Page 210 - مجلة الدراسات القضائية
P. 210

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫الأخ�ي�رة ارت�ب�ط ذل�ك بتطور ونم�و كافة‬              ‫كي ت�صبح م�صد ًرا رئي�ساً للمعلومات التي‬
                                   ‫ال�ق�ط�اع�ات الاق�ت���ص�ادي�ة ا ألم���ر ال��ذي‬       ‫ُيعول عليها المتعاملون في �أ��س�واق الم�ال في‬
                                   ‫ي���س�ت�وج�ب ال�ت� أ�ك�د م��ن ال��ت��زام م�ك�ات�ب‬
                                   ‫و�شركات مدققي الح�سابات بالت�شريعات‬                                    ‫اتخاذ القرارات‪.‬‬
                                   ‫وال��ق��رارات ال�ن�اظ�م�ة ل�ع�م�ل�ه�ا وب�ق�واع�د‬
                                   ‫ال���س�ل�وك الم�ه�ن�ي ن�ظ�را ل�دوره�ا الم� ؤ�ث�ر في‬  ‫فبعد �أن ع�صفت الأزم��ة الاقت�صادية‬
                                                                                        ‫ال�ع�الم�ي�ة ب�الاق�ت���ص�ادي�ات ال�ع�الم�ي�ة وط�ال�ت‬
                                                  ‫الحراك الاقت�صادي‪.‬‬                    ‫مختلف قطاعاته دون ا�ستثناء‪ ،‬وما ترتب‬
                                                                                        ‫ع�ل�ى ه�ذه الأزم��ة م�ن ن�ت�ائ�ج اقت�صادية‬
                                   ‫وم�ن �أه�م التو�صيات الم�ث�ارة من خلال‬               ‫واج�ت�م�اع�ي�ة‪ ،‬وفي ح�ني �أن مهنة مدققي‬
                                                    ‫هذا البحث هي‪- :‬‬                     ‫الح���س�اب�ات م�ن ال�ع�ل�وم ا إلن���س�ان�ي�ة التي‬
                                                                                        ‫تت أ�ثر وتتفاعل بالبيئة الاجتماعية الذي‬
                                   ‫�أول ًا‪ :‬تبين لنا أ�ن الم�شرع الاتح��ادي في‬          ‫تمار�س فيه‪ ،‬وقد حظيت هذه المهنة بوافر‬
                                   ‫دولة الإمارات قد ا�ستثناء مدقق الح�سابات‬             ‫م�ن الات�ه�ام�ات منها الم�ع�اي�ير المحا�سبية‬
                                   ‫من الم�سئولية عن الخط أ� في �سلوكه في ن�ص‬            ‫ودور الم�دق�ق ال�ق�ان�وني وم�دى مواكبتها‬
                                   ‫المادة (‪ )40‬من قانون تنظيم مهنة مدققي‬                ‫ل�ل�ت�ط�ورات الاق�ت���ص�ادي�ة والاج�ت�م�اع�ي�ة‬
                                   ‫الح�سابات إ�ذا اقترف نتيجة إ�همال ج�سيم‪،‬‬             ‫خ�ا��ص�ة ودور م�ه�ن�ة الم�ح�ا��س�ب�ة في النمو‬
                                   ‫وت أ�تي التو�صية ب�ضرورة تعديل ن�ص المادة‬            ‫الاقت�صادي وتفعيل ال�سيا�سات الاقت�صادية‬
                                   ‫(‪ )40‬من القانون �آنف الذكر لت�صبح " إ�ذا‬             ‫و�إلقاء ال�ضوء على ا أل�ساليب التكنولوجية‬
                                   ‫ارتكب عن عمد �أو نتيجة �إهمال ج�سيم" ‪.‬‬               ‫في ال�ت�دق�ي�ق لم�ا ل�ه�ا م�ن دور في تنظيم‬
                                                                                        ‫اقت�صاديات ا إلعمال والمال؛ وذلك لحداثة‬
                                   ‫ثاني ًا ‪ :‬ربمّ ا يكون ال ّت�ض ّخم الت�شريعي‬          ‫الت�شريعات المنظمة لمدققي الح�سابات‪ ،‬ف�إن‬
                                   ‫�سبب ّرئي�س في ق�صور الن�صو�ص المنظمة‬                ‫التنظيم القانوني لهذا المو�ضوع لم يحظ‬
                                   ‫لم�ه�ن�ة م�دق�ق�ي الح���س�اب�ات ع��ن تح�ق�ي�ق‬        ‫بالدرا�سة والبحث القانوني المنا�سب‪ ،‬رغم‬
                                   ‫الغايات المرج ّوة من وراء تكري�سها وال ّتي‬           ‫أ�هميته باعتباره ينظم جانباً مهماً من‬
                                   ‫تتم ّثل في حماية المعلومة المال ّية وخا�صة‬           ‫الن�شاط الاقت�صادي‪ ،‬ومرتكزاً �أ�سا�سياً من‬
                                   ‫ت�سهيل اك�ت���ش�اف الج�رائ�م الم�ت�ع� ّل�ق�ة بها‪،‬‬
                                   ‫م ّم�ا يجعلنا نذهب �إلى الح�دي�ث �إذا جاز‬                             ‫قنوات الاقت�صاد ‪.‬‬
                                   ‫التعبير عن"ح ّمى ت�شريع ّية"‪� ،‬أ ّدت �إلى‬
                                   ‫جمود الن�صو�ص القانونية‪ .‬ف�أتت ال ّنتيجة‬             ‫ولم��ا ك�ان�ت م�ه�ن�ة م�دق�ق�ي الح���س�اب�ات‬
                                   ‫ع�ك���س� ّي�ة في ال��واق��ع‪� ،‬أي ال�ت���ش�ج�ي�ع على‬  ‫��ش�ه�دت ت�ط�وراً م�ل�ح�وظ�اً خ�ل�ال ا آلون��ة‬

‫‪209‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬عمر عبد المجيد م�صبح‬
   205   206   207   208   209   210   211   212   213   214   215