Page 126 - مجلة الدراسات القضائية
P. 126

‫�إدارة البحوث والدرا�سات ‪ -‬وزارهة العدل‬  ‫أ�ول ًا‪ :‬ظه��ور النزاعات الم�س��لحة الهجينة‬                   ‫المطلب ا ألول‬
                                         ‫و�ص��عوبة تحديد القواع��د الدولية التي‬                ‫�إ�شكالية تطبيق مبد�أي التمييز‬
                                                                                              ‫والتنا�سب عند ا�ستخدام الطائرات‬
                                                                ‫تطبق عليها‪.‬‬                      ‫بدون طيار لمواجهة الإرهاب‬

                                         ‫ق��ديم��اً ك�ان�ت خ�ط�وط الم�واج�ه�ة بين‬           ‫يتعر�ض هذا المطلب لدرا�سة إ��شكاليات‬
                                         ‫الجيو�ش محدده ووا�ضحة �إلى حد كبير‪،‬‬                ‫تطبيق م�ب�د�أي التمييز والتنا�سب على‬
                                         ‫واقت�صر دور المدنيين في النزاعات الم�سلحة‬          ‫ا�ستخدام ال�ط�ائ�رات ب�دون طيار لموجهة‬
                                         ‫القديمة على تقديم الطعام �أو العلاج �أو‬            ‫ا إلره�اب‪ ،‬وقبل مناق�شة هذه الإ�شكاليات‪،‬‬
                                         ‫الم�أوى للمقاتلين وفي بع�ض الحالات �شارك‬           ‫نل�اح�ظ أ�ن ظ�ه�ور ال��ن��زاع��ات الم���س�ل�ح�ة‬
                                         ‫الم�دن�ي�ني في ت�صنيع ال���س�الح‪ ،‬ولم تعتبر‬        ‫ال�ه�ج�ي�ن�ة أ�دى ل���ص�ع�وب�ة تح�دي�د ق�واع�د‬
                                         ‫هذه ا ألعمال م�شاركة في ا ألعمال القتالية‪،‬‬         ‫ال��ق��ان��ون ال���دولي الإن�����س��اني ال�واج�ب�ة‬
                                         ‫ونظراً لأن الم�شاركة الفعلية في العمليات‬           ‫ال�ت�ط�ب�ي�ق لأن ت�ل�ك ال�ن�زاع�ات الهجينة‬
                                         ‫القتالية كانت قا�صرة على عنا�صر القوات‬             ‫خلطت بين التق�سيم التقليدي للنزاعات‬
                                         ‫الم�سلحة‪ ،‬ف�أن هدف القانون الدولي وقتها‬            ‫الم���س�ل�ح�ة‪ ،‬ف�ه�ي ل�ي���س�ت ن��زاع��ات دول�ي�ة‪،‬‬
                                         ‫كان تنظيم ا�ستخدام و�سائل القتال لتقليل‬            ‫ولا ن�زاع�ات غ�ري دول�ي�ة‪ ،‬وه�و م�ا يتطلب‬
                                         ‫ع��دد ال���ض�ح�اي�ا والم���ص�ابي�ن في ��ص�ف�وف‬
                                                                                                                ‫معالجته �أول ًا‪.‬‬
                                               ‫القوات الم�سلحة وحماية الأ�سرى‪.‬‬
                                                                                            ‫وعلى ذلك �سيبد أ� هذا المطلب بالتعر�ض‬
                                         ‫ولكن بعد ن�ش�أة الأمم المتحدة ظهرت‬                 ‫إل�شكالية انت�شار النزاعات الم�سلحة المدولة‪،‬‬
                                         ‫ح�روب التحرير الوطنية التي دارت بين‬                ‫ث�م ال�ت�ع�ر��ض إل��ش�ك�ال�ي�ة اح�ت�رام ال��دول‬
                                         ‫القوات الم�سلحة للدول وتنظيمات م�سلحة‬              ‫لمبد�أ التمييز بين المقاتلين والمدنيين عند‬
                                         ‫ت�سعى لتحرير �شعوبها م�ن الا�ستعمار‬                ‫ا�ستهداف الجماعات ا إلرهابية بالطائرات‬
                                         ‫والا�ستعباد والظلم‪ ،‬ول�ذا اتج�ه القانون‬            ‫ب�دون ط�ي�ار‪ ،‬ث�م إ��شكالية احت�رام ال�دول‬
                                         ‫ال�دولي ل�الع�رتاف بو�ضع ق�ان�وني دولي‬             ‫لمبد�أ التنا�سب بين ال�ضرورات الع�سكرية‬
                                         ‫ل�ه�ذه الح��روب ل�ضمان ت�وف�ري الحماية‬
                                         ‫ل�ل�ت�ن�ظ�ي�م�ات الم���س�ل�ح�ة ال�ت�ي ت�داف�ع عن‬                ‫والاعتبارات ا إلن�سانية‪.‬‬
                                         ‫ا���س��ت��ق�ل�ال ب�ل�اده��ا في م��واج��ه��ة ق��وى‬

‫‪125‬‬
         ‫د‪� .‬أحمد ح�سن فولي‬
   121   122   123   124   125   126   127   128   129   130   131