Page 74 - مجلة الدراسات القضائية
P. 74
َب� ِن�ي �آ َد َم َو َح� َم� ْل� َن� أ�ه�م فيِ ال�َب�ررَِّ َوال� َب� ْح� ِر والتي تعنينا في هذه الدرا�سة و�سبق بيانها معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية
َو َر َز ْق َن أ�هم ِم َن ال َّط ِّي َبا ِت َو َف َّ�ض ْل َن�أهم َعلَى وهي الحريات المدنية والتي ت�شمل الفئة
َك ِثي ٍر مِ َّ ْن َخلَ ْق َنا َت ْف ِ�ضيلاً {((( .و�إن حقوق الأولى من الحريات المتعلقة بالأفراد من
الإن���س�ان وحريته في الإ��س�لام تنبثق من الناحية المادية والمعنوية والتي ت�شمل حرية
العقيدة الإ�سلامية باعتبارها منحة إ�لهية ا ألم��ن و��س�لام�ة الج���س�د وح�ري�ة التنقل
و�شاملة لكل �أن��واع الح�ق�وق ،ثابتة غير وحرية الم�سكن وحرية المرا�سلات والحق
قابلة ل إللغاء و التبديل �أو التعطيل،و�أنها في الح�ي�اة؛ ولي�ست الحرية ال�سيا�سية أ�و
بالرغم من �شموليتها وم�ساحتها ،إ�لا أ�نها الفكرية ،وهذا التنوع في الحريات لم يكن
لي�ست مطلقة بل مقيدة بعدم التعار�ض بعيداَ عن ال�شريعة الإ�سلامية والمواثيق
مع مقا�صد ال�شريعة الإ�سلامية ،وبالتالي ال�دول�ي�ة وه�و م�ا �سنبينه تالياَ في الفرع
بعدم الذهاب �إلى إ�لحاق ا أل�ضرار بم�صالح
العباد داخ�ل الجماعة كون ا إلن�سان بحد الثاني من هذا المطلب.
ذات�ه ه�و أ�ح�د أ�ع�ضائها .وق�د تم تق�سيم
الحقوق والحريات في الإ�سلام إ�لى نوعين الفرع الثاني� :أنواع الحريات في الإ�سلام
م�ن الح��ق��وق،ا ألول م�ن�ه�ا ح�ق�وق ف�ردي�ة والمواثيق الدولية
،وه�ي الح�ق�وق ال�ت�ي ت�ول�د م�ع الإن���س�ان،
ول���ص�ي�ق�ة ب�شخ�صه ويم�ل�ك�ه�ا الإن���س�ان ، إ�ن الإ��س�لام ق�د ب�ني موقفه م�ن ان�واع
مثل حق الحياة ،وحق ا إلن�سان في �سلامة الحريات وكذلك المواثيق الدولية وهذا ما
ج�سمه وكرامته وحرمة م�سكنه وحريته
في التنقل وح�ري�ة ال��ر أ�ي والتعبير .و أ�ن �سنبينه من خلال البندين التاليين.
ه��ذه الح��ق��وق ت�ث�ب�ت لل� إ�ن���س�ان بم�ج�رد
ولادته حياً .وهي التي ت�سمى في القوانين البند ا ألول :الحريات في ا إل�سلام وتق�سيمها
الو�ضعية بالحقوق الطبيعية ،لأن القانون
ال�و��ض�ع�ي لم ي�ت�دخ�ل في و��ض�ع�ه�ا� (((.أم�ا ل�ق�د ج��اء الإ���س�ل�ام ب�الم�ع�ن�ى الحقيقي
والعملي لحقوق الإن�سان،حيث �أن حرية
-1الاية � 70سورة الا�سراء. ا إلن���س�ان تنطلق م�ن ه�دف واح��د ،وه�و
-2ع�صمت ع�دلي،ط�ارق اب�راه�ي�م ال�د��س�وق�ي ،حقوق تحرير الإن�سان من ربقة العبودية،ومن
الإن���س�ان ب�ني ال�ت���ش�ري�ع وال�ت�ط�ب�ي�ق،دار الج�ام�ع�ة الخ�ضوع لأحد غير الله عز وجل ،وتحريره
م�ن ق�ي�ود ال�وه�م ،وع�ب�ادة الم�ادة،ف� أ�ر��س�ى
الجديدة ،الا�سكندرية�،2008،ص.86 بتعاليمه م�ب�ادئ ال�ع�دل والم�ساواة،وجعل
احترام الإن�سان وكرامته فوق كل اعتبار،
حيث قال �سبحانه وتعالىَ } :و َل َق ْد َك َّر ْم َنا
72
الحرية ال�شخ�صية و�ضماناتها في الد�ستور الإماراتي