Page 133 - مجلة الدراسات القضائية
P. 133

‫معهد التدريب الق�ضائي‬  ‫تن�ش أ� بين �شركة الت أ�مين ومجموع ا ألفراد‬          ‫ال�ت��أم�ني الخ�ا��ص وال�ت� أ�م�ني الاجتماعي‪.‬‬
                       ‫الم ؤ�من لهم‪ .‬فهذه العلاقة الثانية تعد ‪-‬‬             ‫و�إذا كان هناك اختلاف حول من يتحمل‬
                       ‫من وجهة نظر غالبية الفقه‪� -‬أهم دعامة‬                 ‫الق�سط في النهاية‪ ،‬فان ذلك لا ي�ؤثر على‬
                       ‫يقوم عليها الت أ�مين‪ ،‬وهي تقوم على �أ�س�س‬
                       ‫فنية م�ن مقت�ضاها ت�وزي�ع الخ�سارة بين‬                  ‫الطبيعة الواحدة لكلتا العمليتين(((‪.‬‬

                               ‫جميع ا أل�شخا�ص الم�ؤمن لهم‪.‬‬                 ‫على الرغم من بيانه للعنا�صر ا أل�سا�سية‬
                                                                            ‫لعقد الت أ�مين‪ ،‬فان التعريف الوارد في المادة‬
                       ‫وينتهي معظم الفقه الم�صري‪� ،‬إلى تبني‬                 ‫‪ 747‬من القانون المدني قد تعر�ض للنقد‬
                       ‫تعريف الفقيه الفرن�سي هيمار‪، Hemard‬‬                  ‫من جانب الفقه الم�صري(((‪ .‬فالفقه يرى‬
                       ‫وال�ذي وفقا له يعرف عقد الت�أمين ب�أنه‬               ‫أ�ن التعريف المتقدم ي�صلح لبيان العلاقة‬
                       ‫"عملية بموجبها يح�صل �أحد المتعاقدين‪،‬‬                ‫التي تن�ش أ�‪ ،‬بناء على هذا العقد‪ ،‬بين �شركة‬
                       ‫وه�و الم��ؤم�ن ل�ه‪ ،‬في نظير مقابل يدفعه‪،‬‬             ‫الت أ�مين وم ؤ�من له معين بذاته‪ ،‬لكنه لا‬
                       ‫الق�سط‪ ،‬علي تعهد ب��أداء معين يدفع له‬                ‫ي�صلح لبيان العلاقة الأخرى التي تعتمد‬
                       ‫�أو ل�ل�غ�ري ع�ن�د تح�ق�ق خ�ط�ر م�ع�ني‪ ،‬من‬           ‫عليها عملية الت أ�مين‪ ،‬تلك العلاقة التي‬
                       ‫المتعاقد الأخ�ر‪ ،‬وه�و الم��ؤم�ن‪ ،‬ال�ذي ي�أخذ‬
                       ‫على عاتقه مجموعة من ا ألخطار‪ ،‬يجري‬                   ‫‪-1‬د‪ .‬ب�ره�ام محمد عطا الله‪ ،‬ال�ت��أم�ني م�ن الوجهة‬
                       ‫مقا�صة بينها وفقا لقوانين ا إلح�صاء"(((‪.‬‬                             ‫القانونية وال�شرعية‪� ،‬ص ‪.9‬‬
                       ‫وم�ن ال�وا��ض�ح أ�ن ت�ع�ري�ف ع�ق�د ال�ت� أ�م�ني‬
                       ‫ع�ل�ى ه��ذا ال�ن�ح�و ال���ذي ي�ت�ب�ن�اه معظم‬         ‫‪-2‬ان�ظ�ر في ه�ذا ال�ن�ق�د ‪ ،‬ع�ل�ي �سبيل الم�ث�ال‪ :‬د‪ .‬عبد‬
                       ‫الفقه الم�صري يخلط بين �أم�ري�ن يتميز‬                ‫ال���رزاق ال���س�ن�ه�وري‪ ،‬ال�و��س�ي�ط في ��ش�رح ال�ق�ان�ون‬
                       ‫ك�ل منهما ع�ن ا ألخ��ر‪ .‬ف�ه�و ي�خ�ل�ط بين‬            ‫المدني‪ ،‬الجزء ال�سابع‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬رقم‪� ،542‬ص‬
                       ‫عقد الت�أمين‪ ،‬وهو علاقة قانونية ثنائية‬               ‫‪1024‬؛ د‪ .‬ج�الل محمد إ�براهيم‪ ،‬الت�أمين‪ ،‬درا�سة‬
                       ‫الأط�راف‪ ،‬ت�ضم الم�ؤمن وم ؤ�من له معين‬               ‫م�ق�ارن�ة‪ ،‬رق��م ‪�� ،11‬ص ‪( 34‬ح�ي�ث ي�ن�ت�ق�د الم��ؤل�ف‬
                       ‫‪ ،‬وبين عملية الت أ�مين ذاتها‪ ،‬والتي ت�ضم‬             ‫التعريف القانوني لعقد الت أ�مين ال�وارد في الم�ادة‬
                       ‫م ؤ�من واحد وعدد كبير من الم�ؤمن لهم لا‬              ‫‪ 773‬م�ن ال�ق�ان�ون الم��دني ال�ك�وي�ت�ي‪ ،‬وه�و تعريف‬
                                                                            ‫قريب من الذي ن�صت عليه المادة ‪ 747‬من القانون‬
                       ‫‪3- J. HEMARD, Théorie et pratique des assurances‬‬    ‫المدني الم�صري) ؛ د‪ .‬مح�سن البيه‪ ،‬الت أ�مين البري‪،‬‬
                         ‫‪terrestres, I. La notion, l’évolution, la science‬‬  ‫مكتبة الجلاء الجديدة‪ ،‬المن�صورة‪� ،‬ص‪ 8‬؛ د‪ .‬برهام‬
                         ‫‪de l’assurance terrestre, Sirey, 1924, n°42, p.73‬‬  ‫محمد عطا الله‪ ،‬الت�أمين م�ن الوجهة القانونية‬
                         ‫‪et s.‬‬                                              ‫وال�شرعية‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪8‬؛ د‪� .‬أحمد �شرف‬
                                                                            ‫الدين‪� ،‬أحكام الت�أمين‪ ،‬درا�سة في القانون والق�ضاء‬
                                                                            ‫الم�ق�ارن�ني‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ن�ادي الق�ضاة‪،1991 ،‬‬
                                                                            ‫رق�م ‪�� ،7‬ص ‪14‬؛ د‪ .‬رم���ض�ان �أب�و ال���س�ع�ود‪� ،‬أ��ص�ول‬
                                                                            ‫الت�أمين‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪،‬‬

                                                                                     ‫الإ�سكندرية‪� ،2000 ،‬ص ‪ 40‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪141‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬عابد فايد عبد الفتاح فايد‬
   128   129   130   131   132   133   134   135   136   137   138