Page 188 - مجلة الدراسات القضائية
P. 188

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫�إلى ذل�ك تتميز مهنة م�دق�ق الح�سابات‬                   ‫المحايد الم�ستقل حول مدى دلالة القوائم‬
                                   ‫كذلك عن مهنة الخبير المحا�سب‪� ،‬إذ يهت ّم‬                ‫المالية لذلك الم�شروع عن المركز الم�الي له‬
                                   ‫ه�ذا ا ألخ�ي�ر بم�راج�ع�ة وتنظيم وتعديل‬                 ‫في نهاية فترة زمنية محددة ‪ ،‬ومدى بيان‬
                                   ‫وت�ق�دي�ر ح���س�اب�ات الم� ؤ���ّس���س�ات وال���ش�رك�ات‬  ‫تلك القوائم لنتائج مح�ددة من ربح ‪� ،‬أو‬
                                   ‫وا ّل�ت�ي ي�ك�ون م�رت�ب�ط�اً معها بعقد عمل‪،‬‬             ‫خ���س�ارة ع�ن ت�ل�ك ال�ف�رتة‪ .‬وك�ذل�ك ع�رف‬
                                   ‫وال�ت�الي فهو �شخ�ص ت�اب�ع ل�سلطة �إدارة‬                ‫مدقق الح�سابات ب�أنه(‪ :)1‬ال�شخ�ص الذي‬
                                   ‫الم� ؤ���ّس���س�ات وال���ش�رك�ات وع�ل�ى عك�س ذلك‬        ‫يمار�س المهنة كع�ضو في �شركة �أو مكاتب‬
                                                                                           ‫مرخ�صة ت�ق�وم بتقديم خ�دم�ات مهنية‪،‬‬
                                                    ‫مدقق الح�سابات‪.‬‬                        ‫ويتميز ه ؤ�لاء المدققين بت�أهيلهم العلمي‬
                                                                                           ‫وال�ع�م�ل�ي وا��س�ت�ق�الل�ي�ت�ه�م ع�ل�ى م�ع�اي�ير‬
                                   ‫الفرع الثاني ‪� :‬أنواع مدققي الح�سابات‬                   ‫ال�ت�دق�ي�ق ال�دول�ي�ة أ�و م�ع�اي�ير الم�ح�ل�ي�ة‬

                                   ‫أ�ول ًا ‪ :‬المدقق الداخلي‪ ،‬هو ذلك ال�شخ�ص‬                    ‫ويقومون بالتدقيق المالي لل�شركات‪.‬‬
                                   ‫ال��ذي يم��ار���س وظ�ي�ف�ة ت�دق�ي�ق داخ�ل�ي�ة‬
                                   ‫وم�ستقلة �ضمن جهاز م�ن داخ�ل المن�ش�أة‬                  ‫وب�ن�ا ًء على م�ا ت�ق�دم‪ ،‬وفي إ�ط�ار تعريف‬
                                   ‫من أ�جل خدمة ا إلدارة عن طريق الت�أكد‬                   ‫مدقق الح�سابات لا ب ّد لنا من الإ�شارة في‬
                                   ‫من �ﺃﻥ كافة أ�نظمة الرقابة الداخلية تعمل‬                ‫هذا ال�ش أ�ن إ�لى أ� ّن مهنة مدقق الح�سابات‬
                                   ‫ب�شكل كاف وفعال لتحقيق جميع �أهداف‬                      ‫تختلف عن المهن الم�شابهة لها‪ ،‬فهي تختلف‬
                                   ‫النظام الرقابي كما حددتها ا إلدارة‪ ،‬ويعد‬                ‫عن المحا�سب ا ّلذي يربطه بال�ّشركة عقد‬
                                   ‫التدقيق الداخلي أ�ح�د مقومات الرقابة‬                    ‫ع�م�ل وي�ق�وم ب�ح���س�اب�ات ال���ّش�رك�ة مقابل‬
                                                                                           ‫أ�جر �شهري‪ ،‬ويكون تحت �أ�شراف و�سلطة‬
                                                        ‫الداخلية(‪.)2‬‬                       ‫مجل�س ا إلدارة؛ بينما مدقق الح�سابات‬
                                                                                           ‫ا ّل��ذي يهت ّم بم�راج�ع�ة الح���س�اب�ات ويقوم‬
                                   ‫ث�ان�ي� ًا ‪ :‬الم�دق�ق الخ��ارج��ي‪ ،‬وه��و ذل�ك‬           ‫بم�راق�ب�ة لاح�ق�ة ل�ل�ح���س�اب�ات وي�ت�ح��ّ�ص�ل‬
                                   ‫ال�شخ�ص الم�ؤهل والم�ستقل والمجاز لإنجاز‬                ‫في مقابل ذل�ك على أ�ج�ر‪ ،‬وه�و في الواقع‬
                                   ‫تدقيق البيانات المالية وت�ق�ديم تقريره‬                  ‫يتقا�ضه ع�ل�ى �شكل أ�ت�ع�اب؛ وب�الإ��ض�اف�ة‬
                                   ‫حولها �إلى الجهة أ�و الجهات التي عينته‬
                                   ‫وعلى �سبيل المثال (مدقق ح�سابات ال�شركة‬                 ‫‪-1‬علي عبد ال�ق�ادر ال�ذن�ي�ب�ات‪ ،‬تدقيق الح�سابات في‬
                                   ‫الم�ساهمة العامة) الذي يقدم تقريره إ�لى‬                 ‫�ضوء معايير الدولية والأنظمة والقوانين المحلية‪:‬‬
                                   ‫الهيئة العامة التي عينته كما في المملكة‬                 ‫تطبيق النظرية ‪ ،‬المكتبة ‪ ،‬عمان ‪ ،‬الجامعة الأردنية‪،‬‬
                                   ‫ا ألردن�ي�ة الها�شمية �أو في مجل�س الإدارة‬
                                                                                                                     ‫‪� ، 2006‬ص‪.75‬‬
                                   ‫‪ -2‬د‪ .‬ﻲﻠﻋ ﺩﺒﻋ ﺭﺩﺎﻘﻟﺍ الذنيبات‪ ،‬مرجع ال�سابق‪� ،‬ص‪.55‬‬

‫‪187‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬عمر عبد المجيد م�صبح‬
   183   184   185   186   187   188   189   190   191   192   193