Page 215 - مجلة الدراسات القضائية
P. 215
ليراق��ب مدى ذل��ك الان�سجام ب�ي�ن أ�حكام ن�صو�صه على الخ�صو�صية المعلوماتية. �إدارة البحوث والدرا�سات -وزارهة العدل
الد�ست��ور والقوان�ي�ن المختلف��ة م��ن خلال
ممار�سة الرقابة عل��ى د�ستورية القوانين. وفي ه��ذا ال�سي��اق ق��ام الم�ش��رع الإمارات��ي
وتع��د الرقاب��ة عل��ى د�ستوري��ة القوان�ي�ن بالتوفي��ق ب�ي�ن حري��ة ا إلع�ل�ام والح��ق في
و�سيل��ة فعال��ة لحماي��ة حق��وق الأف��راد الحي��اة الخا�ص��ة والت��ي م��ن ب�ي�ن �أوجهها
وحرياته��م ،وتمث��ل �ضمان��ة حقيقية لهم، الخ�صو�صي��ة المعلوماتي��ة ،حي��ث ن�ص على
مم��ا ي�ستدع��ي التعر���ض لمفه��وم و أ�همي��ة حري��ة الإع�ل�ام �إ�ضاف��ة �إلى أ�ن��ه ن���ص على
الرقاب��ة الد�ستوري��ة والجهة الت��ي خولها �أن��ه" :لا يج��وز ن�ش��ر الأخب��ار �أو ال�صور أ�و
الد�ست��ور بممار�س��ة الرقاب��ة الد�ستوري��ة التعليق��ات الت��ي تت�صل بالأخب��ار الخا�صة
أ�و العائلي��ة ل ألف��راد ول��و كان��ت �صحيح��ة
وهي المحكمة الد�ستورية. إ�ذا كان م��ن �ش���أن ن�شره��ا ا إل�س��اءة �إلى من
تناول��ه الن�ش��ر ،كم��ا يحظ��ر ن�ش��ر �سر من
وي�شه��د مب��د�أ الرقاب��ة عل��ى د�ستوري��ة �ش أ�نه �أن ي�ضر ب�سمعة �شخ�ص أ�و بثروته أ�و
القوان�ي�ن انت�ش��اراً وا�ضح��اً في الد�سات�ي�ر با�سمه التجاري �أو ن�شر أ�مر بق�صد تهديده
الحديث��ة ،حي��ث ُيع�� ُّد ه��ذا المب��د�أ �ضمان��ة أ�و �إرغام��ه على دفع م��ال أ�و تقديم منفعة
أ��سا�سي��ة لحريات وحقوق ا ألفراد و�ضرورة
م��ن �ض��رورات كفال��ة اح�ت�رام الد�ست��ور للغير �أو حرمانه من حرية العمل".
و�سم��وه ،وعامل ًا مهماً م��ن عوامل حماية
مب��د أ� �سي��ادة القان��ون .لذا ف�إن��ه ول�ضمان ه��ذا و ُيع�� ُّد الح��ق بال�سري��ة المعلوماتي��ة
الت��زام الم�ش��رع باحترام الد�ست��ور لابد من للإن�س��ان حقاً م�ستقل ًا م��ن حقوق الحياة
و�سيلة للطعن بعدم د�ستورية القانون ويتم الخا�ص��ة ل إلن�س��ان ،وحي��ث �إن ه��ذا الح��ق
نج��د أ��سا�س��ه في الد�ست��ور ،ل��ذا يحظ��ى
ذلك بالرقابة على د�ستورية القوانين. بحماي��ة د�ستوري��ة لك��ون حماي��ة الحي��اة
الخا�ص��ة م��ن حماي��ة الحري��ة الفردي��ة
وعلي��ه ف���إن الرقاب��ة عل��ى د�ستوري��ة للإن�س��ان ،ول�ضم��ان ذل��ك لابد م��ن وجود
القوانين عم��ل قانوني يه��دف إ�لى التـ أ�كد �سلط��ة ُعلي��ا تراق��ب تحقيق ه��ذا الهدف،
م��ن تطاب��ق الت�شري��ع الع��ادي م��ع أ�ح��كام ألن الن�صو���ص الد�ستوري��ة وحده��ا لا
الد�ست��ور والتحقق فيم��ا �إذا كانت ال�سلطة ت�ش��كل �ضمانة له��ذه الحماية ،بل لابد من
الت�شريعية ق��د التزمت حدود اخت�صا�صها وجود جه��ة مخت�صة تراقب ع��دم تعار�ض
الت�شريع��ات مع �أح��كام الد�ست��ور ،لذا فقد
�أو تجاوزتها. وج��د م��ا ُيطلق علي��ه الق�ض��اء الد�ستوري
وم��ع �إطلاق معايير �ضمان �أمن المعلومات
214
ملخ�صات الكتب القانونية