Page 142 - مجلة الدراسات القضائية
P. 142

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫وفى الواقع‪ ،‬ف�إن الأمر لا يقف عند هذا‬                   ‫و"النف�سي" ل�ل�م�ج�ت�م�ع(((‪ .‬وان�طل�اق�اً‬
                                   ‫الحد‪ ،‬و�إنما تتغير الت�شريعات ال�ضريبية‬                 ‫م��ن ه��ذه ال��ق��اع��دة‪ ،‬ف�� إ�ن��ه ي�ت�ع�ني ع�ل�ى‬
                                   ‫ال���س�ائ�دة في داخ��ل الم�ج�ت�م�ع ال�واح�د من‬          ‫الت�شريع ال�ضريبي أ�ن ي�ك�ون من�سجماً‬
                                   ‫وق�ت آلخ�ر تبعا لتغير وت�ط�ور ال�ظ�روف‬                  ‫مع الاعتبارات الاقت�صادية والاجتماعية‬
                                   ‫الاق�ت���ص�ادي�ة وال���س�ي�ا��س�ي�ة والاج�ت�م�اع�ي�ة‬    ‫والثقافية للمجتمع‪ .‬لهذا ف إ�ننا لا نجد‬
                                   ‫لهذا المجتمع‪ .‬فعلى �سبيل المثال‪ ،‬نجد �أن‬                ‫غرابة في اختلاف الت�شريعات ال�ضريبية‬
                                   ‫تحول بع�ض الدول من النظام الا�شتراكي‬                    ‫والم�ال�ي�ة في ال��دول ال�ر أ���س�م�ال�ي�ة عنها في‬
                                   ‫واعتناقها لنظام اقت�صاد ال�سوق هو أ�مر‬
                                   ‫يقت�ضى‪ ،‬وب�ال���ض�رورة‪ ،‬تح�ول ًا ج�ذري�اً في‬               ‫الدول الا�شتراكية والدول النامية(((‪.‬‬
                                   ‫نظامها الت�شريعي ب���ص�ورة ع�ام�ة‪ ،‬وف�ى‬
                                   ‫الت�شريعات الم�ال�ي�ة وال�ضريبية ب�صورة‬                 ‫وف�ى ��ض�وء ذل��ك‪ ،‬ف�� إ�ن ��س�م�ات وفل�سفة‬
                                                                                           ‫النظم ال�ضريبية للدول النامية تختلف‬
                                                            ‫خا�صة‪.‬‬                         ‫عن مثيلتها فى الدول المتقدمة‪ .‬فالنظام‬
                                                                                           ‫ال�ضريبي في ال�دول النامية يت�سم بعدم‬
                                   ‫ع�ل�ى ال�رغ�م م�ن ع��دم وج��ود ت���ش�ري�ع‬               ‫ال�ت�وازن وانخفا�ض الح�صيلة ال�ضريبية‬
                                   ‫اتحادي ينظم فر�ض �ضرائب على الدخل‬                       ‫و�ضعف الكفاءة ا إلداري�ة ب�سبب قلة عدد‬
                                   ‫في دول�ة ا إلم��ارات ال�ع�رب�ي�ة الم�ت�ح�دة منذ‬         ‫العاملين في إ�دارات التح�صيل ال�ضريبي‬
                                   ‫ن�ش أ�تها وح�ت�ى وقتنا الح�ا��ض�ر(((‪� ،‬إلا �أن‬          ‫و�ضعف إ�مكانياتهم وقلة خبرتهم‪ ،‬بعك�س‬
                                                                                           ‫مثيله في الدول المتقدمة الذي تتولاه إ�دارة‬
                                   ‫‪-4‬تج�در الإ��ش�ارة إ�لى أ�ن�ه �سبق وتم ف�ر��ض �ضريبة‬
                                   ‫اتح�ادي�ة بمقت�ضى ال�ق�ان�ون رق�م ‪ 13‬ل�سنة ‪،1973‬‬                 ‫على قدر كبير من الكفاءة(((‪.‬‬
                                   ‫وال��ذى ُف�ر��ض�ت بم�ق�ت���ض�اه ��ض�ري�ب�ة ع�ل�ى دخ�ول‬
                                   ‫الم�وظ�ف�ني الفل�سطينيين أ�و ال�ذي�ن ه�م م�ن �أ�صل‬      ‫‪-1‬ان�ظ�ر‪Duverger, M. (1986) “Finances pub� :‬‬
                                   ‫فل�سطيني العاملين بالحكومة الاتح�ادي�ة ل�صالح‬                                 ‫‪.liques”, P U F, p. 456‬‬
                                   ‫ال�صندوق القومي الفل�سطيني‪ .‬وم�ع ذل�ك‪ ،‬فقد‬
                                   ‫ُأ�ل�غ�ي�ت ه�ذه ال�ضريبة بمقت�ضى ال�ق�ان�ون رق�م ‪8‬‬      ‫وان�ظ�ر �أي�ضا‪Lajugie, J. (1988), “Les systèmes:‬‬
                                   ‫ل�سنة ‪( 1994‬الج�ري�دة الر�سمية لدولة ا إلم�ارات‬               ‫‪.économiques”, coll. “Que sais je “ 12 e ed‬‬
                                   ‫العربية المتحدة‪ ،‬العدد ‪ ،266‬يونيو‪� ،1994 ،‬ص‪.)15.‬‬
                                   ‫من ناحية أ�خ�رى‪ ،‬فقد تم فر�ض �ضريبة اتحادية‬             ‫‪ -2‬انظر‪Gouadain, D. ( 1994) “ Les paradoxes :‬‬
                                   ‫مبا�شرة على ال�سفن بمقت�ضى القانون الاتح�ادي‬
                                   ‫رق�م ‪ 26‬ل�سنة ‪ .1981‬و ُتعد ه�ذه ال�ضريبة بمثابة‬         ‫�‪des réformes fiscales en Europe centrale et Ori‬‬
                                   ‫�ضريبة على ر أ���س الم�ال‪ ،‬حيث أ�ن�ه�ا تفر�ض بواقع‬
                                   ‫درهمين على كل طن من حمولة ال�سفينة‪ ،‬ولي�س‬                            ‫‪.entale” Droit Fiscal, no 23, p. 936‬‬
                                    ‫على ا إليراد أ�و ا ألرباح التي تجنيها من �أن�شطتها‪.‬‬    ‫وانظر �أي�ضاً‪Owens, J. and Whitehouse, E (1996) :‬‬

                                                                                             ‫‪.“ Tax Reform”, BIFD, vol. 50, no 11- 12, Kluwer‬‬

                                                                                           ‫‪ -3‬انظر‪Ardant, G. (1972), “ Histoire de l’impot”,:‬‬
                                                                                                                      ‫‪.Fayard, p. 849‬‬

                                                                                           ‫وانظر أ�ي�ضاً‪Beltrame, p. (1997), “ Les systemes :‬‬

                                                                                           ‫‪fiscaux”, coll. “ que sais je?”, 3e edition, presses‬‬
                                                                                                        ‫‪.Universitaires de France, pp: 13 _ 37‬‬

‫‪141‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬محمد �إبراهيم ال�شافعي‬
   137   138   139   140   141   142   143   144   145   146   147