Page 143 - مجلة الدراسات القضائية
P. 143
معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية ال��دول��ة م�ن خ�ل�ال إ�خ���ض�اع�ه�ا ألن�ظ�م�ة مقدمة
وق�واني�ن خ�ا��ص�ة بالت�سجيل والم�راق�ب�ة،
با إل�ضافة إ�لي الالتزام ب�شروط الت�صنيع ُي�ع�د ال���دواء م�ن ال���س�ل�ع ال�ت�ي لا غني
عنها ل�سلامة ا إلن�سان ،حيث أ�ن�ه يرتبط
ال�صيدلاني الجيد. ب�صحته وق�درت�ه ع�ل�ى ال�ع�ي���ش وال�ب�ق�اء،
ل�ذل�ك نج�د أ�ن ال�صناعات ال�دوائ�ي�ة لها
ويقع على الدول واجب اتخاذ التدابير �أهمية خا�صة لا تقل عن �صناعة ال�سلاح،
القانونية اللازمة ل�ضمان ت�أمين ح�صول فالدواء من ال�سلع الإ�ستراتيجية المتعلقة
�سكانها على الأدوي��ة الأ��س�ا��س�ي�ة بجميع ب�سلامة المواطن وا ألمن الوطني ،وغياب
ال�سبل المتاحة؛ حيث �أن وجود نظام �صحي ال�دواء الجيد قد يعني �إبعاد الفرد المنتج
وطني يت�سم بالكفاءة والفعالية القانونية في المجتمع عن العمل ،ووج�وده قد يعيد
�أمر حا�سم ل�ضمان توافر ا ألدوية الجيدة، الفرد المري�ض �إلي العمل ،بما ي�ؤثر ب�شكل
لا�سيما الأ�سا�سية منها ،وبكميات كافية
في جميع ا ألوق�ات وفي كل مرافق ال�صحة وا�ضح على خطة الدولة للتنمية.
العامة. وتتميز �صناعة المنتجات ال�صيدلانية
عن غيرها أ�نها تحتاج لر�أ�س م�ال �ضخم
ك�م�ا ت�ع�ت�بر ال��دول��ة م�ل�زم�ة ب�ح�م�اي�ة لاع�ت�م�اده�ا ب�صفة أ���س�ا��س�ي�ة ع�ل�ى البحث
مواطنيها من ا ألدوي�ة غير الم�أمونة وذات وال�ت�ط�وي�ر الم�ستمر ،ل�ذل�ك نج�د �أن هذا
النوعية الرديئة ،و�ضمان ج�ودة ا ألدوي�ة النوع من الفن ال�صناعي يخ�ضع ل�سيطرة
ي�شمل ال�ع�دي�د م�ن الج�وان�ب القانونية واحتكار عدد محدود من الدول ال�صناعية
الم�ت�ع�ل�ق�ة بم�راق�ب�ة ال���ص�ن�اع�ات ال�دوائ�ي�ة المتقدمة لما له من مردود اقت�صاد عظيم.
و إ�جراء تفتي�ش دوري على الم�صانع للت�أكد
من توافر الا��ش�رتاط�ات ال�صحية ،وعدم لكن يظل أ�هم ما يميز هذه ال�صناعات
ت�سجيل وت�سويق �سوي المنتجات الم أ�مونة �أن مخاطرها كبيرة ،حيث �أن �إنتاج الدواء
وذات الجودة ا�ستناداً �إلى تجارب �سريريه وتوزيعه دون حر�ص قد ينتج عنه العديد
تم ال�ت�ح�ق�ق م��ن م�راع�ات�ه�ا ل�ل�م�ع�اي�ري م�ن ا آلث���ار ال���س�ل�ب�ي�ة الم�ت�ع�ل�ق�ة ب���س�الم�ة
الأخ�الق�ي�ة وال�ط�ب�ي�ة .ك�م�ا ي�ج�ب العمل �صحة الإن�سان ،وقد ت�صل أ�حياناً لدرجة
با�ستمرار على منع ت�سويق وبيع ا ألدوي�ة وف�اة المري�ض؛ لذلك نجد أ�ن ال�صناعات
المتدنية الج��ودة والمغ�شو�شة في الأ��س�واق ال�دوائ�ي�ة ي�ج�ب �أن ي�ت�دخ�ل في تنظيمها
141
الدكتور /محمد مر�سي عبده