Page 184 - مجلة الدراسات القضائية
P. 184

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫الاتح���ادي في دول��ة الإم����ارات مج�م�وع�ة‬                                             ‫المقدمة‪:‬‬
                                   ‫م�ن ا إلج��راءات القانونية لتنظيم مهنة‬
                                   ‫مدققي الح���س�اب�ات‪ ،‬وذل�ك ع�بر ن�صو�ص‬                           ‫ب���ات م��ن الم��ع��ل��وم أ�ن م�ه�ن�ة م�دق�ق�ي‬
                                   ‫ال�ق�ان�ون الاتح��ادي رق�م ‪ 12‬ل�سنة ‪2014‬‬                         ‫الح�سابات ه�ي المهنة التي تدقق وت�سعى‬
                                   ‫ب���ش��أن ت�ن�ظ�ي�م الم�ه�ن�ة ل�ت�واك�ب �أه�م�ي�ة‬                ‫للرقي ب أ�داء المن�ش�آت الاقت�صادية والمالية‪،‬‬
                                   ‫القانون في البيئة الاقت�صادية في الدولة‪،‬‬                         ‫كمدخل لحماية الاقت�صاد الوطني كهدف‬
                                   ‫ولمواكبة الت�شريعات الوطنية للتطورات‬                             ‫ا�ستراتيجي‪ ،‬وك�أهداف أ�خرى ذات علاقة‬
                                   ‫الاقت�صادية في العالم و�أهمية و�ضع نظام‬                          ‫بحماية الممولين والم�ستثمرين والعاملين‬
                                   ‫يحكم عمليات مكاتب التدقيق‪ ،‬خ�صو�صاً‬                              ‫والم�ساهمين فيها‪ ،‬ب�الإ��ض�اف�ة �إلى حفظ‬
                                   ‫بعد ا آلثار التي طالت الممار�سات الخاطئة‬                         ‫حقوق كافة الأطراف المالية والاقت�صادية‬
                                                                                                    ‫الأخ�رى؛ وه�ي المهنة الأك�ثر تقاطعاً مع‬
                                                 ‫من بع�ض المدققين(‪.)2‬‬                               ‫الم ؤ��س�سات المختلفة �سوا ًء أ�كانت اقت�صادية‬
                                                                                                    ‫�أو اجتماعية بعك�س باقي المهن التي ُيقبل‬
                                   ‫وه��ك��ذا ي���س�وغ ال��ق��ول ‪ ،‬ب���� أ� ّن م�دق�ق‬                ‫عليها الأف�راد ب�إرادتهم ووف�ق حاجاتهم؛‬
                                   ‫الح�����س��اب��ات ق��د ي��ك��ون ذات����ه م�قت�رف‬                 ‫بينما في م�ه�ن�ة م�دق�ق�ي الح���س�اب�ات ف� إ�ن‬
                                   ‫الج��رائ��م‪ ،‬وذل���ك م��ن خ�ل�ال ا إلخ�ل�ال‬                      ‫الم���ش�رع ه�و ال��ذي ي�ف�ر��ض ع�ل�ى ال�ه�ي�ئ�ة‬
                                   ‫بالتزامات ال� ّرق�اب�ة والتدقيق ال��واردة في‬                     ‫العامة للمن�ش�أة انتخابه‪ ،‬وبالنتيجة ف�أنها‬
                                                                                                    ‫المهنة (التدقيق) ا ألكثر اهتماماً من قبل‬
                                   ‫المحيط ﻲﻨﻬﻟﻤﺍ ﻓﻲ م�صر "ماج�ستير‪ ،‬ر�سالة التجارة‪،‬‬
                                                        ‫جامعة طنطا‪� ،‬ص ‪27‬‬                                                   ‫المجتمع‪.‬‬

                                   ‫‪-2‬ومم�ا تج�در الإ��ش�ارة اليه هنا �أن الم�شرع الاتح�ادي‬         ‫بيد �أن مهنة تدقيق الح�سابات تواجه‬
                                   ‫ه��دف إ�لى الارت��ق��اء ب�الم�ه�ن�ة ع�ن ط�ري�ق التعليم‬           ‫منذو الربع الأخ�ير من القرن الع�شرين‬
                                   ‫الم���س�ت�م�ر ل�ل�م�ه�ن�ي�ني وال�ت�ط�وي�ر ال�ع�ل�م�ي للمهنة‬      ‫تغيرات مهمة‪ ،‬ورغ�م �ﺃﻥ ال�دول المتقدمة‬
                                   ‫ل�ي�واك�ب ال�ت�ط�ور ال�ع�الم�ي وي�زي�د ال�ث�ق�ة في مهنة‬          ‫ت�ع�ت�بر الم�ح�رك والم���ص�در ال�رئ�ي���س لهذه‬
                                   ‫تدقيق الح�سابات من قبل الجمهور والم�ستثمرين‬                      ‫التغيرات �إلا �ﺃﻥ الدول الأخرى تجد نف�سها‬
                                   ‫مم�ا ينعك�س �إي�ج�اب�ي�اً على الاق�ت���ص�ادي الوطني؛‬             ‫في و�ضع يحتم عليها �ضرورة التلا ؤ�م مع‬
                                   ‫كما أ� ّن ا ألهم ّية النظر ّية لهذا المو�ضوع تبدو �أكيدة‬         ‫هذه المتغيرات (‪ .)1‬لذلك‪ ،‬فقد نظم الم�شرع‬
                                   ‫وذل�ك لتحديد ال� ّدور الحقيقي لمراقب الح�سابات‬
                                   ‫في ظ ّل ال ّت�شريع الاتحادي الجديد لتحديد مناط‬                   ‫‪-1‬ﺩي�ن�ا إ�ب�راه�ي�م ﻴﻌﻟﺍ�ﻱﻭﺴ ﺓﻭﺠﻓ ﺕﺎﻌﻗﻭﺘﻟﺍ ﻓﻲ بيئة‬
                                   ‫م���س��ؤول�ي�ت�ه الج�زائ�ي�ة؛ ف�� إ�ق��راره��ا تج��اه م�دق�ق‬     ‫المراجعة(‪ : )2005‬درا�سة نظرية ﻭ�ﺃﺩﻟـﺔ ميدانية من‬
                                   ‫الح�سابات؛ ي��ؤول بنا حتماً إ�لى التط ّرق إ�لى �شدة‬
                                   ‫ه��ذه الم���س� ؤ�ول� ّي�ة ال� ّن�اتج�ة ع�ن ال���س�ل�وك�ي�ات غير‬

                                                      ‫الم�شروعة ال�صادرة عنه ‪.‬‬

‫‪183‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬عمر عبد المجيد م�صبح‬
   179   180   181   182   183   184   185   186   187   188   189