Page 70 - مجلة الدراسات القضائية
P. 70

‫أ�و اَل َد ُك ْم ِم ْن �ِإ ْملاَ ٍق * َن ْح ُن َن ْر ُز ُق ُك ْم َو ِإ� َّي أ�هم‬  ‫عليها عموماً ‪ ،‬محوراً لجميع ما �ًسنه الله‬                                        ‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬
‫َو َال َت ْق َر ُبوا ال َف َوا ِح� َش َما َظ َه َر ِم ْن َها َو َما‬               ‫للنا�س من عقائد ونظم وت�شريع‪ ،‬وجعل‬
‫َب َط َن * َو َال َت ْق ُت ُلوا ال َّن ْف� َس ال ِتي َح َّر َم الهَّ ُ الا‬        ‫ل�ل�ت���ش�ري�ع م�ق�ا��ص�د ت�خ�دم ال���ض�روري�ات‬
‫ِبال َح ِّق َذ ِل ُك ْم َو َّ�صا ُك ْم ِب ِه َل َع َّل ُك ْم َت ْع ِق ُلو َن{(((‬  ‫ا أل�سا�سية في كيان الإن�سان ووج�وده‪ ،‬من‬
‫لأن الحق في الحياة وفقاً لمقا�صد ال�شريعة‬                                         ‫حفظ العقل‪ ،‬وال�دي�ن و الم�ال‪ ،‬والعر�ض‪،‬‬
‫‪ ،‬أ�ول الحقوق ا أل�سا�سية و�أهمها بين حقوق‬                                        ‫وال�ن���س�ل إ�ذ لم يقيد ح�ري�ة ال�ف�رد �إلا في‬
‫الإن�����س��ان‪ ،‬وه��و الح��ق الأول ل�ل إ�ن���س�ان‪،‬‬                                ‫الح�دود التي يقت�ضيها ال�صالح العام‪� ،‬أو‬
‫وبعده تبد�أ �سائر الحقوق‪ ،‬وعند وج�وده‬                                             ‫ي�دع�و �إليها احت�رام ا آلخ�ري�ن‪ (((.‬وهكذا‬
‫تتحقق بقية الحقوق وعند انتهائه تعدم‬                                               ‫و��ض�ع�ت ال���ش�ري�ع�ة ا إل��س�لام�ي�ة ل�ل�إن���س�ان‬
                                                                                  ‫ق�واع�د عامة تقوم على �أ�سا�س الاع�ت�دال‬
                      ‫الحقوق‪(((.‬‬                                                  ‫والو�سطية‪ ،‬لقوله عز من قال‪َ } :‬و َك َذ ِل َك‬
                                                                                  ‫َج َع ْل َنا ُك ْم ُ�أ َّم� ًة َو�َسطاً ِل َت ُكو ُنوا �ُش َه َدا َء َعلَى‬
‫وي��رى ال�ب�اح�ث في الح�ري�ة‪ ،‬وب���ص�رف‬                                           ‫ال َّنا� ِس َو َي ُكو َن ال َّر�ُسو ُل َعلَ ْي ُك ْم �َش ِهيداً َو َما‬
‫النظر عن التعريفات الواردة‪ ،‬ب أ�نها ماهي‬                                          ‫َج َع ْل َنا ال ِق ْبلَ َة ال ِتي ُك ْن َت َعلَ ْي َها إ�لا ِل َن ْعلَ َم‬
‫إ�لا كيان الفرد و أ��صل وجوده يمار�سها وفق‬                                        ‫َم ْن َي َّت ِب ُع ال َّر�ُسو َل مِ َّ ْن َي ْن َق ِل ُب َعلَى َع ِق َب ْي ِه‬
‫��ض�واب�ط مجتمعية وق�ان�ون�ي�ة م�ع ا ألخ�ذ‬                                        ‫َو إِ� ْن َك�ا َن� ْت َل� َك� ِب�ر َي ًة �إلا َع�لَ�ى ال� ِذي� َن َه� َدى‬
‫بعين الاع�ت�ب�ار ت�ن�وع الح�ري�ات واخ�ت�لاف‬                                       ‫الهَّ ُ َو َم�ا َك�ا َن الهَّ ُ ِل ُي ِ�ضي َع إِ�ي َما َن ُك ْم �ِإ َّن الهَّ َ‬
‫الآراء فيها‪ .‬وهذا ما �سنتناوله في المطلب‬                                          ‫ِبال َّنا� ِس َل َر ؤُ�و ٌف َر ِحيم{‪ (((.‬كما �أن ا إل�سلام‬
                                                                                  ‫�أع�ط�ى ال�ن�ف���س ال�ب���ش�ري�ة ع�ن�اي�ة ه�ام�ة ‪،‬‬
                         ‫الثاني‪.‬‬                                                  ‫وذل��ك ب�ت�ح�ريم الاع�ت�داء ع�ل�ي�ه�ا‪ ،‬و��ص�ان‬
          ‫المطلب الثاني‬                                                           ‫حق الحياة ‪،‬لقوله عز وج�ل‪ُ }:‬ق� ْل َت َعال ْوا‬
      ‫أ�ق�سام و أ�نواع الحريات‬                                                    ‫�َأ ْت ُل َما َح َّر َم َر ُّب ُك ْم َعلَ ْي ُك ْم * الا ُت�ْش ِر ُكوا ِب ِه‬
                                                                                  ‫�َش ْي ًئا * َو ِبال َوال َد ْي ِن إِ� ْح�َسا ًنا * َو َال َت ْق ُت ُلوا‬
         ‫الفرع الأول‪� :‬أق�سام الحريات‬
                                                                                  ‫‪-1‬د‪ .‬أ�حمد محمد الكب�سي‪ ،‬نظام الحكم في الجمهورية‬
‫لم�ا ك�ان�ت الح�ري�ة ال�دع�ام�ة الأ��س�ا��س�ي�ة‬                                   ‫ال�ي�م�ن�ي�ة‪ ،‬ال�وك�ال�ة ال�ي�م�ن�ي�ة ل�ل�دع�اي�ة وا إلع�ل�ان‬
‫إلر��س�اء قواعد العدالة وحقوق ا إلن�سان‪،‬‬
                                                                                                 ‫والن�شر‪� ،‬صنعاء‪� ،2002 ،‬ص‪.61‬‬
                   ‫‪ -3‬الآية ‪� 151‬سورة الانعام‪.‬‬                                                       ‫‪ -2‬الآية ‪� 143‬سورة البقرة‪.‬‬
‫‪-4‬د‪.‬محمد الزحيلي‪ ،‬مقا�صد ال�شريعة أ��سا�س لحقوق‬
‫الإن�سان‪ ،‬بالا�ست�شهاد‪،‬كتاب الأم�ة‪ ،‬حقوق ا إلن�سان‬
‫مح�ور مقا�صد ال�شريعة ا إل��س�لام�ي�ة‪ ،‬ال�ع�دد ‪،87‬‬

          ‫الطبعة ا ألولى‪ ،‬قطر‪� ،2002،‬ص‪.101‬‬

                                                                                                                      ‫‪68‬‬

                                                                                  ‫الحرية ال�شخ�صية و�ضماناتها في الد�ستور الإماراتي‬
   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75