Page 124 - مجلة الدراسات القضائية
P. 124
�إدارة البحوث والدرا�سات -وزارهة العدل �أ�ضحى و�شيكاً. جعل منه م�ن�براً لل�شجب وا إلدان��ة مثله
مثل �أي منظمة غ�ري حكومية لا تملك
ول���ذا ف��� إ�ن م�ع�الج�ة ه��ذه الإ��ش�ك�ال�ي�ة من القوى ما ي�سعفها للتدخل بقرارات
تتطلب قيام مجل�س ا ألمن بدورة بفعالية
في مواجهة الجماعات الإرهابية بال�شكل �صارمة.
ال�ذي ي�ستعيد ثقة المجتمع ال�دولي ،وهو
ما يتطلب من ال�دول الكبرى الم�سيطرة ولا يمكننا �إنكار �أن ال�شعوب التي هجرت
على قراراته �أن تتعاون بدل ًا من التناحر، ب�الده�ا لم يعد لديها الثقة في المجل�س،
و أ�ن ت�ع�ل�ى الم���ص�ل�ح�ة ال�ع�ام�ة للمجتمع ولا يمكننا أ�ن ننكر �أي�ضاً �أن الكثير من
الدولي على م�صالحهم الخا�صة مدركين الح�ك�وم�ات ف�ق�دت ال�ك�ث�ري م�ن ال�ث�ق�ة في
�أن ال�سبب ا ألكبر لانهيار ع�صبة ا ألمم كان ق��درة الم�ج�ل���س ع�ل�ى م�ع�الج�ة ق���ض�اي�اه�ا،
فقدان الدول الثقة فيها وهو ما أ��صبحت بم�ا في ذل�ك ال��دول ال�ك�برى ال�ت�ي تملك
ت�ع�اني م�ن ا ألمم المتحدة ب�سبب مجل�س ج�زء من ال�سيطرة على ق�رارات المجل�س،
فموقف الولايات المتحدة وبريطانيا إ�ن دل
ا ألمن. �إنما يدل على �أنهما افتقدا جزء كبير من
الثقة في المجل�س ،رغم �أنه المجل�س الحامي
وعلى ما �سبق ف�أنني �أرى أ�ن الولايات للنظام ال�دولي ال�ذي يتربعا على عر�شة
المتحدة الأمريكية وبريطانياً يعانيان من
�أزمة حقيقة �شاركا في �صنعها ،ولكن ب�شكل بجانب رو�سيا وفرن�سا وال�صين.
غ�ري مبا�شر فممار�ساتهم ك�دول ك�برى
في مجل�س ا ألم�ن أ�دت إ�لى إ��ضعافه للحد وهو ما يعني من وجهة نظري أ�ن ق�ضايا
ال�ذي جعلهم مم�ن فقد الثقة في قدرته ال�ن�ظ�ام ال���دولي أ���ص�ب�ح�ت ك�ل لا يمكن
على معالجة للتحديات المعا�صرة لل�سلم تجزئته ،ومعالجة أ�حداها مرتبط ب�شكل
وثيق بمعالجة ا ألخريات .وعلى الولايات
وا ألمن الدوليين. المتحدة وبريطانيا �أن يعيدا ح�ساباتهما
م�ن م�ن�ط�ل�ق �أن ام�تل�اك ال�ت�ك�ن�ول�وج�ي�ا
و أ�رى �أن ال�ضربات الا�ستباقية من �أهم المتطورة لت�صنيع الطائرات بدون طيار لم
الأدوات التي يمكن من خلالها مواجهة تعد حكرا عليهما ،بل �أن هذه التكنولوجيا
الج��م��اع��ات ا إلره��اب��ي��ة ال�ت�ي ت�ت���ص�اع�د أ���ص�ب�ح�ت في ي�د ع���ش�رات ال��دول ،وه�و ما
خطورتها ي�وم بعد ي�وم ،ول�ك�ن يجب أ�ن يعني أ�ن اح�ت�م�ال مواجهتهما لخطرها
ي� ؤ�ذن بهذه ال�ضربات من مجل�س ا ألم�ن،
123
د� .أحمد ح�سن فولي