Page 55 - مجلة الدراسات القضائية
P. 55

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫ع��ن ك�اه�ل الم�ج�ت�م�ع‪ ،‬وع�ل�ى ر�أ����س ه�ذه‬          ‫من ال�ق�رارات الحكومية التي ت�شدد على‬
                                   ‫ال�ه�ي�ئ�ات‪ ،‬ه�ي�ئ�ة تنمية وت�وظ�ي�ف الم��وارد‬         ‫�ضرورة زي�ادة ن�سب التوطين في ال�وزارات‬
                                   ‫الب�شرية الوطنية "تنمية"‪ ،‬وهيئة الموارد‬
                                                                                           ‫والهيئات والم�ؤ�س�سات الر�سمية بالدولة‪.‬‬
                                                   ‫الب�شرية الاتحادية‪.‬‬
                                                                                          ‫وي�رج�ع ه�ذا ال�و��ض�ع ب�شكل م�ب�ا��ش�ر إ�لى‬
                                   ‫وي�رى الباحث ب��أن الانفتاح الاقت�صادي‬                 ‫تدفق �أع�داد �ضخمة من العمالة الوافدة‬
                                   ‫وتطور الدولة هو أ�حد الأ�سباب التي تدعم‬                ‫أ�و الأجنبية‪ ،‬وبن�سب عالية تقترب �أحياناً‬
                                   ‫الإبعاد في حالة عدم توافر و�سيلة للعي�ش‬                ‫م�ن ‪ ،%9‬علماً ب� أ�ن أ�ع�داد المواطنين وفقاً‬
                                   ‫لأن التطور يعني مواكبة اف�راد المجتمع‬                  ‫ل��ل��ولادات ال�ط�ب�ي�ع�ي�ة لا ت�زي�د ع�ل�ى ‪ 3‬في‬
                                   ‫للتكنولوجيا وللتعليم و�أ�صبح مجتمعنا‬                   ‫الأل��ف ��س�ن�وي�اً‪ ،‬وه�و م�ا ي�ع�ن�ي ع�ل�ى وج�ه‬
                                   ‫الآن ط��ارد لل��أف�راد ال�ذي�ن ي�ع�ان�ون من‬            ‫ال�دق�ة‪ ،‬أ�ن تحقيق ال�ت�وازن ب�ني الرقمين‬
                                   ‫ا ألم�ي�ة وال�ع�م�ال�ة ال���ض�ع�ي�ف�ه و أ���ص�ب�ح�ن�ا‬  ‫�سيكون �صعباً ولو بعد حين‪ ،‬ولا�سيما �إذا‬
                                   ‫نعتمد ا آلن على ا ألفراد المتعلمين �أ�صحاب‬             ‫ما ا�ستمرت �سيا�سة ا�ستقطاب العمالة على‬
                                   ‫ال���ش�ه�ادات العلمية ال�راق�ي�ة لم�ا ب�ه�م من‬         ‫حالها من حيث التركيز على العدد ولي�س‬
                                   ‫تمييز في �سماتهم ال�شخ�صية والثقافية‬
                                   ‫وبالتالي هذا ي�ساعد على ارتقاء المجتمع‬                                           ‫النوع‪.‬‬
                                   ‫ث�ق�اف�ي�ا و��س�ل�وك�ي�ا واق�ت���ص�ادي�ا وم��ن هنا‬
                                   ‫ن�رى �أن الإب�ع�اد هو الح�ل ا ألم�ث�ل في مثل‬           ‫ويتعين ا إلق��رار هنا بحقيقة وا�ضحة لا‬
                                   ‫هذه الحالة ب�صرف النظر عن �أي عوامل‬                    ‫يم�ك�ن �إن�ك�اره�ا تتعلق ب�ح�ر��ص الحكومة‬
                                                                                          ‫الإم���ارات���ي���ة ع��ل��ى �إي��ل��اء الإ��ش�ك�ال�ي�ة‬
                                                            ‫�أخرى‪.‬‬                        ‫الخ�ا��ص�ة ب�ال�ت�وط�ني �أه�م�ي�ة ق���ص�وى في‬
                                                                                          ‫��س�ي�اق الاه�ت�م�ام الخ��ا���ص ال��ذي ت�ول�ي�ه‬
                                   ‫�أم�ا المطلب الثالث فقد خ�ص�صه الباحث‬                  ‫بق�ضايا التنمية الب�شرية؛ حيث و�ضعت‬
                                   ‫ل�درا��س�ة إ�ب��ع��اد الأج��ان��ب إ�ذا ا��س�ت�دع�ت‬     ‫ه�ذه الق�ضية ن�صب عينيها وع�ل�ى ر�أ��س‬
                                   ‫الم�صلحة العامة أ�و الأمن العام ذلك ‪ ,‬حيث‬              ‫�أول��وي��ات��ه��ا الا��س�رتات�ي�ج�ي�ة م�ن�ذ ف�رتة‬
                                   ‫�أج�ازت الم�ادت�ان (‪ )23‬و(‪ )86‬من القانون‬               ‫لي�ست بالق�صيرة‪ ،‬وقامت في ه�ذا الإط�ار‬
                                   ‫واللائحة الم�شار �إليهما �أعل�اه ل�سلطات‬               ‫ب إ�ن�شاء مجموعة من الم ؤ��س�سات والهيئات‬
                                   ‫ا ألمن في الدولة �إبعاد أ�ي أ�جنبي عن �أر�ض‬            ‫الاتحادية والمحلية المعنية بو�ضع الآليات‬
                                   ‫ال�دول�ة لأ�سباب تتعلق بالم�صلحة العامة‬                ‫الخا�صة للتخفيف من حدة هذه الم�شكلة‬

‫‪55‬‬

         ‫الدكتور مو�سى م�صطفى �شحادة‬
   50   51   52   53   54   55   56   57   58   59   60