Page 53 - مجلة الدراسات القضائية
P. 53

‫معهد التدريب الق�ضائي‬  ‫الم�سبب للتعوي�ض‪ .‬ف إ�ذا كان ال�ضرر المادي‬                          ‫الأف��راد الخ�ا��ص�ة(‪)1‬وم�ن ��ص�ور الاع�ت�داء‬
                       ‫يوجب التعوي�ضوكذا ال�ضرر ا ألدبي الذي‬                               ‫على الخ�صو�صية المعلوماتية‪ ،‬ما قد يلج أ�‬
                       ‫ي��ؤدي إ�لى �ضياع وقت م�ستخدم الحا�سب‬                               ‫�إليه ال�شخ�ص المتعدي من زرع فيرو�س في‬
                       ‫وم�ا ي�ستتبع ذل�ك م�ن ال�ت�وت�ر وال�ضيق‬                             ‫جهاز الحا�سب تكون مهمته التلاعب في‬
                       ‫والذي ي�شعر به الم�ستخدم‪ ،‬نتيجة لتوقف‬                               ‫بيانات �شخ�صية تخ�ص المعتدي عليه‪ ،‬مما‬
                       ‫نظامه المعلوماتي لفترة م�ن ال�زم�ن قد‬                               ‫قد ينتج عنه ت�شويه للمركز الاجتماعي‬
                       ‫ت�ط�ول وتق�صر ح�سب نوعية الفيرو�س‪،‬‬                                  ‫لل�شخ�ص وه�و مم�ا ين�سب إ�ل�ي�ه ب��رئ(‪)2‬‬
                       ‫وي�رى ج�ان�ب م�ن الفقه ب�ان‪" :‬الإ�صابة‬                              ‫وتتوقف قيمة ال�ضرر على مقدار التلاعب‬
                       ‫بالفيرو�سات الغير م�دم�رة تعطي الحق‬                                 ‫في البيانات ال�شخ�صية الذي ي�سلكه الفاعل‬
                       ‫ل�ل�م���ض�رور في الم�ط�ال�ب�ة ب�ال�ت�ع�وي���ض عن‬                    ‫�ضد الم���ض�رور‪ ،‬وق�د ي� ؤ�دي ه�ذا التلاعب‬
                       ‫ال�ضرر ا ألدبي الذي أ��صابه نتيجة �إ�صابة‬                           ‫�إلى ال�ت��أث�ري على ح�ي�اة المجني عليه من‬
                       ‫ح�ا��س�ب�ه ب�ال�ف�ريو��س�ات "‪ .3‬وي�ت�م�ث�ل ه�ذا‬                     ‫هدم لحياته ا أل�سرية‪ ،‬وهنا يقوم القا�ضي‬
                       ‫ال�ضرر فيما أ���ص�اب الم���ض�رور م�ن �ضيق‪،‬‬                          ‫ب�ت�ح�دي�د ق�ي�م�ة ال���ض�رر ع�ل�ى �أ��س�ا��س ما‬
                       ‫وت��وت��ر وح���رج‪ ،‬ن�ت�ي�ج�ة ل�ت�وق�ف ال�ن�ظ�ام‬                     ‫أ��صابه من أ�فعال ينعك�س أ�ثرها على فقده‬
                        ‫المعلوماتي‪ ،‬ب�سبب �أحد هذه الفيرو�سات‪.‬‬                             ‫أل��س�رت�ه‪ ،‬وق�د يلج�أ �شخ�ص �إلى �إط�الق‬
                                                                                           ‫ف�ريو��س حا�سب آ�لي غ�ري م�دم�ر‪ ،‬بيد أ�ن‬
                                 ‫المبحث الثاني‬                                             ‫هذا النوع من الفيرو�سات لا يترتب عليه‬
                              ‫الم�سئولية المو�ضوعية‬                                        ‫�ضررا للمعلومات‪ ،‬كل ما تفعله هو إ�يقاف‬
                                                                                           ‫النظام ف�رتة م�ن ال�وق�ت‪ ،‬تطول وتق�صر‬
                       ‫ي�ق���ص�د ب�الم���س�ئ�ول�ي�ة الم�و��ض�وع�ي�ة تلك‬                    ‫ح�سب نوع الفيرو�س‪ ،‬و�سواء كان ا�ستخدام‬
                       ‫الم�سئولية التي تقوم علي أ��سا�س ال�ضرر‬                             ‫ال�ف�ريو��س م�ن ال�ن�وع الخ�ب�ي�ث أ�و غ�ريه‬
                       ‫وه��ي ت�ق�وم ع�ل�ي ه��ذا ال�ن�ح�و ع�ل�ي ف�ك�رة‬                      ‫فكلاهما ي�سبب ��ض�ر ًرا بجهاز الحا�سب‬
                                                                                           ‫الآلي‪ ،‬م�ع اخ�تل�اف في درج��ات ال���ض�رر‬
                       ‫‪-3‬مح�م�د ��ش�ك�ري ���س��رور‪ ،‬ال�ت�ام�ني ��ض�د الإخ�ط�ار‬
                       ‫ال�ت�ك�ن�ول�وج�ي�ة‪ ،‬دار ال�ن�ه���ض�ة ال��ع��رب��ي��ة‪�� ،‬س�ن�ة‬       ‫‪-1‬ع�زة خليل‪ :‬م�شكلات الم���س� ؤ�ول�ي�ة الم�دن�ي�ة‪ ،‬المرجع‬
                       ‫‪����،1999‬ص‪ ،107‬ون�زي�ه الم�ه�دي‪ :‬بع�ض التطبيقات‬                                             ‫ال�سابق‪� ،‬ص ‪.299‬‬
                       ‫الم�ع�ا��ص�رة لم���ش�ك�الت الم���س��ؤول�ي�ة الم�دن�ي�ة الح�دي�ث�ة‪،‬‬
                       ‫مرجع �سابق‪�� ،‬ص‪ ،19‬محمد ن�صر رفاعي‪ ،‬ال�ضرر‬                          ‫‪-2‬م�صطفى أ�ح�م�د عبد الج�واد ح�ج�ازي‪ :‬الم�سئولية‬
                       ‫ك أ��سا�س للم�س ؤ�ولية المدنية في المجتمع المعا�صر‪،‬‬                 ‫الم�دن�ي�ة ل�ل���ص�ح�ف�ي ع��ن ان�ت�ه�اك ح�رم�ة الح�ي�اة‬

                                             ‫مرجع �سابق‪� ،‬ص‪56‬‬                                  ‫الخا�صة‪ ،‬دار النه�ضة العربية‪� ،2004 ،‬ص ‪.70‬‬

‫‪61‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬مرت�ضى عبد الله خيري‬
   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58