Page 25 - مجلة الدراسات القضائية
P. 25
معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية نكون عليه. عن نظرياتها الاقت�صادية المختلفة .وهو
مم�ا لا ��ش�ك ف�ي�ه :أ�ن الم���س�ئ�ول�ي�ة التي ما نريد أ�ن ن�صل إ�ليه في بحثنا هذا لنقدر
نتناولها بالدرا�سة هي :م�سئولية إ�لحاق مدى م�س ؤ�ولية الدولة جراء �أخذها الدور
الأ�ضرار با آلخرين (�أي الغير) ،ولا ريب المحوري في إ�دارة اقت�صاديات بلدانها .ف إ�ذا
أ�ن الم���س�ئ�ول�ي�ة ع�ن ال���ض�رر ال��ذي يلحق كان دور الدولة محورياً كما تو�صلنا إ�ليه،
ب�ال�غ�ري ت�ن�ع�ق�د في ح��ق مح��دث ال���ض�رر فما هي م�س�ؤولية الدولة الم�شار إ�ليها بهذا
وكذلك في حق من يمكن �أن يتولى �ش أ�ناً الخ�صو�ص؟� .سنحاول الإج�اب�ة على هذا
من ��ش� ؤ�ون ه��ؤلاء (ال�غ�ري) ،ف�ا ألب يتولى
م���س�ئ�ول�ي�ة أ�ب�ن�ائ�ه وه��و م���س�ئ�ول ع�ن�ه�م، ال�س�ؤال في المبحث التالي:
وكذلك ا ألم ،وال�ولي والو�صي ،والزوجة
ت�ت�ولى م�سئولية ب�ي�ت زوج�ه�ا ،والخ��ادم المبحث الثالث:
م�سئول عن مال �سيده ورب العمل يتولى م�س ؤ�ولية الدولة القانونية
م�سئولية العمال� ،إلى �آخر ما هنالك من
في الأزمة المالية.
الولايات الخا�صة عن( :الغير).
الفرع الأول :مدى م�س ؤ�ولية الدولة في
أ�ما الولايات العامة ف أ�ن �أبرز مثال لها ت�صرفاتها وا أل�سا�س الذي تقوم عليه.
هو( :الإمام) �أو الدولة ،فهل ت�س�أل الدولة
عن أ�عمالها وت�صرفاتها �إزاء الغير؟ وما ن�ت�ن�اول ه��ذا الم�و��ض�وع وال��ذي لم يتم
م�دى ه�ذه الم�سئولية؟ وم�ا ه�و ا أل��س�ا��س تناوله من قبل رغ�م أ�ن الق�ضاء ا إلداري
ال��ذي ت�ق�وم ع�ل�ي�ه في الج�ان�ب�ني ال�ن�ظ�ري الفرن�سي والم�صري تناول مو�ضوعات لي�س
ببعيدة عما نحاول الو�صول اليه ،ورغم
والعملي؟)22( . �إعتقادنا ب�صعوبة الو�صول �إلى �إقناع عام
لدى جمهور �إعتمد على ا ألخذ ب أ�حكام أ�و
ك�ان�ت ال�دول�ة في الما�ضي غ�ري م�سئولة بن�صو�ص م�ادي�ة ،ويرف�ض رف�ضاً قاطعاً
عن �أعمالها ال�ضارة في مواجهة مواطنيها، ب�غ�ري ذل��ك .إ�لا أ�ن�ن�ا م�ع ذل��ك ��س�ن�ح�اول
حيث كان مبد أ� عدم م�سئولية الدولة هو ال�و��ص�ول إ�لى نتيجة مح��ددة و�سن�سعى
ال���س�ائ�د� .إذ ك�ان الح�ك�ام لا ُي���س� أ�ل�ون عما إ�لى ا ألخ�ذ بم�ا يتح ب�ه العقل ع�ن طريق
يفعلون ،و ُي���س� أ�ل الم�واط�ن�ون ع�ن ك�ل فعل التحليل الم�ق�ارن وال�ت�اري�خ�ي لم�ا يجب �أن
ي�أتون .بعد ذلك تطورت وظائف الدولة نكون عليه ،ولي�س كما يتوجب علينا �أن
الدكتور أ�حمد ال ُجبير 25