Page 24 - مجلة الدراسات القضائية
P. 24

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫�أو تح�دي�د بع�ض الم���س�ائ�ل الج�وه�ري�ة في‬         ‫ف�شروط التعاقد التي قد تكون محددة‬
                                     ‫التعاقد كتحديد الثمن أ�و مدة العقد‪.‬‬                ‫��س�ل� ًف�ا‪ ,‬ق��د ت��ك��ون غ�ي�ر مل�ائ�م�ة ألح��د‬
                                                                                        ‫ال�ط�رف�ني في ال�ع�ق�د‪ ،‬وه�و م�ا ي�� ؤ�دي إ�لى‬
                                   ‫و�إذا كانت تلك العقود تت�ضمن �شرو ًطا‬                ‫�إثارة ال�شك حول توافر التوازن بين طرفي‬
                                   ‫موحدة‪ ,‬ف إ�ن ذلك لا يعني �أن تلك العقود‬              ‫العلاقة التعاقدية‪ .‬ومن هذا المنطلق‪ ،‬ف�إن‬
                                   ‫ت�شكل ب�ال���ض�رورة ع�ق�ود �إذع��ان‪ ,‬فالكثير‬         ‫الحاجة إ�لى ال�سيطرة على ال�سوق ين�ش�أ‬
                                   ‫من عقود الم�ساومة ي�ستخدم فيها العقود‬                ‫من مفهوم التع�سف في ا�ستعمال ال�سلطة‬
                                   ‫النموذجية‪ ,‬كما في عقود البيع في المحلات‬              ‫الاقت�صادية‪ ,‬فالدافع من التدخل يكمن‬
                                   ‫ال�ك�برى‪ ,‬حيث يتم كتابة العقد في نمط‬                 ‫أ���س�ا��ًس�ا في ��ض�رورة منع �إ��س�اءة ا�ستخدام‬
                                   ‫نموذجي معد م�سب ًقا لمواجهة احتياجات‬                 ‫ال���س�ل�ط�ة ع�ل�ى ح���س�اب ال��ط��رف الأك�ث�ر‬
                                   ‫ال�ع���ص�ر م�ن أ�نم��اط الا��س�ت�ه�لاك الكبير‬
                                   ‫والإن��ت��اج ال�ك�ب�ير‪ ,‬ف�ال�ه�دف م�ن ال�ع�ق�د‬        ‫�ضع ًفا‪ ،‬والذي كثي ًرا ما يكون الم�ستهلك‪.‬‬
                                   ‫ال�ن�م�وذج�ي ه�ن�ا لي�س ب�ال���ض�رورة فر�ض‬
                                   ‫��ش�رط ال�ت�ع�اق�د ع�ل�ى الم���س�ت�ه�ل�ك‪ ،‬و إ�نم��ا‬  ‫وفيما يلي �سوف نبين بع�ض تطبيقات‬
                                   ‫وبالدرجة الأولى توفير الوقت والنفقات‪،‬‬                ‫ل�ل���ش�روط ال�ت�ع�اق�دي�ة الم�ج�ح�ف�ة ��س�واء في‬
                                   ‫حيث يكون من ا ألي�سر ا�ستخدام نموذج‬                  ‫العقود النموذجية �أو في العقود التي لا‬
                                   ‫موحد مطبوع لعدد من العقود التي يكون‬
                                   ‫محلها �سلع أ�و الخدمات يتم بيع الع�شرات‬                            ‫يتم التفاو�ض ب�ش أ�نها‪.‬‬

                                                       ‫منها كل يوم‪.‬‬                     ‫�أ‪ -‬الح�م�اي�ة الق�ضائية للم�ستهلك في‬

                                   ‫كذلك‪ ,‬ف��إن في الغالب أ�لا يكون البائع‬                                ‫العقود النموذجية‪:‬‬
                                   ‫أ�و م�ق�دم الخ�دم�ة ال�ذي ي�ستخدم العقد‬
                                   ‫ال�ن�م�وذج�ي في و��ض�ع اح��ت��ك��ار‪ ,‬ك�م�ا �أن‬       ‫العقود النموذجية هي عقود معدة �سل ًفا‬
                                   ‫ال�سلع ال�ت�ي يتعاقد ب�ش�أنها م�ستخد ًما‬             ‫يتم التعاقد بموجبها وتت�ضمن �شرو ًطا‬
                                   ‫العقود النموذجية قد لا تكون من ال�سلع‬                ‫م�وح�دة لا ت�خ�ت�ل�ف ب�اخ�ت�لاف الم�ت�ع�اق�د‪.‬‬
                                   ‫والخ��دم��ات ال���ض�روري�ة ال�ت�ي لا يمكن‬            ‫وع��ادة م�ا ت�ستخدم في ال�ع�ق�ود ال�ت�ي تتم‬
                                                                                        ‫ب�الإذع�ان م�ن قبل ال�ط�رف ال�ضعيف �أو‬
                                                      ‫الا�ستغناء عنها‪.‬‬                  ‫التي يفتقد فيها �أح�د المتعاقدين القدرة‬
                                                                                        ‫ع�ل�ى ال�ت�ف�او��ض أ�و الم���س�اوم�ة إ�م��ا لنق�ص‬
                                   ‫وع�ل�ى ال�رغ�م م�ن ذل�ك الاخ�ت�لاف بين‬               ‫خبرته أ�و كفاءته‪ .‬ويتم إ�برام تلك العقود‬
                                   ‫ال�ع�ق�ود النموذجية وع�ق�ود الإذع��ان‪ ,‬إ�لا‬          ‫م�ن خ�ل�ال مج��رد م��لء ال�ف�راغ�ات ال�ت�ي‬
                                                                                        ‫ت�ترك ف�ارغ�ة لتحديد ه�وي�ة المتعاقدين‬

‫‪23‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬محمد محمد �سادات‬
   19   20   21   22   23   24   25   26   27   28   29