Page 55 - مجلة الدراسات القضائية
P. 55

‫معهد التدريب الق�ضائي‬  ‫ب� أ�ن الق�ضاء الفرن�سي ق�د أ�ق�ام نظريته‬                  ‫لا ت�ستند إ�لي عن�صر الخط أ� أ�و إ�ثباته بل‬
                                                                                  ‫ت�ستند �إلي ال�ضرر فهي تهدف إ�لي حماية‬
                       ‫في الم�سئولية عن فعل ا أل�شياء بعيدا عن‬                    ‫الم���ض�رور ل�ت�م�ك�ي�ن�ه م��ن الح���ص�ول علي‬
                                                                                  ‫التعوي�ض دون أ�ن تقف القواعد التقليدية‬
                       ‫فكرة الخط�أ وكان الاعتبار الرئي�سي الذي‬                    ‫للم�سئولية أ�م�ام�ه وتمنعه من الح�صول‬
                                                                                  ‫علي حقه �أ��ض�ف �إلي ذل�ك �أن الم�سئولية‬
                       ‫ي�شغل بال المحاكم عندما يقع �ضرر معين‬                      ‫الم�و��ض�وع�ي�ة ت�رتك�ز في ��ش�خ���ص الم���س�ئ�ول‬
                                                                                  ‫ول�ي���س في ا ألخ��ط��اء ال�ت�ي ت���ص�در م�ن�ه‬
                       ‫بفعل �شئ ه�و البحث ع�ن �شخ�ص معين‬                          ‫ومرجع ذلك أ�ن الم�سئول هو الذي ي�ستفيد‬
                       ‫لتحميله ب�الال�ت�زام بالتعوي�ض منه‪� 3‬أم�ا‬                  ‫م�ن ن�شاطه و�إذا ت�سبب ه�ذا الن�شاط في‬
                                                                                  ‫أ�ح�داث �ضرر للغير‪ ،‬فهو يلتزم بتعوي�ض‬
                       ‫التعمق في بيان ا أل�سا�س القانوني فلم يكن‬                   ‫هذا الغير عن ال�ضرر ولو كان م�شروعا‪.‬‬

                       ‫ي�شغل بال المحاكم ويخل�ص هذا الر�أي إ�لي‬                                   ‫نظرية تحمل التبعة‪:‬‬

                       ‫القول ب�أنه يجد في بع�ض ا ألحكام ت أ�ييدا‬                  ‫ي�ذه�ب ج�ان�ب م�ن ال�ف�ق�ه إ�لي ت�أ�سي�س‬
                       ‫��ص�ري�ح�ا ل�ن�ظ�ري�ة تح�م�ل ال�ت�ب�ع�ة(‪ )4‬وم�ن‬            ‫الم�سئولية المو�ضوعية علي نظرية تحمل‬
                                                                                  ‫ال�ت�ب�ع�ي�ة(‪ )1‬وب��ي��ان ذل��ك أ�ن ال�ط�ب�ي�ع�ي�ة‬
                       ‫جماع ما تقدم نجد �أن الاتجاه �إلي التفكير‬                  ‫الخا�صة ل ألن�شطة ال�صناعية والتجارية‬
                                                                                  ‫الح�دي�ث�ة ي���ص�ع�ب إ���س�ن�اد ت�ب�ع�ة الخ�ط��أ‬
                       ‫في أ�ع�م�ال الم�سئولية المو�ضوعية كت�أ�صيل‬                 ‫فيها علي الم�سئول وفقا للقواعد العامة‬
                                                                                  ‫للم�سئولية لذلك يتم �إل�ق�اء تبعه الغنم‬
                       ‫ل�ل�م���س�ئ�ول�ي�ة الم�دن�ي�ة ال�ن�ا��ش�ئ�ة في مج�ال‬       ‫والربح علي من يمار�س الن�شاط المحدث‬
                                                                                  ‫ل�ل���ض�رر ب�غ���ض ال�ن�ظ�ر ع�ن ��ص�دور خط أ�‬
                       ‫ب�رام�ج المعلوماتية وبخا�صة م�ع مراعاة‬                     ‫منه(‪ .)2‬ويرى جانب من الفقه �إلي القول‬

                       ‫ال�ط�ب�ي�ع�ة ال�ت�ك�ن�ول�وج�ي�ا ب�ال�غ�ة التعقيد‬           ‫‪�-1‬أح�م�د �سعد‪ :‬ا�ستقراء لقواعد الم�سئولية المدنية‬
                                                                                  ‫في منازعات التلوث البيئي‪ ،‬دار النه�ضة العربية‪،‬‬
                       ‫للنظم والبرامج المعلوماتية والتي ي�صعب‬
                                                                                                           ‫‪� ،1994‬ص ‪.307‬‬
                       ‫ع�ل�ي م���س�ئ�ول�ي�ة الم�ع�ل�م ب�ح�ث م�ق�دم إ�لي م��ؤتم�ر‬  ‫‪-2‬نزيه المهدي‪ ،‬م�سئولية متولي الرقابة وتطبيقها‬
                       ‫القانون وتحديات الم�ستقبل‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬حقوق‬
                       ‫الكويت‪ ،‬الفترة من ‪� 29-27‬أكتوبر ‪� ،1999‬ص ‪. 15‬‬
                       ‫‪-3‬مح�م�د ��ش�ك�ري ���س��رور‪ ،‬ال�ت�ام�ني ��ض�د الإخ�ط�ار‬
                       ‫التكنولوجية‪ ،‬مرجع �سابق‪�،‬ص‪ ،107‬ونزيه المهدي‪:‬‬
                       ‫بع�ض التطبيقات الم�ع�ا��ص�رة لم�شكلات الم�س ؤ�ولية‬
                       ‫الم�دن�ي�ة الح�دي�ث�ة‪ ،‬م�رج�ع ��س�اب�ق‪��� ،‬ص‪ ،19‬محمد‬
                       ‫ن�صر رفاعي‪ ،‬ال�ضرر ك�أ�سا�س للم�س ؤ�ولية المدنية في‬

                                 ‫المجتمع المعا�صر‪ ،‬مرجع �سابق‪� ،‬ص‪56‬‬
                       ‫‪-4‬محمد ن�صر رفاعي‪ :‬ال�ضرر ك�أ�سا�س للم�سئولية‬
                       ‫الم�دن�ي�ة‪ ،‬م�رج�ع ��س�اب�ق‪�� ،‬ص ‪ ،457‬وك�ذل�ك �سعد‬
                       ‫ال�سعيد الم���ص�ري‪ ،‬الم�س�ؤولية المدنية النا�شئة عن‬
                       ‫الإخ�ل�ال ب�الال�ت�زام�ات الم�رتت�ب�ة ع�ن ع�ق�د العمل‪،‬‬
                       ‫ر�سالة دكتوراه ‪ ،‬حقوق القاهرة‪�،‬سنة ‪�،2005‬ص‪337‬‬

‫‪63‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬مرت�ضى عبد الله خيري‬
   50   51   52   53   54   55   56   57   58   59   60