Page 140 - مجلة الدراسات القضائية

‫الخاتمة‬ ‫ي ؤ�يد القاعدة ولا ينفيها‪ ،‬كما يقال‪ .‬ف�ضلا‬ ‫معهد التدريب الق�ضائي‬
‫عن ذلك‪ ،‬ف إ�ن هذا القول مبني على أ��سا�س‬
‫‪ -74‬ن�ت�ن�اول�ن�ا في ه�ذا ال�ب�ح�ث‪ ،‬ت�صورا‬ ‫�أن عقود الت�أمين على الحياة هي بمثابة‬
‫ج�دي�دا لال�ت�زام ��ش�رك�ة ال�ت� أ�م�ني في عقد‬ ‫ع�ق�ود �إدخ��ار أ�و تكوين ر�أ��س�م�ال ولي�ست‬
‫الت�أمين‪ ،‬يرى أ�ن هذا الالتزام ين�ش�أ ‪ ،‬منذ‬ ‫عقودا ت أ�مين بالمعني الدقيق‪ .‬ومثل هذا‬
‫اب�رام العقد‪ ،‬وي�سمى الال�ت�زام بالتغطية‪،‬‬ ‫التكييف‪ ،‬إ�ن �صدق‪ ،‬ي�ؤيد الت�صور الجديد‬
‫ويتج�سد عند وق�وع الخ�ط�ر‪ ،‬في الال�ت�زام‬ ‫ولا ينفيه‪ ،‬لأننا حينها �سنكون خارج نطاق‬
‫ب�ال�دف�ع �أو ال�ت���س�وي�ة‪ .‬وق�د ا�ستقينا ه�ذا‬ ‫عقد الت أ�مين‪ ،‬ال�ذي نقدم في نطاقه هذا‬
‫التحليل‪ ،‬م�ن تحليل م�شابه ق�ام ب�ه أ�ح�د‬
‫ال�ب�اح�ث�ني ال�ف�رن���س�ني ع�ل�ى ن�ط�اق عقد‬ ‫الت�صور‪.‬‬
‫الكفالة‪ ،‬بحيث ي�ك�ون الكفيل �ضامنا في‬ ‫‪ -73‬ول�ي���س أ�دل ع�ل�ى نج��اح ال�ت���ص�ور‬
‫مرحلة التغطية‪ ،‬ويكون مدينا في مرحلة‬ ‫الحديث لال�ت�زام الم��ؤم�ن في عقد الت أ�مين‬
‫ال�دف�ع أ�و ال�ت���س�وي�ة‪.‬وق�د ح�اول�ن�ا اب��راز‬ ‫من أ�نه لا يتوقف عن ك�سب أ�ر�ض جديدة‪،‬‬
‫خ�صائ�ص و أ�ح�ك�ام ودور ج�ان�ب التغطية‬ ‫كل يوم‪ ،‬وهو ما ت�شهد به الدرا�سات التي‬
‫في التزام �شركة الت�أمين‪ ،‬وجانب الدفع �أو‬ ‫ت�ؤكد الحاجة العلمية لمثل هذا الطرح(((‪.‬‬
‫ومع ذل�ك‪ ،‬ف��إن هذا الطرح الجديد لي�س‬
‫الت�سوية فيه‪.‬‬ ‫�سوى وجهة نظر تحتمل ال�صواب وتحتمل‬

‫‪ -75‬ف�م�ن ج�ان�ب ال�ت�غ�ط�ي�ة‪ ،‬ر أ�ي�ن�ا �أن‬ ‫الخط�أ‪.‬‬
‫عقد الت أ�مين عقد �ضمان لا يقدم �سوى‬
‫ذل�ك على خ�الف العقود الأخ�رى كالبيع‬ ‫‪ -1‬انظر على �سبيل المثال‪:‬‬
‫والاي��ج��ار‪ ،‬ال��ذي ي�ك�ون فيهما ال�ضمان‬
‫تابعا ولي�س �أ�صليا‪ .‬كما أ�ن ه�ذا الجانب‬ ‫‪M. ROBINEAU, contribution à l’étude du‬‬
‫يقدم تبريرا للحلول القانونية الموجودة‪:‬‬ ‫‪système responsabilité, Les potentialités du droit‬‬
‫ف�ه�و ��س�ب�ب الح���ص�ول ع�ل�ى ا ألق�����س��اط‪،‬‬ ‫;‪des assurances, op. cit., n°501 et s., p.136 et s. ‬‬
‫وه�و ال�ذي ي�ربز ال�صفة التبادلية لعقد‬ ‫‪C. LEQUILILERIER, La santé du cocontractant,‬‬
‫ال�ت��أمي�ن‪ ،‬ف���ض�ال ع�ن أ�ن��ه ي�ب�رر رخ���ص�ة‬ ‫‪PUA M, 2015, préface A. LAUDE, n°453 et s.,‬‬
‫الان�ه�اء الان�ف�رادي ل�ل�ع�ق�د‪ .‬وي�ظ�ه�ر ه�ذا‬ ‫‪p.417 et s.‬‬
‫الجانب جليا في ال�صور الحديثة للت أ�مين‬
‫حيث ا�ستخدم الم ؤ�لفان التمييز بين ا إللتزام بالتغطية‬
‫والالتزام بالت�سوية في حالة رجوع الم ؤ�من على الم ؤ�من‬
‫له في الت�أمين من الم�سئولية للتمييز بين الدفوع التي‬
‫يحتج بها على الم�ضرور وتلك التي لا يحتج بها عليه‪.‬‬

‫‪148‬‬

‫ت�صور حديث لالتزام الم ؤ�من في عقد الت أ�مين مع درا�سة تطبيقية على الت أ�مين الإجباري من الم�س�ؤلية المدنية عن حوادث ال�سيارات‬