Page 91 - مجلة الدراسات القضائية
P. 91

‫�أي من الر�أيين‪ ،‬ومن بعدهم ينظر الم�شرع‬              ‫يحفظ في حياته‪ ،‬وي أ�بى كثير من النا�س‬            ‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬
‫القانوني إ�لى مدى م�شروعية هذا العمل‪،‬‬                ‫الم�سا�س بجثث م�وت�اه�م؛ حتى و�إن كانت‬
‫وهل يحقق الحماية الكافية لمن يقومون‬
‫به �أم�ل ًا في �شفاء من وراءه�م من المر�ضى‬                              ‫لنفع ا آلخرين‪.‬‬

             ‫ينتظرون هذه النتيجة‪.‬‬                    ‫وي�ق�ف بي�ن ه����ؤلاء و�أول��ئ��ك ال�ف�ق�ه�اء‬
                                                     ‫الم�ع�ا��ص�رون بي�ن مج�ي�ز ت�ع�ام�ل م�ع ه�ذه‬
‫م�شكلة البحث ‪ :‬تكمن م�شكلة البحث في‬                  ‫الم�سائل م�ن ب�اب الح�اج�ة وال���ض�رورة مع‬
‫�أن الم�س أ�لة من الم�سائل الم�ستحدثة وتتباين‬        ‫و��ض�ع ال���ض�واب�ط والم�ع�اي�ري ل�ل أ�خ�ذ بها‪،‬‬
‫النظرة الفقهية من حيث الحل والحرمة‪،‬‬                  ‫وم�ا ب�ني مانع لها لحرمة العبث بج�سد‬
‫مما يترتب عليها من التجريم والإباحة‬                  ‫ا إلن�سان ال�ذي كرمه الله حيا وميتاً ومن‬
‫قانوناً؛ ويترتب عليها �أي�ضاً جهد الأطباء‬            ‫هنا ن�شطت الم�ج�ام�ع الفقهية‪ ،‬والج�ه�ود‬
‫من حيث �ضياعه هباء أ�و �إق�راره‪ ،‬من هنا‬              ‫ال�ف�ردي�ة للفقهاء الم�ع�ا��ص�ري�ن ب�ح�ث�اً عن‬
‫ك�ان لمعرفة الحكم الفقهي أ�ث�راً كبيراً في‬           ‫وج�ه ال���ص�واب والم�صلحة‪ ،‬وت�رج�ي�ح �أح�د‬
‫إ�ق�رار النا�س على التعامل بنقل وزراع�ة‬              ‫الاتجاهين على الآخر‪� ،‬أخذاًمن الن�صو�ص‬
‫الأع���ض�اء أ�و تجريمه وع�دم العمل ب�ه �أو‬           ‫الموجودة حتى و إ�ن كانت قليلة‪ ،‬أ�و القواعد‬
‫�إب�اح�ت�ه وان�ت�ف�اع ال�ن�ا��س ب�ه‪ ،‬ف�ك�ان اختيار‬   ‫العامة لل�شريعة الإ�لاسمية أ�و القيا�س‬
‫ال�ب�ح�ث ل�ل�وق�وف ع�ل�ى الح�ك�م ال���ش�رع�ي‬         ‫ع�ل�ى الح��الات الم���ش�اب�ه�ة‪� ،‬أو ت�وخ�ي وج�ه‬
‫الم�ت�رت��ب ع�ل�ي�ه �أح��ك��ام ال��ق��ان��ون وع�م�ل‬  ‫الم�صلحة العامة لج�م�وع النا�س فحيثما‬

                 ‫ا ألطباء في الم�س أ�لة‪.‬‬                     ‫وجدت الم�صلحة فثم �شرع الله‪.‬‬

‫ال�درا��س�ات ال�سابقة‪ :‬ناق�شت المجامع‬                ‫ويقف مترقباً لجهود الفقهاء ؛ ا ألطباء‬
‫ال�ف�ق�ه�ي�ة ف�ك�رة ال�ب�ح�ث‪ ،‬وج��اءت ب�ح�وث‬         ‫الذين قاموا بجهود كبيرة للو�صول �إلى‬
‫ال���س�ادة الفقهاء منها ا ألح�ك�ام ال�شرعية‬          ‫تلك النتيجة ومحاولة تطبيقها منتظرين‬
‫ل�ل أ�ع�م�ال الطبية للدكتور أ�ح�م�د �شرف‬             ‫ما �ست�سفر عنه قرائح الفقهاء وجهودهم‬
‫الدين‪ ،‬و�ضوابط م�شروعية نقل ا ألع�ضاء‬                ‫من �إج�ازة ما أ�فنوا فيه حيناً من دهرهم‬
‫ل�ل�دك�ت�ور �أح�م�د رف��اع��ي‪ ،‬ون�ق�ل وزراع��ة‬       ‫ل�ل�و��ص�ول �إلى ه��ذه ال�ن�ت�ي�ج�ة م�ع ت�وق�ف‬
‫ا ألع���ض�اء ب�ني الحظر وا إلب�اح�ة للدكتور‬          ‫ذلك كله على كلمة الفقيه الذي له القول‬
‫حمدي محمود وغيرهم‪ ،‬ف� أ�ردت أ�ن �أ�ضع‬                ‫الف�صل في الح�ل والح�رم�ة‪ ،‬وم�ا ي�ستتبع‬
‫لبنة بجوار لبناتهم حتى يتكامل البناء في‬              ‫ذلك من �إثارة الر�أي العام من النا�س على‬

                                                                                        ‫‪90‬‬

                                                     ‫نقل وزراعة ا ألع�ضاء بين الطب و الفقه والقانون‬
   86   87   88   89   90   91   92   93   94   95   96