Page 141 - مجلة الدراسات القضائية
P. 141

‫معهد التدريب الق�ضائي‬  ‫عقد الت�أمين ب�صفة عامة‪ ،‬ثم طبقناه على‬          ‫مثل ت� أ�م�ني الح�م�اي�ة القانونية وت��أم�ني‬
                       ‫الت أ�مين الاج�ب�اري من الم�سئولية المدنية‬      ‫الم�ساعدة‪ .‬ويحمي القانون نطاق ال�ضمان‬
                                                                       ‫الممنوح بوا�سطة الالتزام بالتغطية ويبطل‬
                                     ‫عن حوادث ال�سيارات‪.‬‬               ‫ال���ش�روط والات��ف��اق��ات ال�ت�ي ت�ق�ي�د منه‬
                                                                       ‫أ�و تح�اول إ�ف�راغ�ه م�ن مح�ت�واه‪ .‬أ�م�ا عن‬
                       ‫‪ -79‬ولا��ش�ك �أن ه�ذا ال�ت�ح�ل�ي�ل وجهة‬         ‫طبيعة الالتزام بالتغطية فهو التزام بعمل‬
                       ‫نظر‪ ،‬وم�ن ثم لا يحوز اجماع الباحثين‪،‬‬            ‫تقوم به �شركة التامين ل�صالح الم�ست�أمن �أو‬
                       ‫ومن ثم تبقى ت�سا�ؤلات فيما يتعلق ب�شقيه‬
                       ‫التغطية والت�سوية ومدى إ�مكانية التمييز‬                                ‫الم ؤ�من له‪.‬‬
                       ‫بينهما‪ ،‬كما أ�ن�ه ق�د يعك�س إ�زدواج�ي�ة في‬
                       ‫المظهر لا يمكن تفهمها ب�سهولة بالرغم‬            ‫‪� -76‬أما جانب الت�سوية في التزام �شركة‬
                       ‫م�ن ال�وح�دة الم�و��ض�وع�ي�ة لال�ت�زام �شركة‬    ‫ال�ت��أم�ني‪ ،‬فهو يرتبط بتحقق الخطر أ�و‬
                       ‫الت�أمين‪ ،‬حيث نظل في �إط�ار التزام واحد‬         ‫ما يعرف بالكارثة‪ ،‬وه�و ال�ت�زام ب�إعطاء‪،‬‬
                       ‫لل�شركة ول�ك�ن�ه ين�ش أ� م�ن�ذ اب��رام العقد‪،‬‬   ‫ي�ت�م�ث�ل في ت���س�وي�ة ال�ك�ارث�ة ودف��ع مبالغ‬
                       ‫التغطية‪ ،‬وينفذ عند وقوع الخطر‪ ،‬الدفع‬            ‫ال�ت�ع�وي���ض ال�ت�ي ت�سفر ع�ن�ه�ا ال�ت���س�وي�ة‪.‬‬
                       ‫�أو الت�سوية‪ .‬و�أخيرا‪ ،‬تبقى ت�سا ؤ�لات حول‬      ‫وم�ن ناحية �ضرورته‪ ،‬فهو يقدم ال�صفة‬
                       ‫م�ستقبل هذا التحليل نف�سه‪ ،‬وهل يكتب‬             ‫الاحتمالية لعقد الت أ�مين‪ ،‬ويقوي تنفيذ‬
                       ‫ل�ه ال�ن�ج�اح وال�ت�ط�ب�ي�ق �أم ي�ظ�ل مح�اول�ة‬  ‫عقد ال�ت� أ�م�ني‪�� ،‬س�واء رف�ع�ت ال�دع�وى عن‬
                                                                       ‫الخطر �أث�ن�اء تنفيذ العقد �أو بعد ذل�ك‪،‬‬
                                           ‫نظرية فقط‪.‬‬                  ‫عن طريق الرقابة على �سبب العقد أ�ثناء‬

                       ‫‪ -80‬وفي الختام نقرر أ�ن هذا البحث لم‬                                    ‫التنفيذ‪.‬‬
                       ‫يكن ��س�وى مح�اول�ة لإل�ق�اء ال���ض�وء على‬
                       ‫تحليل ج�دي�د أ�و ن�ظ�رة ج�دي�دة لال�ت�زام‬       ‫‪ -77‬وق�د ب�ل�ورن�ا ن�ت�ائ�ج ه�ذا التحليل‬
                       ‫الم��ؤم�ن في ع�ق�د ال�ت� أ�مي�ن‪ .‬وتح�ت�اج ه�ذه‬  ‫الج�دي�د‪ ،‬في ن�ق�اط مح��ددة‪ :‬الم���س�اع�دة في‬
                       ‫المحاولة إ�لى كثير من المحاولات لتقدير‬          ‫�صياغة تعريف دقيق لعقد الت�أمين‪ ،‬يعطي‬
                       ‫وتقييم ما تم فيها‪ ،‬للا�ستفادة مما جاء‬           ‫�صورة حقيقية لواقع هذا العقد‪ ،‬والت أ�ثير‬
                       ‫ب�ه�ا م�ن �أف��ك��ار ق�د ت�خ�دم ق�ان�ون وع�ل�م‬  ‫في و�ضعية الجزاءات الخا�صة فيه‪ ،‬و�أخيرا‬
                                                                       ‫تدعيم م�شروعية هذا العقد في المجتمعات‬
                               ‫الت�أمين في بلادنا ا إل�سلامية‪.‬‬
                                                                                             ‫الإ�سلامية‪.‬‬
                       ‫والله من وراء الق�صد‪ ،‬وهو الهادي إ�لى‬
                                           ‫�سواء ال�سبيل‪.‬‬              ‫‪ -78‬وق�د قمنا ب�ه�ذا التحليل في �ش أ�ن‬

‫‪149‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬عابد فايد عبد الفتاح فايد‬
   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145   146