Page 80 - مجلة الدراسات القضائية
P. 80

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫م�ن ذل��ك يم�ت�د ال�ت�زام الم���س�ت�خ�دم لي�س‬         ‫الال��ت��زام بم�ج�رد ان�ت�ه�اء ال�ع�ق�د ي�سمح‬
                                   ‫�إلى م�ا بعد انق�ضاء عقد الامتياز و إ�نم�ا‬            ‫للمرخ�ص له بك�شف �سرية المعرفة الفنية‪،‬‬
                                   ‫�إلى ما بعد انق�ضاء عقد العمل وعلاقة‬                  ‫وه�و م�ا ي�سمح ل�ه با�ستغلالها بنف�سه‪،‬‬
                                   ‫التبعية التي تربط الم�ستخدم بالمر َخ�ص‬                ‫ويتيح للغير الا�ستفادة من ه�ذه المعرفة‬
                                   ‫ل�ه ‪ -‬رب العمل ‪ -‬وذل�ك ا��س�ت�ن�ا ًدا للمادة‬          ‫التي �أ�ضحت معرفة عامة‪ ،‬ومن ثم‪ ,‬يفقد‬
                                   ‫‪ 5/905‬من قانون المعاملات المدنية التي‬                 ‫�صاحب الامتياز ميزته التناف�سية التي‬
                                   ‫ن�صت على �أنه‪" :‬يجب على العامل ‪ ...‬أ�ن‬                ‫كانت تحققها له المعرفة الفنية ال�سرية‬
                                   ‫يحتفظ ب أ��سرار �صاحب العمل ال�صناعية‬                 ‫التي كان يحوزها‪ ،‬وهو ما ي�ؤدي �إلى هدم‬
                                   ‫والتجارية ولو بعد انق�ضاء العقد وفقا لما‬              ‫ن�شاط �صاحب الامتياز الذي فقد ميزته‬
                                                                                         ‫ال�ت�ن�اف���س�ي�ة‪ .‬ك�م�ا أ�ن الم�ر َخ���ص ل�ه �سوف‬
                                            ‫يقت�ضيه الاتفاق �أو العرف"‪.‬‬                  ‫يكتفي بالتعاقد مع �صاحب الامتياز لمرة‬
                                                                                         ‫واحدة ولأقل مدة تعاقد ولن يقم بتجديد‬
                                   ‫و إ�ذا م�ا تم ا إلخ�ل�ال ب�ال�ت�زام بالمحافظة‬         ‫تعاقده ألن�ه �أ�صبح لديه المعرفة الفنية‬
                                   ‫على ال�سرية ب��أن ح�دث ان�ت�ه�اك لها وتم‬              ‫التي يمكن ك�شفها وا�ستغلالها بعد ذلك‪.‬‬
                                   ‫ك�شفها �أو ج�زء منها ��س�واء م�ن المر َخ�ص‬
                                   ‫ل�ه أ�و �أح�د التابعين ال�ذي�ن ي�ستخدمهم‪,‬‬             ‫وعلى ه�ذا‪ ,‬ف��إن ق�صر الال�ت�زام على مدة‬
                                   ‫قامت م�سئولية المر َخ�ص له على أ��سا�س‬                ‫العقد فقط ي ّحول عقد الامتياز من عقد‬
                                   ‫ع�ق�د الام�ت�ي�از الم�ب�رم بينه وبي�ن �صاحب‬           ‫ي�سمح للمرخ�ص ل�ه ب�الان�ت�ف�اع بالمعرفة‬
                                   ‫الامتياز التي تخ�ضع للقواعد العامة في‬                 ‫الفنية وا�ستغلالها لم�دة معينة �إلى عقد‬
                                   ‫الم�سئولية من ا�شتراط ح�دوث خط�أ من‬                   ‫يتنازل فيه �صاحب الامتياز عن معرفته‬
                                   ‫جانب المر َخ�ص له‪ ،‬و�ضرر يحدث ل�صاحب‬                  ‫ال�ف�ن�ي�ة ال�ت�ي ي�ح�وزه�ا ب�ع�د ان�ت�ه�اء م�دة‬
                                   ‫الامتياز‪ ,‬ووج�ود علاقة �سببية بين هذا‬
                                                                                                                  ‫العقد‪.‬‬
                                                  ‫الخط أ� وذاك ال�ضرر‪.‬‬
                                                                                         ‫وم��ن ح�ي�ث ن��ط��اق الال��ت��زام م��ن ح�ي�ث‬
                                                ‫الفرع الثاني‬                             ‫ا أل��ش�خ�ا��ص‪ ،‬ف�ال يقت�صر الال�ت�زام على‬
                                                                                         ‫�صاحب الامتياز فقط‪ ,‬و إ�نما يمتد لي�شمل‬
                                           ‫الالتزام ب أ�داء بالمقابل‬                     ‫الم�ستخدمين لدي المر َخ�ص له‪ ،‬ولا يقت�صر‬
                                                                                         ‫ال�ت�زام�ه�م ع�ل�ى ف�ت�رة ت�ن�ف�ي�ذ ال�ع�ق�د بل‬
                                   ‫ي�ق�ع ع�ل�ى الم�ر َخ���ص ل��ه ال��ت��زا ًم��ا ب�دف�ع‬  ‫ي�ستمر �إلى ما بعد انق�ضاء العقد‪ ،‬و أ�كثر‬
                                   ‫الم�ق�اب�ل إ�لى ��ص�اح�ب الام�ت�ي�از ن�ظ�ري ما‬
                                   ‫يح�صل عليه م�ن م�ع�ارف فنية وعلامة‬
                                   ‫تج�اري�ة ي�ك�ون ل�ه الح��ق في ا��س�ت�غ�الل�ه�ا‪.‬‬

‫‪79‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬محمد محمد �سادات‬
   75   76   77   78   79   80   81   82   83   84   85