Page 122 - مجلة الدراسات القضائية
P. 122

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫‪ -2‬ومما ذكروه �أي�ضاً �أن ‪":‬الجريح الذي‬             ‫يعدو �أن يكون وجهات نظر لا ترقى �إلى‬
                                   ‫لم يبق منه إ�لا مثل حركة المذبوح والذي‬              ‫مرتبة الدليل ولكن نذكرها هاهنا‪-1 ،‬مما‬
                                   ‫اتفقت كلمة م�ن ذكرناهم على اعتباره‬                  ‫قاله �أ�صحاب هذا الاتجاه ‪ ":‬إ�ن هذه الروح‬
                                   ‫م�ي�ت�اً أ�و في ح�ك�م الم�ي�ت ف���إن ق�ل�ب�ه يعمل‬   ‫ت�سيطر على ذل�ك الج�سد الح�ي في هذه‬
                                   ‫و�أع���ض�اءه تتحرك وم�ع ذل�ك ف�لا يعامل‬             ‫الدنيا بوا�سطة المخ ؛ فهو ي�شتغل بت�شغيلها‬
                                   ‫معاملة الح�ي‪ ،‬ولا يحكم له بحكم الحي‬                 ‫ل�ه‪ ،‬وينفعل بتوجيهاتها فيحرك �أع�ضاء‬
                                   ‫وما ذلك �إلا لليقين الحا�صل ب أ�نه �إلى الموت‬       ‫الج�سد ا ألخ�رى فير�سل ع�ن طريقها ما‬
                                   ‫�سائر‪ ،‬و�أنه قد تجاوز نقطة اللاعودة‪ ،‬ولم‬            ‫تريد الروح �إر�ساله‪ ،‬وي�ستقبل عن طريقها‬
                                   ‫يبق من حياته ما يعتد به ‪ ...‬إ�ذن يبدو أ�ن‬           ‫م�ا ت�ري�د ال��روح ا�ستقباله‪ ،‬ف�ت�ق�ر أ� ال�روح‬
                                   ‫ا ألمر في حق من لم يبق منه �إلا مثل حياة‬            ‫م�ا يتجمع في ال�دم�اغ؛ وت���ص�در ا ألح�ك�ام‬
                                   ‫المذبوح راجع إ�لى التحقق وعدمه‪ ،‬وو�سيلة‬             ‫والنتائج في �صور ت�صرفات �إن�سانية و�أن�ه‬
                                   ‫التحقق قد تكون ظاهرة لكل �أحد؛ كالذي‬                ‫‪ -‬أ�ي الم��خ‪� -‬إذا �أ��ص�اب�ه ت�ل�ف ج�زئ�ي عجز‬
                                   ‫قطعت عنقه‪ ،‬أ�و �أبينت ح�شوته‪ ،‬وقد تكون‬              ‫ب�صورة جزئية عن الانفعال ألوامر الروح‬
                                   ‫خفية لا يعلمها إ�لا ح� َّذاق ا ألطباء لكنهم‬         ‫وظ�ه�ر ذل�ك ال�ع�ج�ز الج�زئ�ي ع�ل�ى بع�ض‬
                                   ‫منها متيقنون كالذي مات منه الدماغ"‪..‬‬                ‫الأع�ضاء و�أثمر بالتالي عجزاً جزئياً عن‬
                                   ‫ثم قال ‪":‬والذي أ�راه �أنه ينبغي أ�ن يقال‪:‬‬           ‫ممار�سة الت�صرفات ‪ ،‬و�إذا �أ�صابه تلف كامل‬
                                   ‫ه�و ح�ي في حكم الميت �أي يعامل معاملة‬               ‫ب�سبب ما يطر�أ عليه مما �سماه علما ؤ�نا‬
                                   ‫من قد مات في نزع �أجهزة الإنعا�ش عنه‪،‬‬               ‫ا ألخل�اط الغريبة التي تبد أ� با ألمرا�ض‬
                                   ‫وفي أ�خ�ذ أ�ع�ضائه لا في الم�رياث ونحوه(((‪،‬‬         ‫والح���وادث مم�ا ي�ع�رف ت�ف���ص�ي�لات�ه أ�ه�ل‬
                                   ‫ألن ب�ع���ض�ه�ا في ح�ال�ة ح�ي�وي�ة ك�ال�ق�ل�ب‬       ‫الاخ�ت���ص�ا��ص إ�ذا ح��دث ذل��ك ل�ل�م�خ ك�ان‬
                                   ‫والكبد والكليتين والرئتين ‪ ،‬وهناك من‬                ‫عاجزاً ب�صورة كلية عن الا�ستجابة إلرادة‬
                                   ‫يحتاجون لها‪ ،‬وه� ؤ�لاء الموتى الدماغيين‬             ‫الروح‪ ،‬وعجزت �سائر ا ألع�ضاء بعجزه‪ ،‬ف إ�ن‬
                                                                                       ‫كان هذا العجز نهائياً لا رجعة فيه ولا �أمل‬
                                   ‫‪-2‬د‪ /‬محمد �سليمان ا أل�شقر ‪� -‬أب�ح�اث اجتهادية في‬
                                   ‫الفقه الطبي ‪ -‬ال�سابق ��ص‪ ، 89‬راج�ع في ذل�ك د‪/‬‬       ‫في ا�ستدراكه رحلت الروح عن الج�سد(((‪.‬‬
                                   ‫يو�سف القر�ضاوي زراعة ا ألع�ضاء الب�شرية ‪ ،‬بحث‬
                                   ‫مقدم لم��ؤتم�ر مجمع البحوث ا إل�لاسمية الثالث‬       ‫‪-1‬د‪ /‬مح�م�د ن�ع�ي�م ي�ا��س�ني ‪ -‬تح�دي�د ب�داي�ة الح�ي�اة‬
                                   ‫ع�شر ‪ 13‬من ربيع الأول ‪1430‬ه�ـ الموافق ‪ 10‬مار�س‬      ‫الإن�سانية ونهايتها في �ضوء الن�صو�ص ال�شرعية‬
                                   ‫‪2009‬م ‪ ،‬وراجع أ�‪ /‬علي عبدالباقي �شحاتة ‪.‬ال�سابق‬     ‫واج�ت�ه�ادات علماء الم�سلمين ‪ ،‬بحث من�شور �ضمن‬
                                                                                       ‫ك�ت�اب �أب�ح�اث فقهية في ق�ضايا طبية معا�صرة ‪-‬‬
                                                         ‫�ص‪ 602‬وما بعدها ‪.‬‬
                                                                                                         ‫ال�سابق �ص‪ 41‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪121‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬رم�ضان عبدالله ال�صاوي‬
   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126   127