Page 38 - مجلة الدراسات القضائية
P. 38

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫�سبيل لاق�ت�ن�ا��ص حقوقهم ال�ضائعة إ�لا‬                                   ‫معهم‪.‬‬
                                   ‫بالبحث عن �أ�صحاب النفوذ والا�ستعانة‬
                                   ‫بهم لنيل ه�ذه الح�ق�وق‪ ،‬وبالتالى ي�صبح‬           ‫ومما يعمق هذه الم�شكلة أ�ن يبرر ه ؤ�لاء‬
                                   ‫ا�ستغلال النفوذ هو القاعدة للو�صول �إلى‬          ‫الموظفون أ�فعالهم‪ ،‬فيدعون �أن اختلا�سهم‬
                                                                                    ‫ل�ل�م�ال ال��ع��ام ه��و ا���س�ت�رداد لح�ق�وق�ه�م‬
                                            ‫مثل هذه الوظائف المرموقة‪.‬‬               ‫المغت�صبة‪ ،‬ويعتبرون الو�ساطة نوعاً من‬
                                                                                    ‫الم�ساعدة والتعاون‪ ،‬ويف�سرون الر�شوة على‬
                                                 ‫(‪� )3‬ضعف الوازع الدينى ‪:‬‬           ‫�أن�ه�ا ه�دي�ة‪ ،‬وي�رون ف�ى ا�ستغلال النفوذ‬
                                                                                    ‫الوظيفى ن�وع�اً م�ن ال�ذك�اء الاجتماعى‪،‬‬
                                   ‫لا �شك �أن الدين يحارب كل ال�سلوكيات‬             ‫وكل هذا ي�سهم بلا �شك فى انت�شار ظاهرة‬
                                   ‫المنحرفة التى قد ينقاد إ�ليها الإن�سان‪ ،‬إ�ذا‬     ‫الف�ساد الوظيفى‪ ،‬ألنه يقلل من الرقابة‬
                                   ‫غلبته �شهواته ولم ي�ق�اوم �أه��واءه‪ ،‬وهنا‬        ‫ال�ذات�ي�ة ل�دى الم�وظ�ف‪ ،‬وي ؤ��س�س بالتالى‬
                                   ‫ي��أت�ى دور ال��وازع ال�دي�ن�ى ف�ى كبح جماح‬
                                                                                          ‫لثقافة مدمرة للوظيفة العامة‪.‬‬
                                       ‫النف�س التى تميل إ�لى فعل المعا�صى‪.‬‬
                                                                                    ‫(‪ )2‬ع�دم الف�صل بين القرابة وم�صلحة‬
                                   ‫ولا��ش�ك أ�ن �ضعف ال��وازع ال�دي�ن�ى عند‬
                                   ‫ال�ن�ا��س‪ ،‬وم��ن ب�ي�ن�ه�م الم�وظ�في�ن‪ ،‬ي�سهم‬                                   ‫العمل‬
                                   ‫ف�ى اق�ت�راف م�ظ�اه�ر ال�ف���س�اد الإدارى‪،‬‬
                                   ‫في�ستغلون نفوذههم الوظيفى لتحقيق‬                 ‫لا يف�صل بع�ض الموظفين بين علاقاتهم‬
                                   ‫مكا�سب و�أه�داف غير م�شروعة‪ ،‬دون أ�ن‬             ‫العائلية و أ�ع�م�ال�ه�م‪ ،‬في�ستغلون نفوذهم‬
                                   ‫ي�ف�ك�روا في ع�واق�ب �أف�ع�ال�ه�م ف�ى ال�دن�ي�ا‬  ‫الوظيفى ف�ى تعيين �أبنائهم �أو �أقاربهم‬
                                   ‫وف�ى ا آلخ��رة‪ ،‬ب�اع�ت�ب�ار �أن ذل�ك ي�ع�د من‬    ‫فى الوظائف العامة‪� ،‬سواء كانوا جديرين‬
                                   ‫قبيل الأمانة التى �أمر الله ب�أدائها‪ ،‬ودون‬       ‫بها �أم لا‪ ،‬كما هو الحال فى وظائف النيابة‬
                                   ‫�أن يفكر فى وقوفه أ�م�ام ربه م�سئول ًا عن‬        ‫ال�ع�ام�ة وغ�ريه�ا م�ن الهيئات الق�ضائية‬
                                                                                    ‫ووظ�ائ�ف ال�شرطة‪ ،‬على ح�ساب �أ�صحاب‬
                                                  ‫أ�عماله يوم القيامة‪.‬‬              ‫الكفاءات والتميز العلمى‪ ،‬وه�و ما يعمق‬
                                                                                    ‫ل��دى ه�� ؤ�لاء الأب��ن��اء وا ألق���ارب ال���ش�ع�ور‬
                                             ‫المطلب الرابع‬                          ‫ب���ض�رورة ا�ستغلال النفوذ الوظيفى فى‬
                                           ‫العوامل القانونية‬                        ‫أ�ع�م�ال�ه�م‪ ،‬ف�ي�ع�ي�دون ال�� َك�� َّرة‪ ،‬وي�ق�وم�ون‬
                                                                                    ‫بتعيين �أبنائهم و أ�ق�ارب�ه�م بعد ذل�ك‪ ،‬كما‬
                                   ‫م��ن الم�فت�ر��ض �أن ت�و��ض�ع ال�ق�واني�ن‬        ‫يخلق ذلك �شعوراً لدى ا آلخرين ب�أنه لا‬
                                   ‫للم�ساهمة فى �ضبط العمل ا إلدارى‪ ،‬ومنع‬
                                   ‫الموظفين من العبث بمقدراته‪ ،‬والمحافظة‬
                                   ‫على المال العام‪ ،‬وتقديم الخدمات العامة‬

‫‪37‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬حمدى أ�بوالنور ال�سيد‬
   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43