Page 118 - مجلة الدراسات القضائية
P. 118

‫�إدارة البحوث والدرا�سات ‪ -‬وزارهة العدل‬  ‫ال�ت�ن�ظ�ي�م الم���س�ل�ح لخ�ط�ر ح�ق�ي�ق�ي ح�ال‬      ‫وفي البداية يجب الإ�شارة إ�لى �أن محكمة‬
                                         ‫و�شيك‪ ،‬ومخاوفها من مخاطر م�ستقبلية‬                  ‫العدل الدولية لم ترف�ض فكرة حق الدول‬
                                                                                             ‫في ال��دف��اع ع�ن ن�ف���س�ه�ا ��ض�د الج�م�اع�ات‬
                                                        ‫غير وا�ضحة المعالم‪.‬‬                  ‫الم�سلحة الم�وج�ودة في إ�قليم دول�ة �أخ�رى‪،‬‬
                                                                                             ‫ولكن المحكمة ا�شترطت لوجود هذا الحق‬
                                         ‫ففي ح�ال�ة م�واج�ه�ة ال�دول�ة المت�ضررة‬             ‫أ�ن ت�سند أ�فعال الجماعة الم�سلحة للدولة‬
                                         ‫من ن�شاط هذه التنظيمات لخطر حقيقي‬
                                         ‫ح�ال وو��ش�ي�ك‪ ،‬بمعنى تو�صلها لمعلومات‬                   ‫التي تمار�س ن�شاطها على �إقليمها‪.‬‬
                                         ‫م���ؤك��دة ت�ف�ي�د اع��ت��زام ه��ذا الج�م�اع�ات‬
                                         ‫م�ه�اج�م�ة م�ن���ش� أ�ت�ه�ا أ�و رع�اي�اه�ا بعملية‬   ‫وت�رى ال�دول الم� ؤ�ي�دة لح�ق ال�دف�اع عن‬
                                         ‫�إرهابية حالة وو�شيكة‪ ،‬ف��إن التحقق من‬              ‫النف�س في م�واج�ه�ة التنظيمات الم�سلحة‬
                                         ‫توفر معيار عدم القدرة يمكن من خلال‬                  ‫�إمكانية �إ��س�ن�اد أ�ن�شطتها ل�دول�ة ا إلقليم‬
                                         ‫ا�ستقراء حالة توغل هذا التنظيم في �إقليم‬            ‫في حالة عدم رغبتها �أو عدم قدرتها على‬
                                         ‫الدولة التي يمار�س ن�شاطه على �أر�ضها‬
                                                                                                                   ‫مواجهتها‪.‬‬
                                            ‫وعدم ا�ستطاعت �سلطاتها مواجهته‪.‬‬
                                                                                             ‫وتثير م�س�ألة عدم الرغبة �أو عدم القدرة‬
                                         ‫أ�م�ا حالة ع�دم الرغبة فيمكن للدولة‬                 ‫خلاف وا�سع بين ال�دول والفقهاء ب�سبب‬
                                         ‫المت�ضررة إ�ثباتها م�ن خ�الل مطالباتها‬              ‫�صعوبة و�ضع معايير وا�ضحة لتحقق عدم‬
                                         ‫ال�سابقة ل�ل�دول�ة ال�ت�ي يم�ار��س التنظيم‬
                                         ‫ن�شاطه على �إقليمها‪ ،‬ومماطلتها في اتخاذ‬                          ‫الرغبة �أو عدم القدرة‪.‬‬
                                         ‫أ�ي �إج�راءات �ضده رغم قدرتها الوا�ضحة‬
                                                                                             ‫واعتقد أ�ن و�ضع معايير لعدم الرغبة‬
                                                                ‫على ذلك‪.‬‬                     ‫�أو ع�دم ال�ق�درة يتطلب بداية الف�صل ما‬
                                                                                             ‫بين مواجهة الدولة المت�ضررة من ن�شاط‬
                                         ‫�أم�ا في ح�ال�ة الم�خ�اوف الم�ستقبلية غير‬
                                         ‫مح�ددة الم�ع�الم والم�خ�اوف ال�ت�ي لا توجد‬          ‫دول��ة إ��سلامية‪ ،‬هذا على الرغم من �أن هذه الحركة لم‬
                                         ‫م�ع�ل�وم�ات م� ؤ�ك�دة إلث�ب�ات �صحتها‪ ،‬فلا‬          ‫ت�ش��كل �أي تهدي��د مبا�ش��ر للولايات المتح��دة الأمريكية‬
                                         ‫يم�ك�ن ل��ل��دول��ة الم�ت�����ض��ررة م��ن ن���ش�اط‬  ‫وه��و م��ا �صرح��ت ب��ه إ�دارة الرئي���س أ�وبام��ا‪ ،‬وقال��ت‬
                                         ‫الجماعات الإرهابية الم�سلحة أ�ن تتحجج‬               ‫م�س ؤ�ول�ي�ن في ا إلدارة الأمريكي��ة وقته��ا أ�نه��ا لا تعت��زم‬
                                         ‫بعدم رغبة دول�ة ا إلقليم �أو ع�دم قدرتها‬            ‫توجيه المزي��د من ال�ضربات خوفاً من أ�ن تتحول حركة‬
                                         ‫على مواجهته للتدخل لمهاجمة عنا�صر‬                   ‫ال�شباب ال�صومالية من تهديد إ�قليمي‪ ،‬إ�لى عدو يرغب‬
                                                                                             ‫في الانتقام من الولايات المتحدة بتنفيذ هجمات م�ضادة‬

                                                                                                                  ‫على ا ألرا�ضي ا ألمريكية‪.‬‬

                                                                                             ‫‪Gray Miller “Under Obama, Emerging Global‬‬
                                                                                             ‫‪Apparatus for Drone Killing” Washington Post‬‬
                                                                                             ‫‪272011/9/‬‬

‫‪117‬‬
         ‫د‪ .‬أ�حمد ح�سن فولي‬
   113   114   115   116   117   118   119   120   121   122   123