Page 34 - مجلة الدراسات القضائية
P. 34

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫ي���س�اع�د ع�ل�ى ان�ت���ش�ار ظ�اه�رة ا��س�ت�غ�الل‬    ‫المبحث الثالث ‪ :‬نحو إ��صلاح �إدارى �شامل‪.‬‬
                                     ‫النفوذ الوظيفى لدى بع�ض الموظفين‪.‬‬                            ‫المبحث الأول‬

                                   ‫وي�ت�عي�ن �أن ي��ك��ون ال��ق��ائ��د الإدارى‬             ‫الأ�سباب التى ت�ؤدى إ�لى انت�شار‬
                                   ‫ق�دوة للعاملين ف�ى الأم�ان�ة والا�ستقامة‬               ‫ظاهرة ا�ستغلال النفوذ الوظيفى‬
                                   ‫وال�سلوك ال�سوى فى عمله‪ ،‬ولذلك قال‬
                                   ‫ع�م�ر ب�ن الخ�ط�اب ع�ن�دم�ا ُ�أ ِت���ى ل�ه ب�ت�اج‬    ‫ت�� ؤ�دى �إلى ان�ت���ش�ار ظ�اه�رة ا��س�ت�غ�الل‬
                                   ‫ك���س�رى و��س�واري�ه (�إن ال��ذى �أدى ه�ذا‬           ‫النفوذ الوظيفى عوامل ع�دي�دة‪ ،‬فهناك‬
                                   ‫ألمين)‪ .‬وذلك �أن تاج ك�سرى كان مر�صعا‬                ‫عوامل �إداري�ة‪ ،‬و أ�خرى اقت�صادية‪ ،‬وثالثة‬
                                   ‫بالجواهر‪ ،‬فقال له رجل‪ :‬يا أ�مير الم�ؤمنين‬
                                   ‫�أن�ت أ�م�ني الله‪ ،‬ي��ؤدون �إليك ما �أدي�ت �إلى‬                ‫اجتماعية‪ ،‬ورابعة قانونية‪.‬‬

                                           ‫الله تعالى‪ ،‬ف إ�ذا رتع َت رتعوا(((‪.‬‬          ‫ون�ت�ن�اول كل�ا م�ن ه��ذه ال�ع�وام�ل فى‬
                                                                                                           ‫مطلب م�ستقل‪.‬‬
                                   ‫ف� إ�ذا ك�ان القائد الإدارى يف�ضل بع�ض‬
                                   ‫الموظفين على البع�ض ا آلخ�ر‪ ،‬لأ�سباب لا‬                        ‫المطلب ا ألول‬
                                   ‫تتعلق بالكفاءة �أو الخبرة‪ ،‬ف إ�ن ذلك ي�سهم‬                   ‫العوامل ا إلدارية‬
                                   ‫بل�ا ��ش�ك ف�ى ان�ت���ش�ار ظ�اه�رة ا��س�ت�غ�الل‬
                                   ‫ال�ن�ف�وذ‪ ،‬ف�ق�د ي�ل�ج� أ� ال�ب�ع���ض م�ن�ه�م �إلى‬   ‫تلعب مجموعة م�ن ال�ع�وام�ل الإداري��ة‬
                                   ‫و�سائل منحرفة‪ ،‬لتعوي�ض ما فقدوه من‬                   ‫دوراً هاماً فى �ش�أن انت�شار ظاهرة ا�ستغلال‬
                                   ‫حقوق مغت�صبة‪ ،‬فيتقا�ضون الر�شاوى‪� ،‬أو‬                ‫النفوذ فى المجتمع الوظيفى‪ .‬وتتمثل أ�هم‬
                                   ‫يختل�سون بع�ضاً من المال العام‪� ،‬أو يلج أ�ون‬
                                   ‫�إلى ا��س�ت�غل�ال وظ�ائ�ف�ه�م ف��ى تح�ق�ي�ق‬                       ‫هذه العوامل فيما يلى‪:‬‬
                                   ‫مكا�سب خا�صة‪ ،‬أ�و يلج أ�ون �إلى �أ�صحاب‬
                                   ‫النفوذ الوظيفى ا ألك�بر بكل و�سيلة‪ ،‬من‬               ‫(‪� )1‬أ��س�ل�وب تعامل ال�ق�ائ�د الإدارى مع‬
                                   ‫أ�جل ا�سترداد ما يعتقدون �أنه حق م�سلوب‬
                                                                                                   ‫الموظفين فى الم�ؤ�س�سة الإدارية‬
                                                             ‫منهم‪.‬‬
                                                                                        ‫لا ��ش�ك أ�ن ل�ل�ق�ائ�د ا إلدارى و أ���س�ل�وب‬
                                   ‫‪-1‬راجع ابن عبد ربه ا ألندل�سى "العقد الفريد"‪ ،‬ج ‪،1‬‬  ‫معاملته لم�وظ�ف�ي�ه دوراً ه�ام�اً ف�ى نج�اح‬
                                                         ‫�ص ‪ ،8‬موقع الوراق‬              ‫الم�ؤ�س�سة الإداري�ة و أ�دائها لوظيفتها‪ ،‬ف إ�ما‬
                                                                                        ‫أ�ن ي� ؤ�دى إ�لى رفع مكانتها‪� ،‬أو ي�ساهم فى‬
                                   ‫‪http://www.alwarraq.com‬‬                              ‫انت�شار الف�ساد فيها‪ ،‬ف��إذا ات�ب�ع �أ�ساليب‬
                                                                                        ‫��س�ي�ئ�ة ف�ى ال�ت�ع�ام�ل م�ع الم�وظ�ف�ني‪ ،‬ك��أن‬
                                                                                        ‫يفا�ضل بينهم فى المزايا الوظيفية‪ ،‬على‬
                                                                                        ‫غير أ��سا�س الخبرة والكفاءة‪ ،‬ف�إنه بذلك‬

‫‪33‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬حمدى أ�بوالنور ال�سيد‬
   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39