Page 61 - مجلة الدراسات القضائية
P. 61

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫ال�ذي انعك�ست آ�ث�اره ال�سلبية بين علاقة‬                                              ‫مقدمة‪:‬‬
                                   ‫ا ألط�ب�اء بالمر�ضى‪ .‬ف� إ�ن مهنة الطب من‬
                                   ‫�أنبل المهن الإن�سانية ويحتاج الطبيب ب أ�ن‬                    ‫الح��م��د لله رب ال��ع��الم�ي�ن وال�����ص�ل�اة‬
                                   ‫يتابع أ�ح�دث التطورات المهنية في مجال‬                         ‫وال���س�الم على ر��س�ول الله الم�ب�ع�وث رحمة‬
                                   ‫تخ�ص�صه‪ ،‬و أ�ن يقوم ب� أ�داء واجبات العمل‬
                                   ‫المنوطة به بدقة و أ�مانه‪ ،‬و�أن يبذل العناية‬                                       ‫للعالمين وبعد‪:‬‬

                                             ‫اللازمة بكل يقظة وتب�صر‪.‬‬                            ‫إ�ن ام�ت�داد �آث�ار التطور العلمي الطبي‬
                                                                                                 ‫�إلى بع�ض المجتمعات قد يف�ضي �إلى وجود‬
                                   ‫ف�ح�دي�ث الم���س��ؤول�ي�ة الم�دن�ي�ة ل�ل�أط�ب�اء‬              ‫اف�ت�را ٍق م�ا ب�ني طبيعة الممار�سة الطبية‬
                                   ‫ك�ان طبيعياً ب� أ�ن يدفعنا �إلى ال�ب�ح�ث في‬                   ‫المتقدمة والمت�شعبة اليوم وب�ني القوانين‬
                                   ‫مدى ملائمة القواعد القانونية الطبية‬                           ‫وال���ض�واب�ط ال�ت�ي تحكم ال�ع�الق�ة المهنية‬
                                                                                                 ‫ب�ني الطبيب والم�ري���ض‪ .‬إ�ن مهنة الطب‬
                                             ‫والم�س�ؤولية المدنية ل ألطباء‪.‬‬                      ‫تتعلق بمق�صو ٍد عظي ٍم من مقا�صد ال�شرع‬
                                                                                                 ‫وه�و حفظ النف�س‪ ،‬و ُيعتبر ه�ذا الق�صد‬
                                             ‫المبحث ا ألول‬                                       ‫م�شت َركاً إ�ن�سانياً عاماً لا يختلف �أحد على‬
                                     ‫انعقاد الم�س ؤ�ولية المدنية ل ألطباء‬                        ‫أ�هميته و�أهمية هذه المهنة ونبل القائمين‬
                                                                                                 ‫ع�ل�ي�ه�ا‪ ،‬م�ه�م�ا ك���ان ج�ن���س�ه�م ودي�ن�ه�م‬
                                   ‫تثير الم�س�ؤولية ل ألطباء م�س أ�لة أ��سا�سية‬
                                   ‫لا م�ق�اب�ل ل�ه�ا في الم���س��ؤول�ي�ة الج�ن�ائ�ي�ة‪،‬‬                    ‫وفل�سفتهم للحياة الإن�سانية‪.‬‬
                                   ‫ه�ي م���س��أل�ة ال�ت�ع�رف ع�ل�ى م���ص�در ه�ذه‬
                                   ‫الم�س�ؤولية ذل�ك �أن القانون الم�دني يعرف‬                     ‫ففي الآون��ة ا ألخ�ي�رة لفت انتباهنا في‬
                                   ‫م�صدرين للم�س�ؤولية‪ ،‬م�صدر عام يعتمد‬                          ‫تلك الزيادة المطردة في المو�ضوعات المتعلقة‬
                                   ‫على ف�ك�رة الخ��روج على الم�ع�اي�ير العامة‬                    ‫في الطب والم�ساءلة الطبية والتي �أ�صبحت‬
                                   ‫الم�ق�ررة لل�سلوك الإن���س�اني‪ ،‬والتي تعتمد‬                   ‫ت�شكل ظ�اه�رة ت�ث�ير مهنة ال�ط�ب‪ .‬حيث‬
                                   ‫عليها الم�س ؤ�ولية الجنائية بدورها وتعرف‬                      ‫�أن�ه�ا م�ن الم�و��ض�وع�ات الج�دي�رة بالبحث‬
                                   ‫الم�م���س��ؤول�ي�ة ال�ن�ا��ش�ئ�ة ع�ن�ه�ا ب�الم���س� ؤ�ول�ي�ة‬  ‫وال�ت�ي تكاد �أن تكون م�ادة �شهرية �إن لم‬
                                   ‫ال�ت�ق���ص�يري�ة‪ ،‬وم���ص�در خ�ا��ص ي�ق�وم في‬                  ‫تكن يومية على أ�ورق�ة المحاكم وو�سائل‬
                                   ‫حالة وج�ود عقد بين الم�س�ؤول والم�ضرور‬                        ‫ا إلعلام وال�صحافة‪ .‬الأمر الذي ا�ستدعى‬
                                   ‫ويعتمد فكرة الإخلال بتنفيذ الإلتزامات‬                         ‫ع�ق�د الم�� ؤ�تم��رات وال��ن��دوات في مح�اول�ة‬
                                                                                                 ‫ال�ب�ح�ث ع�ن ط��رق ال��ع�ل�اج‪ .‬وه��و الأم��ر‬

‫‪61‬‬

         ‫الم�ست�شارة ‪ /‬زهرة محمد مبارك المن�صوري‬
   56   57   58   59   60   61   62   63   64   65   66