع‬
         ‫عدل ًا‪ ،‬حتى يدخله جهنم (((‪.‬‬                  ‫التفاهم وال�رواب�ط ال�سيكلولوجية بين‬
                                                      ‫ال�زم�الء ف��إن الم�ر�ؤو��س�ني‪ ،‬وب�صفة خا�صة‬
      ‫(‪ )3‬تعقيد إ�جراءات العمل الادارى‬                ‫العن�صر الن�سائى منهم‪ ،‬يت أ�ثرون ب�شكل‬

‫لا يعد الروتين مر�ضاً فى حد ذاته‪ ،‬فهو‬                          ‫مبا�شر بالمناخ العام للعمل(((‪.‬‬
‫طريقة يقل بوا�سطتها المجهود الفكرى‬
‫والذهنى والع�صبى عما يجب أ�ن يتم من‬                   ‫ف�إذا تم التعيين بناء على معايير خاطئة‪،‬‬
‫خطوات‪ ،‬لتنفيذ عمل معين فى الحالات‬                     ‫كالمح�سوبية والو�ساطة وال�ر��ش�اوى‪ ،‬ف� إ�ن‬
‫الم���ش�اب�ه�ة‪ .‬ل�ك�ن �إذا ت�ع�ق�دت الإج���راءات‬      ‫ذلك ي�ؤدى بال�ضرورة �إلى انت�شار ظاهرة‬
‫وارت��ب��ط��ت ارت��ب��اط��اً زائ����داً ب��ع��دد م�ن‬  ‫ال�ف���س�اد ال�وظ�ي�ف�ى‪ ،‬ألن ك�ل م�ن ي�رغ�ب‬
‫الم�ستويات الإداري�ة فى الهيكل التنظيمى‬
                                                      ‫‪-1‬راجع د‪ .‬عبدالله طلبه "ظاهرة الت�سيب الوظيفى"‪،‬‬
‫‪-2‬رواه ا إلم��ام أ�ح�م�د ب�ن حنبل ف�ى م�سنده‪ ،‬تحقيق‬  ‫بحث من�شور بمجلة الفكر ال�سيا�سى ال�صادرة عن‬
‫�شعيب ا ألرن ؤ�وط و�آخرين‪ ،‬طبعة م�ؤ�س�سة الر�سالة‪،‬‬    ‫اتحاد الكتاب العرب بدم�شق‪ ،‬العدد ال�ساد�س‪1999 ،‬‬

         ‫ط ‪ 1421 ،1‬هـ ‪ 2001 -‬م‪ ،‬ج ‪� ،1‬ص ‪.202‬‬                                ‫�ص ‪ 194‬وما بعدها‪.‬‬

                                                ‫‪34‬‬

‫ا�ستغلال النفوذ الوظيفى في م�صر و�سبل مواجهته من منظور قانونى‬
   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40