Page 118 - مجلة الدراسات القضائية
P. 118

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫لحقوق ا إلن���س�ان؟ أ�و بتعبير آ�خ�ر‪ ،‬ما هو‬                               ‫مقدمة‪:‬‬
                                   ‫�أثر ت�صديق ا إلم�ارات على الميثاق العربى‬
                                   ‫لحقوق ا إلن�سان على نظام حب�س المدين‬              ‫ُيق�صد بحب�س الم�دي�ن ح�رم�ان�ه م ؤ�قتا‬
                                                                                     ‫م�ن ُح�ري�ت�ه ب�سبب ام�ت�ن�اع�ه ع�ن تنفيذ‬
                                       ‫الوارد فى قانون ا إلجراءات المدنية؟‬
                                                                                       ‫التزاماته‪ ،‬وذلك لإجباره على التنفيذ‪.‬‬
                                   ‫وتقت�ضى الإجابة على الت�سا�ؤل ال�سابق‬
                                   ‫�أن ن�ل�ق�ى ال���ض�وء ع�ل�ى ح�ب���س الم�دي�ن في‬   ‫وق���د ع��رف��ت ال�����ش��رائ��ع ال��ق��ديم��ة‪،‬‬
                                   ‫بع�ض القوانين المُقارنة (المبحث الأول)‪،‬‬           ‫والت�شريعات الحديثة‪ ،‬نظام حب�س المدين‬
                                   ‫ث�م نو�ضح نظام حب�س الم�دي�ن ف�ى قانون‬            ‫كو�سيلة لإجباره على التنفيذ في الم�سائل‬
                                   ‫الإج���راءات الم�دن�ي�ة الإم��ارات��ي (الم�ب�ح�ث‬  ‫المدنية‪ .‬وم�ن ه�ذه الت�شريعات‪ ،‬الت�شريع‬
                                   ‫ال�ث�ان�ى)‪ ،‬وك��ذل��ك‪ ،‬ف�ى الم�ي�ث�اق ال�ع�رب�ى‬   ‫ا إلماراتى الذى �أورد فى قانون ا إلجراءات‬
                                   ‫لح�ق�وق الإن���س�ان (الم�ب�ح�ث ال�ث�ال�ث)‪ ،‬ثم‬     ‫الم�دن�ي�ة رق��م ‪ 11‬ل���س�ن�ة ‪ 1992‬ا ألح��ك��ام‬
                                   ‫نعر�ض لمدى توافق نظام حب�س المدين فى‬
                                   ‫قانون الإج�راءات المدنية مع نظام حب�س‬                           ‫الخا�صة بهذا النظام‪.‬‬
                                   ‫المدين فى الميثاق العربى لحقوق ا إلن�سان‬
                                                                                     ‫ك�ذل�ك‪ ،‬ج��اء ال�ن���ص ع�ل�ى ن�ظ�ام حب�س‬
                                                    ‫( المبحث الرابع )‪.‬‬               ‫الم�دي�ن ف�ى الات�ف�اق�ي�ات ال�دول�ي�ة لحقوق‬
                                                                                     ‫ا إلن�سان؛ والتى من بينها الميثاق العربى‬
                                            ‫المبحث الأول‬                             ‫لحقوق ا إلن�سان (‪ )2004‬وال�ذى �صدقت‬
                                     ‫حب�س المدين في بع�ض القوانين‬                    ‫ع�ل�ي�ه دول��ة الإم���ارات‪ ،‬و��ص�ارت ملتزمة‬
                                                                                     ‫ب�ن���ص�و��ص�ه؛ بم��ا ف��ى ذل��ك ن�ظ�ام حب�س‬
                                               ‫المُقارنة‬
                                                                                                              ‫المدين‪.‬‬
                                   ‫تق�سيم‪ :‬ت�ن�اول م�و��ض�وع ه�ذا المبحث‬
                                   ‫بالدرا�سة يقت�ضي ا إل��ش�ارة لنظام حب�س‬           ‫وع�ل�ى ذل���ك‪ ،‬ف����إن ح�ب���س الم��دي��ن ف�ى‬
                                   ‫الم�دي�ن في ال�ق�ان�ون ال�روم�اني وال�ق�ان�ون‬     ‫ال�ن�ظ�ام ال�ق�ان�ون�ى ا إلم��ارات��ى ي�ج�ب أ�ن‬
                                   ‫الفرن�سي (المطلب الأول)‪ ،‬وفي القانون‬              ‫ي��راع��ى الأح��ك��ام ال�����واردة ف��ى ك��ل م�ن‬
                                   ‫الم���ص�ري وب�ع���ض ال�ت���ش�ري�ع�ات ال�ع�رب�ي�ة‬  ‫قانون الإج�راءات المدنية والميثاق العربى‬
                                   ‫الأخ�رى (المطلب الثاني)‪ ،‬وبيان موقف‬               ‫لحقوق الإن�سان‪ .‬ومن هنا يثور الت�سا�ؤل‬
                                   ‫ال�شريعة ا إل�سلامية والفقه المعا�صر من‬           ‫ح�ول م�دى ت�واف�ق أ�ح�ك�ام ح�ب���س الم�دي�ن‬
                                                                                     ‫ال���واردة ف�ى ق�ان�ون الإج����راءات الم�دن�ي�ة‬
                                           ‫هذا النظام (المطلب الثالث)‪.‬‬               ‫مع نظيراتها ال�واردة فى الميثاق العربى‬

‫‪123‬‬

         ‫الدكتور علي تركي و الدكتور وائل علام‬
   113   114   115   116   117   118   119   120   121   122   123