Page 75 - مجلة الدراسات القضائية
P. 75

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫ِبال َجن ِب َوا ْب ِن ال�َّس ِبي ِل َو َما َملَ َك ْت �أَيمْ َا ُن ُك ْم *‬  ‫ال�ن�وع ال�ث�اني فهي الح�ق�وق الاقت�صادية‬
                                   ‫ِ�إ َّن الهَّ َ اَل ُي ِح ُّب َمن َكا َن مخُ ْ َتالا َف ُخو ًرا{‪(((.‬‬        ‫والاجتماعية والثقافية وهي التي تلحق‬
                                                                                                               ‫بال�شخ�ص باعتباره أ�ح�د �أف��راد المجتمع‬
                                   ‫ال�ب�ن�د ال��ث��اني‪ :‬تق�سيم و أ�ن����واع الح�ق�وق‬                           ‫وتتطلب ت�دخ�ل ال�دول�ة ل�ضمان التمتع‬
                                                                                                               ‫ب�ه�ذه الح�ق�وق‪ ،‬وت���ش�م�ل ه��ذه الح�ق�وق ‪،‬‬
                                              ‫والحريات في المواثيق الدولية‬                                     ‫ح�ق ال�ع�م�ل وح�ق التملك وح�ق ال�رع�اي�ة‬
                                                                                                               ‫الاج�ت�م�اع�ي�ة وح�ق�وق الأ��س�رة والتعليم‪.‬‬
                                   ‫ه�ن�اك م�ن ق���س�م الح�ق�وق إ�لى خم�سة‬                                      ‫ومم���ا لا ��ش�ك ف�ي�ه �أن الإ����س�ل�ام ج�اء‬
                                   ‫�أق�����س��ام‪ :(((،‬الح�ق�وق الم�دن�ي�ة و الح�ق�وق‬                           ‫ب�ح�ق�وق �شاملة تختلف ع�م�ا ��س�واه�ا من‬
                                   ‫ال���س�ي�ا��س�ي�ة و الح��ق��وق الاج�ت�م�اع�ي�ة و‬                            ‫الت�شريعات الو�ضعية ب�ل ه�ذه الاخي�رة‬
                                   ‫الحقوق الاقت�صادية و الحقوق الثقافية‪.‬‬                                       ‫ا�ستقت مبادئها من ال�شريعة ا إل�سلامية‬
                                                                                                               ‫في �أغلبها‪ ،‬و أ�ن �شمولية الحقوق والحريات‬
                                   ‫وما يت�صل بهذه الدرا�سة ‪،‬هي الحقوق‬                                          ‫في ا إل�سلام تعدت �إلى الحقوق ال�سيا�سية‬
                                   ‫الم�دن�ي�ة وال�ت�ي م�ن م�شتملاتها الح�ري�ة‬                                  ‫بالإ�ضافة للحقوق الفردية والاقت�صادية‬
                                   ‫ال�شخ�صية ‪،‬تلك المت�صلة ب�شخ�ص ا إلن�سان‬                                    ‫والاج�ت�م�اع�ي�ة وال�ث�ق�اف�ي�ة ومم��ا زاد في‬
                                   ‫وت�ستمد �أ�صولها م�ن �شخ�صيته ويكون‬                                         ‫�شموليتها �أنها ج�اءت عامة لكل ا ألف�راد‬
                                   ‫ارتباطها به ارتباطاً وثيقاَ‪ ،‬والتي تعد من‬                                   ‫دون تم�ي�ي�ز أ�و ت�ف�رق�ة ب�سبب ال�ل�ون ‪�،‬أو‬
                                   ‫�أه�م الح�ري�ات بالنظر لات�صالها المبا�شر‬                                   ‫الج�ن���س أ�و ال�ل�غ�ة‪�،‬أو ال�دي�ن ‪ ،‬أ�و الو�ضع‬
                                   ‫ب�ك�ي�ان ال�ف�رد و��ش�خ���ص�ي�ت�ه ب�ح�ي�ث داف�ع‬                             ‫الاج�ت�م�اع�ي ‪ ،‬ب�ل أ�ن ه�ن�ال�ك ح�ق�وق�اً لم‬
                                   ‫ع�ن�ه�ا ال�ف�لا��س�ف�ة الأق��دم��ون والم�ح�دث�ون‬                            ‫تن�ص عليها �أية ت�شريعات و�ضعية‪،‬كحقوق‬
                                   ‫لأن�ه�ا أ�ولى الح�ري�ات و�أه�م�ه�ا‪ ،‬وم�ن غير‬                                ‫ال��وال��دي��ن وا ألزواج والأولاد‪،‬والج������ار‬
                                   ‫الجائز تقييدها �أو الم�سا�س بها‪ .‬وقد كانت‬                                   ‫وا ألق���ارب‪،‬واب���ن ال���س�ب�ي�ل ‪ ،‬وق��د تج�د في‬
                                   ‫الحرية ال�شخ�صية مو�ضع اهتمام المواثيق‬                                      ‫الن�ص الواحد العديد من الحقوق ‪،‬مثل‬
                                   ‫ال�دول�ي�ة وال�د��س�اتي�ر ال�وط�ن�ي�ة‪ .‬حيث‬                                  ‫ق�ول الم�ولى ع�ز وج�ل‪َ }:‬وا ْع� ُب� ُدوا الهَّ َ َو َال‬
                                   ‫ن�صت الم�ادة الثالثة م�ن الإع�ل�ان العالمي‬                                  ‫ُت�ْش ِر ُكوا ِب� ِه �َش ْي ًئا * َو ِب�ال� َوال� َد ْي� ِن ِ�إ ْح�َسا ًنا‬
                                   ‫لحقوق الإن���س�ان ال���ص�ادر ع�ام ‪ 1948‬على‬                                  ‫َو ِب ِذي ال ُق ْر َبى َوال َي َتا َمى َوالمَ�َسا ِكي ِن َوال َجا ِر‬
                                   ‫�أنه (لكل �إن�سان الحق في الحياة والحرية‬                                    ‫ِذي ال� ُق� ْر َب�ى َوال َج��ا ِر ال ُج� ُن� ِب َوال��َّ�ص�ا ِح� ِب‬

                                                         ‫‪ -1‬آ�ية ‪�،36‬سورة الن�ساء‪.‬‬
                                   ‫‪-2‬د‪.‬ج��اب��ر �إب��راه��ي��م ال�����راوي‪ ،‬ح��ق��وق ا إلن�����س��ان‬
                                   ‫وحرياته ا أل�سا�سية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار وائل للن�شر‪ ،‬عمان‪-‬‬

                                                        ‫الاردن‪� ،1999،‬ص‪.169‬‬

‫‪73‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬محمد عبدالله أ�حمد ال�شوابكة‬
   70   71   72   73   74   75   76   77   78   79   80